«السرطان».. ثاني سبب رئيس للوفاة على مستوى العالم بعد الأزمات القلبية، حيث يعجز العلماء حتى الآن عن التوصل لعلاج يقضي عليه بشكل نهائي خاصة في مراحله المتقدمة. العالم المصري الدكتور مصطفى السيد، أستاذ الكيمياء بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا، أعلن الأربعاء خلال مؤتمر صحفي بالمركز القومي للبحوث، دخول فريق البحث الذي يقوده في المرحلة الثالثة من التجارب الخاصة بعلاج مرض السرطان بجزيئات الذهب، بعد نجاح المرحلتين الأولى والثانية من التجارب على الحيوانات. وقال المستشار العلمي لمشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب بالمركز القومي للبحوث، إن نسبة كبيرة من الحيوانات الأليفة من 'القطط والكلاب المصابة بسرطان الثدي والجلد، وصلت لمرحلة الشفاء التام من المرض، وإن هذا مؤشر أكثر من جيد لنجاح التجربة على البشر. العلاج ليس للبشر وطالب «السيد»، وسائل الإعلام "بعدم تناول الحدث بشكل يؤثر سلبا عليه، من خلال تهويل وتضخيم الأمر وإحداث ضجة قد تخدع الجمهور، بالتأكيد أننا اكتشفنا علاج للسرطان لعلاج البشر"، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا أيضًا لا يعني أن الأمر لن ينجح. وأوضح: "في مجال العلوم والأبحاث يجب التروي في تناول الأمور حرصًا على جميع أطراف العلاقة، سواء كان المرضى أو الفريق البحثي، أو استمرار التجربة ونجاحها من الأساس". هذه المناشدة، كررها أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث، وأحمد عبدون أحد أفراد الفريق البحثي، حرصًا على استمرار التجربة وعدم تداولها إعلاميًا بطريقة خاطئة مما قد يؤثر بالسلب على استمرار النجاح أو توقف البحث، "فالأفضل العمل في صمت وإعلان الحقائق دون تضخيم الحدث قبل نجاحه بنسبة كبيرة على البشر". الآثار الجانبية وتكلفة العلاج العالم مصطفى السيد، قال إن نتائج المرحلة الثانية التي توصل إليها الفريق البحثي بخصوص علاج السرطان بجزيئات الذهب، أكدت عدم وجود أي تأثير ضار على صحة الحيوانات التي خضعت لتجربة العلاج خلال الأبحاث. من جانبه، قال أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث، إن المرحلة الأولى لمشروع علاج السرطان كانت على الفئران وتم الانتهاء منها قبل عامين، أما المرحلة الثانية فكانت على الحيوانات الأليفة الأكبر حجما (القطط و الكلاب) المصابة بسرطان الثدي والجلد. . وأشار إلى أن التجارب التي تمت على مرحتلين منذ عام 2006 وحتى لحظة إعلان نتائج تجارب المرحتلين الأولى والثانية، تكلفت 2.5 مليون جنيه، مؤكدا ضرورة تعاون وزارة الصحة والمركز في المرحلة الثالثة وهي «التجارب السريرية على الإنسان». طريقة العلاج وحول ارتفاع التكلفة إذا ما نجحت التجارب السريرية على الإنسان في المرحلة الثالثة، قال «السيد» إن العلاج مقارنة بالتكلفة الخاصة بالعلاج الحالي لا تقارن، حيث إن الجرام الواحد من الذهب يكفي لعلاج 1000 مريض. الأمر الذي أكده أحمد عبدون أحد أعضاء الفريق البحثي المسؤول عن مشروع علاج السرطان بجزئيات الذهب، موضحا أن العلاج يشمل كل أنواع السرطان، "ولكن التجربة التي تمت على الحيوانات كانت لسرطان الجلد والثدي". وشرح العالم مصطفى السيد، بطريقة مبسطة فكرة العلاج بجزيئات الذهب، قائلا: إن "العلماء يعلمون جيدا أن الذهب له خواص كثيرة أكثر فائدة من استخداماته التقليدية حين يتم تقطعيه إلى جزيئات صغيرة جدًا، منها أنه حينما تتعرض هذه الجزيئات إلى الضوء العادي تقوم بتحويله إلى ضوء شديد جدًا ومن ثم إلى حرارة عالية". وتابع: "تحت الميكروسكوب رأينا أننا نستطيع حقن الخلية السرطانية المصابة بقطعة الذهب المتناهية الصغر، ثم نعرض هذه القطعة للضوء فتقوم بتحويله إلى حرارة عالية تعمل على حرق وإذابة الخلايا المصابة فتقضي تمامًا عليها، دون أن تمس الخلايا السليمة أو تؤثر عليها". وأوضح العالم المصري: "حتى الآن العلاج المتاح في العالم كله إما استئصال الجزء المصاب أو العلاج الكيميائي، والنسب تشير إلى أن 50% من السرطان يتم علاجه عن طريق الاستئصال، و50% من خلال علاج إشعاعي وكيميائي".