أدين زعيم جماعة "الشريعة لبلجيكا" الصغيرة وحوالى 40 من عناصرها الأربعاء بتشكيل "منظمة إرهابية" في ختام محاكمة في بلجيكا أحيطت بحماية أمنية مشددة بعد شهر على اعتداءات باريس. وحكم على فؤاد بلقاسم (32 عاما) الداعية الأساسي في الجماعة، بالسجن 12 عاما أمام محكمة الجنح في انتويرب (شمال)؛ لأنه تزعم هذه الجماعة السلفية التي تشكل أبرز شبكة تجنيد متشددين في بلجيكا للتوجه للقتال في سوريا. وكان الأعضاء البارزون قد اعتقلوا خلال علمية للشرطة البلجيكية في أبريل 2013. وأعلن القاضي أن "بلقاسم مسؤول عن دفع شباب إلى التشدد لإعدادهم لقتال مسلح سلفي لا مكان فيه للقيم الديمقراطية". وأضاف أن "الشريعة لبلجيكا كانت تجند شبانا من أجل القتال المسلح وتنظم سفرهم إلى سوريا". وكان الادعاء طلب عقوبة السجن 15 عاما لبلقاسم. وحكم على سبعة متهمين آخرين في القضية بالسجن بين 3 و5 سنوات، بعضهم مع وقف التنفيذ. وكان 46 عنصرا من "الشريعة لبلجيكا" يحاكمون منذ أكتوبر لمشاركتهم في انشطة المجموعة أو مساعدتها. وكان عناصر من الجماعة يدعون عبر الإنترنت وفي الشوارع، لا سيما في انتويرب، إلى إقامة دولة إسلامية في بلجيكا وإلى الجهاد المسلح الدولي. من بين المتهمين حضر تسعة فحسب الجلسات، اعفي أحدهم مذاك لدواع طبية. وما زال المتهمون ال37 الآخرون في سوريا، أو توفوا هناك، حيث يشتبه في ارتكاب بعضهم فظاعات. ودفع الجميع بالبراءة موضحين أنهم ذهبوا إلى سوريا لدواع إنسانية أو لشن معركة مشروعة بحسب قولهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونطقت المحكمة بالأحكام القصوى بحق المتهمين الغائبين، أي السجن 15 عاما للذين اعتبرتهم قياديين و5 سنوات للأفراد العاديين. وحكم على جيجون بونتينك (19 عاما) الذي اعتنق الإسلام بالسجن 40 شهرا مع وقف التنفيذ. وكان ذهب إلى سوريا لكن مشبوهين آخرين عزلوه لانهم كانوا يشككون في ولائه. وكان والده ديمتري، العسكري البلجيكي السابق، توجه إلى سوريا للبحث عنه. ثم تعاون جيجون بونتيك مع القضاء حتى انه اتخذ صفة الادعاء الشخصي وقال إنه تعرض "لغسل دماغ". وأخذت المحكمة تعاونه بالاعتبار، لكنها اعتبرت أن الشاب توجه إلى سوريا بملء إرادته. وكانت المدعية آن فرانسن قالت في اتهامها أن "هدف الشريعة لبلجيكا هو اطاحة الدولة البلجيكية واستبدال دولة إسلامية بها. والمشاركة النشطة في الصراع المسلح في سوريا تشكل وسيلة للتوصل إلى هذا الهدف". واعتبرت أن الجماعة كانت مضطرة إلى "حماية نفسها" حتى لو أنه لم يعز أي مشروع اعتداء على الأراضي البلجيكية إلى أعضائها. وكانت التدابير الأمنية حول قصر العدل في أنتويرب مشددة، الأربعاء. وقد تمركزت الشرطة في مداخل المبنى وحلقت فوقه مروحية بشكل متقطع. ومنذ قبضت الشرطة في فرفييه (شرق) وبروكسل في 15 يناير، على خلية كانت تحضر لاعتداءات على قوات الامن، تعيش بلجيكا حالة استنفار ارهابي "خطيرة" مع جنود يراقبون الاماكن الحساسة. ولم تكن هذه الخلية على علاقة ظاهرة مع "الشريعة لبلجيكا" ولا مع منفذي اعتداءات باريس. لكن حوالى اربعين انذارا خاطئا بوجود قنابل قد اطلقت في بلجيكا منذ شهر. وقد تلقت صحيفة هت لاتيسيت نيوز الفلامندية الأسبوع الماضي رسالة مغفلة تحذر من أن بلجيكا ستكون هدفا "لاعتداءات بسيارات مفخخة ومتفجرات". وبلجيكا، العضو في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، هي أحد البلدان الأكثر تأثرا في أوروبا بتوجه المقاتلين إلى سوريا. فما بين 300 و400 بلجيكي توجهوا إلى سوريا في السنوات الأخيرة، وينتمي حوالى 10% منهم إلى "الشريعة لبلجيكا".