ودع أهالي شمال سيناء، الجمعة، المناضلة السيناوية «سالمة شميط سواركه»، التي فارقت الحياة في منزلها بقرية الخروبة التابعة لمدينة الشيخ زويد عن عمر ناهز التسعين عاما. «أم موسى»، فقدت زوجها في عملية مقاومة ضد العدو الإسرائيلي، فلم تيأس بل كان ابناها محمد وموسى هما مشروع الثأر من المحتلين. وما إن اختفت حدة ذكرى الزوج الشهيد حتى لحق به الابن محمد أثناء قيامه بزرع أحد الألغام في طريق قافلة إسرائيلية حتى تبقى لها موسى الذي وضعت فيه أمل الانتقام. وجالت «أم موسى» مع ابنها الوحيد الصحاري لنقل الألغام وزرعها في الطرق التي تسلكها مدرعات وآليات الاحتلال بين العريش والشيخ زويد، حتى انفجر لغم بابنها موسى. وسقط موسى أسيرا في يد الاحتلال الذي عانى في سجونه الويلات وفقد الرؤية بإحدى عينيه فيما تبقى بصيص من الأمل في العين الأخرى حتى تم الإفراج عنه في عام 1982 في صفقة تبادل أسرى. الباحث في شؤون القبائل عبد القادر مبارك، قال: "روت لي السيدة أم موسى خلال لقائي معها أنها عندما أطلت على ابنها وهو على فراش المرض محروقا بكى موسى"، فقالت له "لا تبكي يا ولد وخليك راجل مازالت أرضنا محتلة"، فوقعت الكلمات على رجال المخابرات كالصاعقة وتعجبوا من صمود هذه المرأة البدوية وشجاعتها غير المعهودة.