تنوع نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، بين مجموعة من اللقاءات الداخلية والخارجية التي تهدف إلى الحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل ودعم القضية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في العراق. وشمل نشاط الرئيس لقاءات لجذب الاستثمارات، والتأكيد على التزام الدولة بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة. عيد القضاء وفي بداية نشاطه الأسبوعي، شهد الرئيس السيسي الاحتفال بعيد القضاء، وعقد اجتماعاً بأعضاء مجلس القضاء الأعلى، ثم ألقى كلمة في القاعة الرئيسية لدار القضاء العالي، أعرب فيها عن تقديره للقضاء المصري ولقضاته الأجلاء ولأعضاء النيابة، كما استعرض التاريخ المشرف والعريق للقضاء المصري. وأكد الرئيس، في كلمته، "سيادة دولة القانون القائمة على العدل والمساواة، وأن الدستور جعل من المواطنة أساساً لتعامُل الدولة مع أبنائها، فالجميع سواء أمام القانون"، فضلاً عن أن "مرحلة البناء الراهنة تتطلب جهوداً مضاعفة وعملاً متواصلاً، الأمر الذي يضع على عاتق مؤسسات الدولة القضائية مهمة وطنية جسيمة لتمكين المصريين من اكتساب حرياتهم والحصول على حقوقهم والتعريف بمسؤولياتهم". وأشار السيسي إلى أن "دستور 2014 أرسى مبادئ الفصل بين السلطات، واستقلال القضاء وأعضاء النيابة العامة وحصانتهم"، مؤكداً حرصه على استقلال القضاء والنأي به عن أية شبهة للتأثير على أحكامه أو التدخل في شئونه أو أعماله. العدالة الناجزة استمع الرئيس السيسي في لقاء مع وزير العدل محمود صابر عبد القادر إلى عرض لأنشطة الوزارة في المرحلة المقبلة، والجهود التي تقوم بها لتحديث وزيادة عدد المحاكم على مستوى الجمهورية من أجل مواجهة زيادة أعداد القضايا والمتقاضين، بالإضافة إلى تطوير الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين. كما أجرى السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره الفرنسي فرانسوا أولاند، أعرب خلاله عن "خالص التعازي باسم مصر، حكومة وشعباً، في الضحايا الذين سقطوا جراء الحوادث الإرهابية الغاشمة التي شهدتها فرنسا مؤخراً". وأدان الرئيس، خلال الاتصال، الإرهاب بكل أشكاله وصوره، مؤكداً أنه "لا دين ولا وطن له، وأن الإسلام يدين بقيمه وتعاليمه السمحة مثل هذه الأعمال الوحشية التي تستهدف المدنيين"، وشدد على أهمية مكافحة الارهاب، وتضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهته ودحره. القضية الفلسطينية أكد السيسي خلال استقباله الرئيس محمود عباس والوفد المرافق له، على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، من أجل القضاء على الذرائع والدوافع التي تستند إليها الجماعات والتنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرار المنطقة واستقطاب المزيد من العناصر لصفوفها من داخل وخارج المنطقة. وأكد أن "مصر ستظل على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ومساندتها لخيارات الشعب الفلسطيني ووقوفها الكامل إلى جانبه حتى يتم إقامة دولةمستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية". من جانبه، أطلع الرئيس الفلسطيني، الرئيس السيسي على نتائج اتصالاته الدولية ومساعيه المبذولة من أجل تسوية القضية الفلسطينية، ولاسيما في أعقاب عدم تبني مجلس الأمن لمشروع القرار العربي الخاص بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. واستقبل الرئيس السيسي، الأسبوع الماضي أيضا، توني بلير ممثل اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، الذي أعرب عن تقديره للخطوات الأخيرة التي قام بها الرئيس لاسيما زيارة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية وكذلك خطابه خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حول الدعوة لتصويب المفاهيم وعرض حقائق الأمور لمعالجة مشكلة التطرف. وقال بلير: إن "الأفكار التي تضمنها ذلك الخطاب قد وجدت صدى إيجابيا واسعا لدى الكثير من الأوساط الدولية"، مشيراً إلى "الإدراك المتزايد للعديد من القيادات في الغرب لصحة التحذيرات التي سبق أن أطلقها الرئيس خلال السنوات الماضية وكررها في أكثر من مناسبة منذ توليه منصبه في يونيو 2014″. وتضمن اللقاء التباحث حول آفاق العملية السلمية وكذا المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أكد توني بلير على مركزية الدور المصري في استئناف الاتصالات بين الطرفين، ارتباطاً بنجاحها في احتواء التوترات بينهما في السابق، وكذا على ضوء ثقة الجانبين في الرؤية والسياسة المصرية. