نظم اليوم صندوق منظمة أوبك للتنمية الدولية "أوفيد"، مؤتمراً رفيع المستوى بعنوان "خطة التنمية لما بعد عام 2015 وأهداف التنمية المستدامة"، في مقره الرئيس بالعاصمة فيينا، حيث ناقش المشاركون خطط وأهداف التنمية المستدامة والخطوط العريضة لبرنامج التنمية المستدامة المقترح لما بعد عام 2015، بالتزامن مع اقتراب مرحلة تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية الحالية، من نهايتها، بحلول نهاية العام الجاري 2015. وشارك في المؤتمر، خالد شمعة، سفير مصر لدى النمسا وممثلها الدائم أمام المنظمات الدولية، الذي استهل كلمته بتوجيه الشكر إلى مدير عام صندوق "أوفيد"، سليمان الحربش، على تنظيم المؤتمر، وسلط الضوء على أهمية عنصر التمويل بالنسبة لتدشين وإنشاء المشاريع الاقتصادية ذات الأهداف التنموية. وأكد شمعة اهتمام مصر بهذا العنصر، من خلال عقد مؤتمر خاص تطرح الحكومة المصرية من خلاله المشاريع الاقتصادية المهمة ذات الأبعاد التنموية، في إشارة إلى المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ الشهر القادم. ودعا السفير شمعة جميع المؤسسات وصناديق التمويل الدولية وكذا الحاضرين إلى المشاركة في فعاليات المؤتمر، لافتاً إلى مشاركة دولتي الإمارات العربية المتحدة والكويت، كما لفت السفير شمعة إلى أهمية دور القطاع الخاص في إنشاء المشاريع التنموية، والمسؤولية الملقاة على عاتق منظمات المجتمع المدني إزاء المشاركة في المشاريع التي تسهم في تنمية الدول والمجتمعات. وكان مدير عام صندوق "أوفيد" سليمان الحربش، قد افتتح المؤتمر بكلمة قصيرة، قبل أن يفسح المجال أمام المتحدث الرئيس، الدكتور محيي الدين، سكرتير عام البنك الدولي، الذي قدم عرضاً شاملاً أظهر خلاله مدى التطور الذي تحقق على مستوى دول العالم بالنسبة لتحقيق الأهداف الإنمائية المختلفة للألفية. وضرب محيي الدين، أمثلة متنوعة من دول مختلفة، توضح مدى التقدم، الذي حققته في مجالات تنموية مختلفة مثل التعليم، البنية التحتية، والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية، وسلط الضوء، في المقابل، على أهم المعوقات التي ما زالت تقف عثرة على الطريق، أمام تحقيق هذه الأهداف. وأوضح، سكرتير البنك الدولي، أن المجموعة المنوط بها تجهيز خطة التنمية لما بعد 2015، قدمت تقريراً تضمن 17 بنداً من الأهداف الانمائية للألفية، بالإضافة إلى 169 هدف آخر، يشكلون معاً الأهداف الانمائية للمرحلة القادمة بعد عام 2015، استعداداً لعرض الخطة بهدف اقرارها أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم. وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من السفراء العرب والأجانب المعتمدين إلى جانب مدراء عدد كبير من منظمات الأممالمتحدة والمؤسسات الاقتصادية وصناديق التمويل الدولية، بمشاركة مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، لي يونج، الذي اعتبر أن الأهداف الاقتصادية تحتل الأهمية القصوى لتحقيق الأهداف التنموية الاجتماعية، مستبعداً إمكانية تحقيق الأهداف التنموية قبل النجاح في تحقيق الأهداف الاقتصادية. كما اعتبر أن جميع الأهداف التنموية مترابطة ببعضها البعض، ولا يمكن الفصل بينها. ومن جانبه لفت مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، إلى مساهمة الوكالة في المشاريع التنموية المختلفة بدول العالم من خلال المساعدات التي تقدمها الوكالة للدول في مجال تشخيص وعلاج أمراض السرطان، من خلال المساهمة في إنشاء المستشفيات المتخصصة وتوفير الأجهزة الحديثة وتدريب الأطباء والمتخصصين وكذلك مكافحة مرض الايبولا، والمساهمة في محاربة الأوبئة التي تصيب الثروة الحيوانية والقضاء على التلوث والحفاظ على الغذاء. وبدوره اختتم الحربش المؤتمر بكلمة قصيرة، أكد فيها اهتمام صندوق "أوفيد"، بمكافحة الفقر وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعوب الفقيرة، لافتاً إلى تمويل مشاريع توفير مياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي، ومساعدة الدول على إنشاء مشاريع البنية التحتية، وتأمين مراحل التعليم الأساسي وغيرها من المتطلبات الأساسية ذات الصلة بحياة الإنسان البسيط.