وسط مقاطعة ربع أعضاء الكونجرس الأمريكى، المنتمين إلى الحزب الديمقراطى، لكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس حول إيران، أمس، احتجاجا على عدم تنسيقه مسبقا مع «البيت الأبيض». اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الخطاب يزيد من توتر علاقة نتنياهو مع البيت الأبيض. وقال تقرير للقناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى إن «ما لا يقل عن ستين عضوا فى الكونجرس الأمريكى أعلنوا رسميا مقاطعتهم لخطاب نتنياهو، وأنهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا بالتزامن مع خطابه أو بعده بقليل من أجل التقليل من تأثير خطابه». وكان نتنياهو قد أكد خلال كلمته أمام مؤتمر اللوبى الأمريكى المؤيد لإسرائيل (إيباك) أمس الأول أن الهدف من خطابه أمام الكونجرس هو إظهار الخطر الذى قد يشكله الاتفاق محل التفاوض بين الدول الكبرى وإيران، مؤكدا أنه لا يجوز بأى حال من الاحوال السماح لإيران بامتلاك السلاح النووى. وقال نتنياهو إن «الحديث عن تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة غير صحيح على الاطلاق»، مؤكدا أن «التحالف بين البلدين قوى فى الفترة الراهنة أكثر من أى وقت مضى، وسيبقى كذلك فى السنوات المقبلة أيضا». وأضاف نتنياهو أنه يكن كامل الاحترام للرئيس الأمريكى باراك أوباما لا سيما فى ضوء ما قام به لدعم إسرائيل على الصعيدين الأمنى والاستخبارى وعلى الساحة الدولية. من جانبها، انتقدت صحيفة هاآرتس خطاب نتنياهو ووصفته بأنه يستهدف الفوز فى الانتخابات القادمة، ويستخدم الملف النووى الإيرانى ذريعة لذلك. وكتب حامى شيلو المعلق السياسى فى صحيفة هاآرتس، إن «جميع الاعتبارات التى تتحدث عن صعوبة التوصل إلى اتفاق مع إيران لا تكاد تذكر فى مقارنة حاجة نتنياهو الماسة لكى يغير عبر خطابه الاتجاهات التى تشكك فى فرصه فى العودة إلى منصب رئيس الحكومة بعد الانتخابات. فالمهم أن يعاد انتخابه أيا كان الضرر أو التهديد. وبعد ذلك يستطيع نتنياهو العودة إلى أمريكا ويلقى خطابا آخر ويحظى بتصفيق الحضور». أما باراك رافيد فكتب فى الصحيفة نفسها إن «نتنياهو فشل فى أن يخفف حدة التوتر مع الإدارة الأمريكية فى خطابه أمام إيباك وأن يظهر الأمر على أنه مجرد سوء تفاهم خرج عن السيطرة، لكن كلامه جاء متأخرا وحتى لو كرره 200 مرة، فإن الرئيس أوباما لن يقتنع بكلامه». وأضاف رافيد أن «أحد الأسباب التى تجعل من الصعب التعامل بجدية مع رسائل التهدئة التى أرسلها نتنياهو فى كلمته أمام إيباك هو المديح الذى كاله للسفير الإسرائيلى فى واشنطن رون دريمر الذى خطط لخطبة نتنياهو أمام الكونجرس مع زعماء الحزب الجمهورى والذى تحول إلى شخصية غير مرغوب فيها بالنسبة للإدارة الأمريكية».