خرج الآلاف بمحافظة تعز باليمن صباح اليوم في مظاهرة منددة بالإجراءات الحوثية الأخيرة وداعية الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى ممارسة مهامه الدستورية. ومن جانب اخر، نفى مصدر مقرب من الرئيس المستقيل وجود أي دور للرئيس السابق علي عبد الله صالح في مغادرة هادي لصنعاء ووصوله أمس إلى مدينة عدن. كما نفى المصدر علم الحركة الحوثية مسبقا بعملية المغادرة متهما اياها بنهب محتويات منزل الرئيس المستقيل، ولكن مصادر حوثية رفضت هذه الاتهامات. دعوة وكان هادي قد دعا إلى مواصلة العملية السياسية في بلاده رافضا ما وصفه بانقلاب الحوثيين على السلطة. كما دعا هادي الهيئة الوطنية للحوار إلى اجتماع عاجل في مدينة عدن أو مدينة تعز حتى مغادرة ما وصفها ب"المليشيات" العاصمة صنعاء. وجاء ذلك في أول بيان يصدره هادي منذ وصوله إلى عدن قادما من صنعاء التي كان يخضع فيها للإقامة الجبرية في منزله بعد استيلاء الحوثيين على سدة الحكم الشهر الماضي. وتضاربت التقارير بشأن كيفية وصول هادي إلى عدن فبعضها يقول إنه هرب من صنعاء غير أن مصادر قالت لبي بي سي إن مغادرته تمت بوساطة عمانية إيرانية مقابل اشتراطات وضعها الحوثيون والوسطاء تقضي بعدم تدخل الرئيس المستقيل في الشأن السياسي أو الاعتراض على ما ورد فيما سمي بالإعلان الدستوري للحوثيين. وقال مراسل بي بي سي في صنعاء جيمس ريد إن ظهور هادي وسط أنصاره في عدن سيزيد من تعقيد الجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية في اليمن. "باطلة وغير شرعية" وقال هادي في بيان رسمي إن أي خطوات أو قرارات رئاسية اتخذت منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر / أيلول الماضي باطلة ولا شرعية لها. وطالب برفع الإقامة الجبرية التي يفرضها الحوثيون على بعض رجال الدولة وإطلاق سراح المختطفين. كما تمسك الرئيس اليمني المستقيل بالعملية السياسية وقرارات مؤتمر الحوار الوطني التي أقرت توزيع اليمن إلى ستة اقاليم في دول اتحادية. وكان الحوثيون قد فرضوا الإقامة الجبرية على هادي في منزله الشخصي منذ سيطرتهم على دار الرئاسة في التاسع عشر من يناير / كانون الثاني. من جانبها قالت وزيرة الاعلام في الحكومة المستقيلة نادية السقاف على موقع تويتر إن "موازين القوى تغيرت الآن بعد وصول الرئيس هادي إلى مدينة عدن". وجاءت تلك التطورات في أعقاب ما أعلنه الوسيط الأممي في اليمن جمال بن عمر عن توافق الأطراف السياسية في اليمن على تشكيل ما يُعرف ب"مجلس الشعب الانتقالي" ليمثل مع مجلس النواب الحالي السلطة التشريعية خلال مرحلة انتقالية تهدف إلى انتشال البلاد من فوضى سياسية وأمنية تعاني منها منذ عام 2011. واستحوذ الحوثيون على السلطة في اليمن بعد استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته بعد أشهر من سيطرة المسلحين الحوثيين على صنعاء. ورفضت الحركة الحوثية دعوة مجلس الأمن الدولي لها للتنازل عن السلطة رغم التهديد بفرض عقوبات عليها. "احترام الإستقالة" من جانبه، دعا حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس المستقيل علي عبد الله صالح الرئيس هادي "لاحترام استقالته" وعدم التراجع عنها وألا يعود إلى السلطة إلا بقرار من نواب الشعب لأن البديل لذلك بحسب الناطق الرسمي للحزب عبده الجندي هو "الدعوة للحرب والعودة بالقوة، وتلك مسألة مستحيلة مهما توافرت لها من مقومات الدعم الخارجي." كما طالب المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي أحزاب تكتل المشترك المشاركة بجدية في حوار المكونات السياسية مع الحوثيين الذي يرعاه مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر. ودعا الجندي إلى "عدم ربط ما يجري من حوار بمغادرة الرئيس المستقيل للعاصمة صنعاء ووصوله إلى عدن والبيان المنسوب إليه". وقال الجندي " إن من يخرج من الباب مستحيل عودته من النافذة" ودعا الرئيس المستقيل إلى احترام استقالته. اجتماع على صعيد آخر، اجتمع هادي ظهر اليوم الأحد في مدينة عدن جنوبي البلاد بمحافظي عدن ولحج وسقطرى وحضرموت وأبين والقادة العسكريين والأمنيين في تلك المحافظات لبحث ترتيبات الوضع الأمني خلال الفترة المقبلة والإعداد للاجتماع الموسع الذي دعا اليه الرئيس هادي في بيانه الرئاسي مساء امس. وأكد محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع أن استقالة هادي لم تعد قائمة بسبب عدم اجتماع مجلس النواب الذي قدمت اليه الإستقالة . وقال المحافظ إن الرئيس مصمم على استكمال العملية السياسية ومناقشة مسودة الدستور وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل وإنه سيدعو وزراء الحكومة لمزاولة أعمالهم من مدينة عدن حتى يفرج الحوثيون عن رئيس الحكومة خالد بحاح المحاصر في صنعاء. كما كشف محافظ عدن عن ترتيبات وصفها بالخاصة للحد مما وصفه ب" إنقلاب الحوثيين المسلح " سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق كما كشف عن لقاء مرتقب للرئيس هادي مع ممثلي السلطات المحلية بالمحافظات اليمنية لتنسيق الجهود خلال الفترة المقبلة بحسب وصفه.