حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن تؤول الاضطرابات التي تعيشها اليمن حاليا إلى حدوث تفكك وانهيار للبلاد ؛ وهو الأمر الذي قد يشكل خطرا على الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبار صنعاء إحدى الدول الاستراتيجية لدى واشنطن. وذكرت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس – أن المسؤولين الأمريكيين لا يزالون يشيرون إلى المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن للتحول من الحكم الاستبدادي إلى إرساء نظام يحكمه رئيس منتخب قبل بضعة أشهر، على أنها نموذج على ما يحدث بعد الثورات العربية. وأضافت أن اليمن تبدو – بعد أيام من المعارك المسلحة الحزبية التي دارت في العاصمة اليمنية صنعاء وأسفرت عن محاصرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته – أنها باتت معرضة لخطر التفكك بأساليب من شأنها إتاحة مزيد من الفرص أمام إيران وتنظيم القاعدة، الذي أعلن فرعه في اليمن مسؤوليته عن أول هجوم إرهابي استهدف باريس الشهر الحالي. وأوضحت أن الأزمة اليمنية الأخيرة تثير احتمالية أنه لا يزال هناك دولة عربية أخرى، تواجه فيها الولاياتالمتحدة تزايد مخاطر عدم وجود شركاء أقوياء في خضم مشهد العنف الطائفي، حيث توجد حرب مندلعة بين المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون حاليا على اليمن بتحالف مع إيران والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وبين تنظيم القاعدة. ورأت الصحيفة الأمريكية أن بزوغ نجم الحوثيين ووصولهم إلى مركز قوة مهيمن، من الممكن أن يفجر صراعات محلية بأساليب من شأنها أن تمنح فرع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي هاجم الولاياتالمتحدة مرارا، فرصة أكبر لالتقاط الأنفاس، وعلى الرغم من كون الرئيس اليمني حليفا قويا للولايات المتحدة، إلا أنه غير مدعوم محليا تقريبا. ونقلت "نيويورك تايمز" عن أبريل لونجلي المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، القول: "إن دولة اليمن لطالما كانت ضعيفة، ولكن الآن بات هناك خطرا حقيقيا من الانهيار الاقتصادي، وهذا النوع من التفكك من الممكن أن يجعل اليمن دولة يصعب التحكم فيها في نهاية المطاف". ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم: إن سيطرة الحوثيين – التي بدأت في سبتمبر الماضي ونشطت في الأيام الأخيرة – أدت إلى تفاقم الانقسامات الطائفية والإقليمية في دولة اليمن الفقيرة التي لطالما كانت ملاذا للجهاديين، وعلى الرغم من أن الجولة الأخيرة من القتال بدت وكأنها على مشارف الانتهاء عندما وافق هادي على تلبية مطالب الحوثيين السياسية، بيد أن الأزمة الكامنة ماضية في التردي. وأعرب مسؤولو الجيش والمخابرات في واشنطن عن قلقهم البالغ أمس الأربعاء إزاء العنف في صنعاء وتأثير زيادة حدة تدهور الموقف على دولة من أقوى شركاء إدارة أوباما في مكافحة الإرهاب ، وقال مايكل فيكرز وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشئون الاستخبارات إن المحللين لا يزالون يحاولون تحديد الهدف النهائي للحوثيين، حسبما ذكرت الصحيفة. واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالقول: أن صعود نجم الحوثيين أثار الاهتمام العالمي بجماعة متمردة كانت مجهولة تقريبا خارج اليمن قبل عقد من الزمن، والتي لا يزال مخططها غامضا لدى كثير من الأشخاص داخل البلاد وخارجها.