"العريش، ورفح، والشيخ زويد".. 3 مناطق في محافظة شمال سيناء فرض عليها حظر التجول لمدة 3 أشهر من الخامسة مساء بدأت في 26 أكتوبر 2014، بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك عقب مصرع 33 جنديًا مصريًا في هجومين بسيناء، حيث قتل 3 جنود مصريين في هجوم ثان وقع في مدينة العريشبسيناء، وذلك بعد ساعات من هجوم أول راح ضحيته 30 جنديًا مصريًا في منطقة الشيخ زويد الواقعة في محافظة شمال سيناء، إلا أن مجلس الوزراء مد حظر التجول لمدة 3 شهور إضافية في 25 يناير الحالي ليمتد الحظر من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا، ويكون على أهالي سيناء أن يمضوا حياتهم في تلك السويعات. الشيخ زويد: الحظر عقاب جماعي أحمد عطية صاحب استدويو تصوير بالشيخ زويد يقول إن أضرار الحظر كثيرة، ثم تحدث عن مدينته، قائلا "دعوني أتكلم عن مدينة الشيخ زويد كيف تضررت من الحظر، نحن هنا فى المدينة تم فرض حظر التجول منذ يوم فض اعتصام رابعة والنهضة وحتى اليوم، كم النساء التى ماتت بسبب آلام الولادة التى عانت منها بعد الساعة الخامسة مساءً، وكم أصحاب المحلات التي أغلقوها بسبب الركود الرهيب؟" وقال عطية إن مدير مستشفى الشيخ زويد أصدر تعليمات لمرفق الإسعاف بعدم التحرك بعد الخامسة مساء وحتى السابعة صباحًا، وحذر المواطنين من الاتصال بالمستشفى فى هذا التوقيت، وهذا الأمر سبب ضيق شديد جدا للمواطنين فى المدينة، حتى أن هناك سيدة توفت بسبب الولادة لأن ذلك كان خلال ساعات الحظر ولم يتمكنوا من إنقاذها. العريش في عزلة "حسين جلبانة – من العريش" قال إن الحظر ببساطة أوقف كل طرق التواصل من محافظة شمال سيناء وباقي المحافظات، وكرس للعزلة وأدى إلى تردي الأمور الحياتية كلها. وعن المدارس والمستشفيات، ذكر جلبانة أن الخدمات الطبية تأثرت سلبيا جدا بسبب الحظر لأن سيارات الإسعاف مثلا ترفض التحرك في ساعات الحظر، وروى موقف شخصي حدث معه، قائلا: "ابني كان تعبان وزوجتي طلبت له الإسعاف، وبعد ما راحوا المستشفى، وابني أًصبح بخير، طلبت زوجتي من سيارة الاسعاف توصيلهم للمنزل لأنها سيارة للاسعاف ومن المنطقي انها تتحرك في ساعات الحظر، إلا أن العاملين على سيارة الاسعاف رفضوا توصيلهم". وحكى عن وضع أبناءه في المدارس، قائلا: "ولادي مدرستهم في العريش، بعد الحظر الولاد بيرجعوا الساعة 12 بدلا من 2، وده أثر على العملية التعليمية"، مضيفا أن الدراسة لم تنتظم لأسبوعا كاملا في أي مدرسة على مستوى المحافظة. وعن تضرره الشخصي من الحظر، أوضح أن والده لديه محطة بنزين، وأن السيارة التي تنقل الوقود أًصبحت تستغرق 3 أيام بدلا من يوم واحد بسبب الحظر، وغلق كوبري السلام لتمر السيارات عبر المعدية، مما ضاعف القيمة التي يدفعها صاحب المنتج 3 مرات من أجل نقل بضاعته، وهو ما يسري أيضا على باقي التجار، وبالتالي ارتفعت أسعار المنتجات وأصبح كل شخص يحدد أسعار المنتجات وفقا لهواه. أنا مع الحظر أما هنادي التي تعمل محاسبة في جمعية أهلية بالعريش، قالت: "الناس قابلت قرار الحظر للمرة الأولى بمنتهى الترحاب ولكن قرار المد لم يلق قبولا، بل استاء الجميع"، مضيفًا أنها كانت ضمن المرحبين بفرض حالة الطواريء وتنفيذ الحظر الذي فرض بعد حادثة كرم القواديس، إيمانا مني بدورنا كمجتمع ومواطنين مصريين بنحب بلدنا في القضاء على الإرهاب"، إلا أنها أضافت: "رغم موافقتي على الحظر إلا أنني اعترضت وبشدة على تمديده مدة أخرى". ناشطة سيناوية: تقليل ساعات الحظر الناشطة السيناوية منى برهومة، والتي تسكن في مركز رفح، قالت إنها تتفق مع الرافضين لمد حظر التجول مع تفهمهم لخطورة الوضع بسيناء، لتفهمها كم الأضرار التي يعاني منها المواطن السيناوي، مضيفة أنه منذ 30 يونيو 2013 وهناك منع من السير على الطرق الرئيسية برفح والشيخ زويد من الرابعة عصرًا، وهو ما يعد حظر بدون حظر. "الحظر خلال الثلاثة أشهر الماضية تسبب في شلل تام للعديد من الناس، مثل أصحاب المحلات، وسائقي التاكسي وغيرهم" بهذه الكلمات