سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
3 سيناريوهات تنتظر اليمن بعد إقامة «هادي» فى عدن تشكيل حكومتين فى الشمال والجنوب على غرار ليبيا.. العودة للعملية السياسية والمفاوضات.. الحرب وانفصال الجنوب
شكّل وصول الرئيس اليمنى، عبدربه منصور هادى، إلى عدن جنوبى البلاد، بعد مغادرته منزله المحاصر من قبل الحوثيين، بصنعاء، منعطفا فى الأزمة السياسية الراهنة فى هذا البلد، وشرعت الأبواب أمام سيناريوهات يراها مراقبون "مفزعة" وأمرها "الحرب والانفصال". فالرئيس الذى استقال مجبرا، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لقرابة الشهر، فى منزله، نسف بفك حصاره، كل ما تم الاتفاق عليه تحت فوهات بنادق "الحوثى" فى العاصمة. فما إن وصل إلى عدن، السبت الماضى، حتى بدأ يستعيد عافيته السياسية التى كانت رهينة استقالة قدمها فى 22 من الشهر الماضى، وأعلن فى بيان تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وفق وكالة "الأناضول" التركية. ومع عودة هادى إلى الجنوب، وبقاء الحوثى فى العاصمة صنعاء، وإحكام قبضته على مدن أخرى، يتخوف مراقبون من عزل شمال البلد عن جنوبه، وتكرار النموذج الليبى؛ أى تكون هناك ازدواجية للسلطة فى البلاد. ويرى الصحفى، خالد عبدالهادى، أنه مع سيطرة الحوثيين على صنعاء، والمحافظات المحيطة بها من إب (وسط) حتى أقاصى الحدود الشمالية، وانتقال هادى إلى عدن، فإن "قدرة الأخير على استعادة الحكم كاملا مهمة شبه مستحيلة على المدى القريب، وتشبه كما لو أن عليه دحرجة صخرة عظيمة من عدن الساحلية المنخفضة إلى صنعاء الجبلية المرتفعة". فيما قال المحلل السياسى، رياض الأحمدى، إن "وجود سلطة فى جزء من البلاد وسلطة فى الجزء الآخر هو مؤشر خطير بأن اليمن ينتقل من الأزمة المتركزة حول مركز واحد (صنعاء)، إلى أزمة تعدد السلطات المتمركزة فى مساحات جغرافية مختلفة". ورأى الأحمدى، فى تصريحات للأناضول، أن "الصراع فى اليمن قد يأخذ خليطا من النموذج الليبى المتنازع على السلطات". وأضاف "قد نكون أمام حكومتين، إحداهما فى صنعاء، والأخرى فى عدن، على غرار حكومتى طبرق وطرابلس الليبيتين". وخلال 5 أشهر حققت جماعة الحوثى مكاسب كبيرة أبرزها السيطرة على صنعاء، والمؤسسات السياسية والاعلامية، وفرض اعلان دستورى تسلمت به السلطة، ومن ثم يستبعد مراقبون أن تتعامل الجماعة مع الأمر الواقع بعد فرار الرئيس إلى عدن، وتعود إلى الخيار السياسى الذى يناقش "الدستور" وليس الرئاسة والسلطة التشريعية. وفى هذا الصدد، قال الكاتب السياسى، أحمد العرامى، للأناضول: "بات على الحوثى أن يكمل العملية العسكرية على البلاد كلها، بدءا من تعز ومرورا بعدن وانتهاء بسقطرى وحضرموت والمهرة، وباقى الخريطة اليمنية، حتى يصنع انقلابا ناجحا، ويحكم قبضته على البلاد فعليا، وهذا أحد خياراته المحدودة والصعبة التى وضعته أمامها مغادرة الرئيس هادى إلى عدن". وأضاف أنه على الحوثى إما أن "يسلم الدولة للدولة ومؤسساتها ويعود إلى صعدة (معقل الجماعة فى الشمال)، والعودة للعملية السياسية، وهذا أكثرها استحالة، وإما أن يستمر فى مقامرته التى سوف يترتب عليها مصائب كثيرة، أبرزها الحرب وانفصال الجنوب، أو بتعبير أدق التشظى فى جسد البلد الممزقة روحه، وهذا الخيار للأسف أقربها جميعا إلى سيكولوجية الحوثى المقامرة".