حذرت بعض وسائل الإعلام الإيطالية من خطورة مبالغة الصحف والتليفزيون الحكومى والخاص تعميق وتوسيع الأنباء والتعليقات المتخصصة حول نشاط تنظيم (داعش) الإرهابي، والحديث المستمر عنه بتناقض وتضارب التقديرات التحليلية المفضية غالبا إلى تغذية الإرهاب وتصعيد فقدان الفهم وتصعيد أخر حول القلق من إحتمال تعرض إيطاليا لعمليات اعتداء إرهابية. وخصصت صحيفة (إلفاتّو كوتِديانو)، تقريرا حول هذا الشأن فى إطار واقع أن الإرهاب يشكل خطرا جديا، لكنها تتجاوز الترهيب والتهويل الواضح خلال التعليقات والافتتاحيات والمقالات والكتب التي كتبت عنه من قبل خبراء جدد في الأشهر الأخيرة، منذ ظهور تنظيم (داعش)"، فقد "أصبح موضوع الساعة، يستطيع الجميع التعبير عن رأيهم بشأنه"، وكذلك أداة بأيدي السياسيين الذين يعيشون في ورطة إقرار الواقع الحقيقى حول هذا الشأن فى إيطاليا. وذكرت الصحيفة بأن هؤلاء السياسيين يتناولون التناقض السياسى لمواجهة الإرهاب المتوقع من تنظيم "داعش" بذكر واقع تمكن الكونجرس الأمريكى الذي يسيطر عليه الجمهوريون، من تجريد الرئيس أوباما من السياسة الداخلية، وظهر أيضا فى إيطاليا بعد إعلان "وزير الخارجية باولو جينتيلوني، عن احتمال تدخل إيطاليا عسكريا في ليبيا"، الأمر الذي نفي على الفور من قبل رئيس الوزراء" ماتيو رينزى" المؤكد بأن "الرد القوي ضد داعش ينظر إليه كدافع لوثبة سياسية وليس عسكرية". من جانبها، تناولت صحيفة "التمبو" الاشارة إلى المضمون، موضحة بأنه "كلما كتب شخص ما أكاذيب عن هزائم أو انتصارات وهمية للجيش الجهادي الإرهابى في الشرق الأوسط، حتى الإرتباط المزعوم ب(خلايا أوروبية)، أو خلق تعليقات لا معنى لها مثل، استعداد تنظيم (داعش) لغزو إيطاليا، فإنه "لا يسهم إلا بزيادة شعبيته، واتساع دائرة الخوف الذي يبثه"، هذا التنظيم، "الشيء نفسه ينطبق على التصريحات المناهضة لتنظيم (داعش) التي أطلقها العديد من السياسيين"، فكل تهديد بتدخل عسكري لا يسهم إلا بتشجيع العدو وأنصاره في نظر العالم كله. وأوضحت الصحيفة أن الإرهاب كانت تديره في الماضي منظمات إعلان بشكل خاص، وبقي تهديده ضعيفا بشكل متعمد من قبل طبقة سياسية أفضل بكثير من تلك الموجودة حاليا، فلم يكن الإرهاب موضوع البرامج الحوارية، كون الجماعات المسلحة تتغذى عن طريق وسائل الإعلام.