أوضحت الناشطة السيناوية تأثير الحظر السلبي على المواطنين في سيناء، قائلة "الحظر قيد الناس". وقالت برهومة إنه على الأٌقل يتم تقليص عدد ساعات الحظر لتبدأ من ال10 مساء بدلا من أن تبدأ في السابعة حتى 5 فجرا، حتى أن يصلوا لمرحلة من الاستقرار يتم فيها رفع الحظر نهائيا، مشيرة إلى أنه من الغريب أن عدوحوادث وقعت أثناء ساعات الحظر نفسها. وأنهت حديثها ل"بوابة الشروق"، مضيفة: "إحنا تعبنا قوي، محتاجين نشم ريحة الحرية، إحنا بنعاني من تهميش، وتجاهل للتنمية، وإغلاق للطرق، وتفكير متشدد وجماعات مسلحة". وأشارت إلى انتخابات مجلس النواب القادمة وأكدت أن غالبية المواطنين رافضين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، بسب الوضع الضبابي الذي يعيشونه، بالإضافة إلى تغيير أماكن الانتخاب والتي تهدمت ضمن المباني المتواجدة في المنطقة العازلة، وبالتالي فهم غير مستعدون للذهاب لمسافات طويلة للتصويت. خبير أمني قال العميد خالد عكاشة إن قرار مد حظر التجوال في محافظة شمال سيناء له أبعاد أمنية كثيرة منه الخشية من تجدد نشاط العناصر الجهادية والتكفيرية على غرار جماعة أنصار بيت المقدس، وكذلك كتائب الفرقان، وما يسمى بالجيش الإسلامي وعناصره المتشددة في شمال سيناء، والتي ترتكز على فكرة إنهاك القوات المسلحة واستنزافها من خلال إعلان حالة الاستنفار الدائمة، وما تتطلبه من تعبئة وخسائر مالية. وأوضح عكاشة في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن فكرة إعلان حالة الطوارىء شمالًا من غرب العريش مرورًا بساحل البحر الأحمر وحتى خط الحدود الدولية في رفح لا يجب أن نكون غافلين عن هذا الأمر ونحن نتابع مستجدات الأوضاع والتطورات التي تحدث في اليمن من محاولة سيطرة الجماعات التابعة للحوثيين على مضيق باب المندب مما يتيح الفرصة أيضا لمحاولة تسلل عناصر من تظيم القاعدة عبر حدود البحر الأحمر ودخولها مصر، وبالتالي فإن الأمر يستلزم حظر أمني متواصل وفي منتهى الدقة. ويختلف عكاشة مع قرار مجلس الوزراء في طول مدة حظر التجوال لمدة ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيسبب مزيدًا من المعاناة لأهالي شمال سيناء، وكذلك التجار وأصحاب المحال فهو يؤثر بطبيعة الحال على قوتهم الاقتصادية في الشراء والبيع ويجعل شعب سيناء في حالة تذمر، خصوصًا بعد تحملهم للفترة السابقة التي أعقبت قرار رئيس الجمهورية والحكومة بإخلاء 500 متر من المنازل الواقع على الشريط الحدودي مع قطاع غزة واسرائيل وإقامة المنطقة العازلة. وأضاف أنه يجب إعطاء مؤشرات ليس فقط لجميع محافظات مصر وانما للدول المحيطة بنا في الاقليم بأن الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء مستقرة الى حد كبير فضلا عن أن حظر التجوال طيلة هذه الفترة يسحب من رصيد النجاحات والانجازات التي تحققها أجهزة الأمن بالفعل على الارض من خلال استهداف العناصر الارهابية وقتلها وبالتالي يجب فرض حظر التجوال لمدة شهر واحد فقط وليس ثلاثة أشهر والتجديد وفقا لتطور الأوضاع هناك ومن ثم التمهيد لرفع حالة الطوارئ بشكل نهائي عن شيناء مع تواجد أمني مكثف لحماية الأهالي وتأمين الأكمنة والمعسكرات الشرطية والعسكرية. استمرار الحظر ضروري نبيل نعيم أحد مؤسسي تنظيم الجهاد سابقا والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن استمرار مد حظر التجوال في محافظة شمال سيناء هو أمر ضروري وحتمي خاصة في المناطق المستهدفة والتي يتعرض فيها قوات الجيش والأجهزة الأمنية لعمليات ارهابية من قبل العناصر التكفيرية المتمركزة هناك. وفيما يتعلق بالتنظيمات الجهادية في شمال سيناء قال مؤسس تنظيم الجهاد السابق ان الجماعات المتشددة ومنها أنصار بيت المقدس ضعفت قدراتها كثيرا وتراجعت بعد العمليات المنظمة التي قامت بها القوات المسلحة على الصعيد الميداني واستهدفت عناصر عدة منهم، مؤكدا أنه يتوقع القضاء على تلك العناصر الارهابية خلال مدة الثلاثة أشهر ليعود الاستقرار إلى سيناء مجددًا.