«السير عكس التيار ذاك أفضل جدا».. شعار رفعه عدد من الأقباط فقرر بعضهم خوض الانتخابات البرلمانية على قوائم حزب النور السلفى، وحزب «مصر العروبة» الذى يتزعمه سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق، مفضلين عدم السير فى الطريق المألوف والانضمام للأحزاب الليبرالية ذات الشعبية لدى الأقباط. أول هؤلاء نادر الصيرفى مؤسس رابطة 38 الذى قبل عرض حزب النور بالانضمام لقوائمه، واتهمه البعض بالسعى وراء مقعد للبرلمان وهو ما ينفيه بشدة بقوله ل«الشروق»، إن الشريعة الإسلامية وتطبيقها لا يقف ضد مصلحة الأقباط، وأن حزب النور ليس حزبا دينيا بشهادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أشاد بوطنيته وأيضا الأنبا بولا أسقف طنطا الذى أكد فى أكثر من تصريح له وطنية الحزب»، ويضيف الصيرفى: أنه لم يسمع أى تحذير، أو رفض من البابا تواضروس للانضمام لحزب النور، مؤكدا أن تهميش الحزب السلفى ليس فى مصلحة مصر لأنه شارك فى خارطة الطريق ولولا دوره لفشلت ثورة 30 يونيو. الصيرفى الذى لم يكتف بالترشح على قوائم حزب النور لكنه يساعد قيادات حزبه الجديد على التواصل مع أقباط آخرين يتفقون مع رؤية الحزب للانضمام إليه يؤكد أنه سيطالب فى البرلمان بحقوق الأقباط دون المساس بالمواطنة وسيحاول حال فوزه فى الانتخابات البرلمانية بمساعدة الأقباط فى مشاكل الطلاق والزواج عن طريق تشريعات عادلة للجميع. حزب آخر ليبراليته لم تساعده فى امتصاص الغضب القبطى من رمزه «الفريق سامى عنان» وهو «مصر العروبة» الشهير إعلاميا ب«حزب عنان» الذى رد على اتهامات قبطية بتورط الأخير بالضلوع فى أحداث ماسبيرو، بالاستعانة بالمحامى المعروف والناشط القبطى وعضو مجلس الشورى السابق ممدوح رمزى كمستشار قانونى للحزب الذى بدأ عمله، بمعركة قضائية نجح فيها بتأسيس الحزب بعد رفض لجنة شئون الأحزاب أوراقه فى البداية. يقول رمزى ل«الشروق»: إنه ترافع فى قضية تأسيس حزب مصر العروبة ل«ثقته فى أحقية الحزب فى التأسيس لصحة أوراقه وموقفه القانونى». وأكمل رمزى أنه «لم يهتم بمزايدات البعض واتهامهم للفريق سامى عنان بالضلوع فى مذبحة ماسبيرو لاقتناعه بعدم مسئولية الفريق عن الحادث». وعن انضمامه للحزب ومشاركته فى الانتخابات، قال رمزى إنه «أكد لنجل الفريق عنان الدكتور سمير أنه يرحب بخوض الانتخابات على قوائم الحزب فى حال تحالفه مع تحالف الجبهة المصرية، مؤكدا أنه سيحسم قرار المشاركة فى الانتخابات خلال 48 ساعة، مضيفا أن البرلمان يحتاج نوابا أقباط لديهم رؤية ومؤمنون بالمواطنة وليس المصالح. وأشار رمزى إلى أنه لعب دورا كبيرا فى مجلس الشورى السابق فى المطالبة بحقوق الأقباط وترسيخ الدولة المدنية. على الجانب الآخر يرى فادى يوسف مؤسس ائتلاف أقباط من أجل مصر أن حزبى «النور ومصر العروبة» لا يمكنهما تمثيل الأقباط بشكل يحقق مطالبهم لأنها تسعى لخدمة مصالحها واكبر دليل هو عداء مؤسسيها وقادتها للأقباط، فأعضاؤها الأقباط لا يتعدون أصابع اليد الواحدة. وأضاف يوسف أن الرموز والقيادات القبطية لا ترفض المشاركة فى تلك الأحزاب فقط لكن لا تعترف بوجودها على الساحة السياسية. واتهم مؤسس ائتلاف أقباط من أجل مصر الذى أعلن عدم مشاركة كيانه فى الانتخابات البرلمانية القادمة، أعضاء أحزاب النور ومصر العروبة بأنهم يخدمون مصالحهم الشخصية واصفا إياهم بالبضاعة الخاسرة التى تحاول تلك الأحزاب بيعهم للبرلمان ولكنهم سيخسرون لرفض الشارع لهم. وعن حزب مصر العروبة المعروف إعلاميا ب«حزب عنان» أكد يوسف أنه مرفوض من الأقباط لكون مؤسسه احد المسئولين عن «مذبحة ماسبيرو» إلى جانب إفشال المرحلة الانتقالية التى مرت بها البلاد وكانت نهايتها تسليم الوطن للإخوان حتى تم استرداده مرة أخرى.