أقام محور اللقاءات الفكرية لقاء مفتوحا مع المفكر التونسى عبدالمجيد الشرفى تحت عنوان «التجديد فى الفكر الدينى»، وأداره الدكتور على مبروك وبدأه قائلا: أستاذنا المفكر الكبير عبدالمجيد الشرفى، له إنجاز فكرى متميز فى مجال الدراسات الإسلامية، فهو لم يكتفِ فقط بما كتبه وهو فى غاية الأهمية، وإنما أضاف إلى ذلك رعايته ووقوفه إلى جوار مجموعة من الباحثين التونسين الشباب، الذين أرى أنهم سيلعبون دورا كبيرا فى التجديد الدينى الذى نرنوا إليه جميعا فى العالم العربى والإسلامى. وأشار مبروك إلى أن الدور المهم والمحورى الذى لعبه الشرفى كان ركيزة أساسية فى التوافق التونسى، حيث إن المدارس الفقهية والدينية فى تونس قد انفتحت على دراسات ومدارك جديدة لم ننفتح عليها نحن حتى الآن: «وقد لا أكون مبالغا إذا حينما أعتب أن هذا اللقاء هى الأهم فى فعاليات المعرض هذا العام، لم يتميز به الشرفى من فكر، وكذلك لما تميزت به تونس من جهة أخرى فى التعامل مع الفكر الدينى. وأترك الحديث الآن لضيفى وضيفكم الدكتور عبدالمجيد الشرفى». فى بداية حديثة قال الشرفى إن فرص اللقاء بين المثقفين العرب عادة ما تكون محصورة ما بين المؤتمرات والمنابر الجامعية، وقلما تتاح فرصة لقاء وحوار مفتوح بين المثقفين والجمهور وخاصة فيما يتعلق بالأمور الدينية الحساسة كموضوع اليوم. وأوضح الشرفى أن المنطلقات الفكرية، التى كانت أساسا فى تغير مساره الفكرى، إنما تعود إلى مرحلة دخوله الجامعة، حيث لاحظ أنه هناك اختلافا كبيرا بين الجامعات الأوروبية فى بريطانيا وألمانيا وغيرها وبين جامعاتنا العربية. أضاف: «الجامعات الأوروبية تحتوى على قسم للدراسات الدينية يختلف عما هو موجود فى كليات اللاهوت والجامعات الدينية، فالجامعات العربية عموما تفتقر إلى هذه الأقسام والدراسات فى غير الجامعات الدينية، فالجانب الدينى يدرس داخل الجامعات الدينية كجامعة الأزهر فى مصر والزيتونة فى تونس والقرويين فى المغرب». وأردف: «أما فى كلية الآداب فكانت الدراسات الدينية يتولى تدريسها أيضا الشيوخ الذين جاءوا من الكليات الدينية، بينما ثمة فارق كبير بين المنهجية المتبعة فى الجامعات الدينية وكليات الآداب، فالجامعات الدينية تؤهل من فيها ليمارسوا أدوار معينة كالأئمة والخطباء والوعاظ، لكن كليات الآداب بعيدة جدا عن هذا الفكر والمنهج، فالغرض من وجود الدراسات الدينية بكلية الآداب هى أن تكون فى تفاعل وتراشق مستمر مع أقسام الدراسات الإنسانية كالتاريخ والفلسفة والاجتماع وما إلى ذلك، وأن تكون المناهج المتبعة فى الدراسات الدينية هى نفس المناهج العلمية المتبعة فى سائر أقسام المؤسسة».