أكد أخصائي الترميم مصطفى أحمد عبد الفتاح، مدير عام ترميم منطقة سقارة ودهشور واللشت والمشرف على أعمال الترميم بهرم زوسر، أن مشروع ترميم وتدعيم الهرم المدرج أخذ طريقين متوازيين تمثلا فى التعامل مع البناء السطحي والوحدات السطحية للهرم المدرج مع ترميم وتدعيم العناصر التحت سطحية من ممرات وآبار. وأشار عبد الفتاح، في تصريح له، اليوم، إلي أنه شارك في الملتقى العلمى الأول لترميم وصيانة "الآثار الحجرية بين التلف والصيانة" الذي انعقد مؤخرًا بمدرسة ترميم الآثار بمدينة نصر، وقام بتقديم عرض للدراسة المتخصصة فى مجال الترميم الخاصة بإنقاذ هرم زوسر، التي أكدت أن عمليات الترميم اعتمدت على أسس علمية. من جانبه، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن الهدف من الترميم كما جاء فى تلك الدراسة، هو تحقيق هدفين رئيسيين: الأول إيقاف النزيف الحادث بأحجار الهرم والمونات، والثاني تدعيم الأجزاء ذات الاتزان الإنشائى الحرج، ومن هنا تمثلت البنود التي تم العمل فيها فى عمليات ملء الفراغات بين كتل الأحجار المستخدمة فى البناء والممثلة لأحجار الهرم باستخدام المونات الطبيعية، التي تتناسب وطبيعة البناء وكانت من الجير والرمال وأحيانًا يضاف إليها بعض المكونات، بهدف زيادة المرونة وتحملها لقوة الانضغاط مثل كسر الأحجار والكاولينيت النقي. وقال إنه تم استخدام الطرق اليدوية لإجراء ذلك وعلى مراحل مع استخدام كتل الأحجار الصغيرة، التي تسمى الترابيس والتلابيس فى حالة الفجوات الكبيرة، وبالفعل تم تنفيذ 4665 م2 كما تم تثبيت الأحجار المقلقلة وهي التي فقدت ثباتها الإنشائي إلا أنها ما زالت بمكانها، حيث تم تثبيتها وإعادتها إلى وظيفتها الإنشائية، الذي تم تنفيذه حوالى 500م2. وأضاف أن الدراسة أشارت إلى طريقة ملء الفجوات، حيث استخدمت الأحجار المتساقطة من الهرم بعد تسجيلها وتوثيقها وبيان الصالح منها لإعادة الاستخدام، وتم بالفعل فرز وتصنيف 725 م3 من الأحجار المتساقطة من جميع الواجهات وحوالي 119 م3 من الممرات والآبار بناء على الدراسات في هذا الشأن، حيث تم استخدام حوالى 2274 م3 من الأحجار الجديدة التي تم اختيارها بناء على الخواص الفيزيائية والميكانيكية للأحجار الأثرية، وتم تنفيذ حوالى 3000م2 إضافة إلى حقن الهبوط المتواجد بالواجهة الجنوبية، الذي تم الكشف عنه بعد التعامل الأثري مع الرديم والدفنة وتم حقنه بحوالي 2000 كجم. وتابع أن العمل توازى في العناصر تحت السطحية، حيث تم معالجة الضعف وعدم الاتزان الإنشائي بالممرات والتى تصل إلى خمسة مستويات الأول، ويشمل المدخل الشمالي والجنوبي وهكذا حتى الخامس، الذي يقع على عمق 40م من سطح الأرض، وقد تم اعتماد عمليات العلاج بحقن الإيبوكسي ذي السيولة المنخفضة عبر الشقوق والشروخ والانفصالات السطحية بكافة الأسقف من خلال تقفيل الشروخ والشقوق والانفصالات بالمونات الطبيعية، مع تزريع الخراطيم التي يحقن من خلالها مع تنفيذ التدعيم المؤقت بالجاكات المعدنية والهياكل المعدنية أو حتى بعمليات البناء وكل أسلوب حسب الظروف البيئية المحيطة. وأشارت الدراسة، إلى أن أعمال رفع الرديم من البئر بمقدار 370م3 من الأتربة والمونات والأحجار وتم رفع الأخشاب المتهالكة ليظهر بالكامل التابوت الجرانيتي المكون من 32 كتلة من الجرانيت المنظمة في شكل تابوت من أربعة مداميك 5,50م × 3,50× 5,50م والمحمول على 18 عمودًا بارتفاع متر، ومكون من عدة كتل من الحجر الجيرى مع وجود بعض كتل الأخشاب، وبالطبع كان يتم تدعيم التابوت أولا بأول مع كل إزالة للرديم وتم الحقن أسفل التابوت بالمونات بعد ملء الفراغ باستخدام الرمال النقية المعبأة في أكياس قماشية صغيرة وتقدر المونات المحقونة بحوالى 2000كجم. وأكدت الدراسة، أن علاج القبة الصخرية كان بهدف إكسابها القوة التي تمكنها من تحمل ثقل الهرم المدرج أعلاها وذلك من خلال خطوات ثلاثة بناء على الرأى الهندسى والدراسات المرافقة، وهي عمليات ملء العراميس بين كتل الأحجار لأعمق نقطة، التي وصلت إلى 50 سم باستخدام الجير المعالج بناء على دراسة تجريبية بين المونات الجيرية التقليدية والجير المعالج، وتم الاتفاق على استخدام (الأنكورز) الصلب الموجود داخل جراب مطاطى وذلك بتجهيز فراغ دائرى بقطر 5سم وطول 350 سم، وذلك لتركيبه بطول 350 سم بقطر 2 سم مع حقن الجراب بالجراوت باستخدام آلة الحقن بقوة 2 بار. وذكرت أن عدد البارات التي تم تنفيذها حتى الآن كان 270 أنكورز فيما تمثلت المرحلة الثالثة الحقن بالمونات الطبيعية حتى عمق 150 سم من خلال الخراطيم المزروعة، بهدف تكوين قبة صخرية طبيعية من الأحجار والمونات والأنكورز.