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس السيسي رونالد لاودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، الذي أبدى اهتماماً بالتعرف على رؤية الرئيس السيسي إزاء التطورات التي تموج بها المنطقة، ولاسيما على صعيد العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أخذاً في الاعتبار أن المؤتمر اليهودي العالمي يُمثل الجاليات اليهودية في 100 دولة حول العالم، وأنهم على اقتناع تام بمحورية دور مصر لكونها ركيزة الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وتناول الرئيس، خلال اللقاء، الاتصالات التي تقوم بها مصر من أجل احتواء التوترات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معرباً عن تطلعها لامتناع الجانب الإسرائيلي عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية إزاء السلطة الفلسطينية، لاسيما في ظل التطورات الراهنة في أعقاب قبول عضوية فلسطين بالمحكمة الجنائية الدولية. الإرهاب في العراق استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية، الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، والذي رافقه وفد ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، لبحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد السيسي حرص مصر على وحدة العراق واستقراره وأمنه، وإدانتها لكل أشكال الإرهاب الذي يمارسه تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الدين ستاراً لممارساتها المرفوضة ضد المواطنين الأبرياء في العراق والعالم العربي، مبرزاً أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب. واتفق الجانبان المصري والعراقي في الرأي على ضرورة تكاتف الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب، ووضع استراتيجية شاملة تشمل الأبعاد التنموية والثقافية، بما تتضمنه من تجديد للخطاب الديني وارتقاء بجودة التعليم ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، ونبذ الفرقة والانقسام بين الطوائف والمذاهب المختلفة. مياه النيل أكد الرئيس أهمية اتخاذ إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية بين مصر وإثيوبيا إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق البلدين وتهدف إلى تأمين مصالحهما وتعزيز التعاون المشترك. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي أبونا متياس الأول بطريرك إثيوبيا والوفد المرافق له، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومى. من ناحية أخرى، التقى الرئيس السيسي، بيتر جرينبرج المذيع الأمريكي الشهير بقناة «CBS» الأمريكية والمحرر الصحفي بمجلة «جلوبال» السياحية، الذي نوه بالثراء والتنوع الثقافي والسياحي الذي تتميز به مصر كمقصد سياحي عالمي، يمتلك مقومات سياحية هائلة حيث يضم العديد من المناطق الأثرية، فضلاً عن عناصر السياحة الشاطئية والاستكشافية والاستشفائية. جذب الاستثمارات استقبل الرئيس وفداً موسعاً من ممثلي كبرى الشركات البريطانية وذلك برئاسة وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «توبياس ألوود»، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأعمال المصري – البريطاني، وبحضور وزيري التعاون الدولي والاستثمار، وسفير إنجلترابالقاهرة، ورئيس الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالترحيب بالحضور والذين يمثلون ست وأربعين شركة بريطانية تعمل في قطاعات الطاقة والخدمات والبنية التحتية وتجارة التجزئة والتشييد والبنوك. وأطلع الرئيس مجتمع الأعمال البريطاني على حقيقة الأوضاع والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، منوها إلى اقتراب مصر من الخطوة الأخيرة لخارطة المستقبل والمتمثلة في الانتخابات البرلمانية. وطالب الرئيس الغرب بضرورة تفهم ما يدور في مصر وتقييم الأوضاع من منظور شامل يأخذ في الاعتبار اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها، مؤكدا رفض الشعب المصري للأفكار المتطرفة وخروجه في ثورة 30 من يونيو دفاعاً عن هويته، وإدراكاً لخطورة العبث بالدين واستخدامه كأداة للوصول إلى السلطة. انتخابات البرلمان أكد الرئيس السيسي التزام الدولة بإجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده مع مجموعة من رؤساء الأحزاب السياسية، حيث أكد أن "الجميع بما في ذلك الأحزاب شركاء في عملية بناء الوطن والحفاظ على استقراره، وهو ما يستدعي العمل بتجرد والابتعاد عن المصالح الضيقة لاستعادة الدولة لقوتها وزيادة قدرتها على تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري". وشدد الرئيس على أهمية دور الأحزاب السياسية في تشكيل الوعي لدى المواطنين وتبني القضايا التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن. ونوه الرئيس إلى أن البرلمان المقبل سيتمتع بصلاحيات واسعة، وهو ما يستدعي اختيار أفضل العناصر القادرة على الاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها ومواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه مصر من أجل العبور بالوطن في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها. خدمات حكومية أصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بضم وزير التنمية المحلية إلى عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية، في ضوء قيام وزارة التنمية المحلية بالتنسيق بين مختلف الجهود التي تعمل لتنمية المجتمعات المحلية ووحدات الإدارة المحلية في جميع المحافظات، كما تختص بالاشتراك مع وزارة الزراعة والمحافظات في إعداد وتوثيق الخرائط المحددة لكردونات المدن والقرى، وغير ذلك من الاختصاصات المُرتبطة بالمحافظات. وأصدر قرارا جمهوريا بالموافقة على قرض لتمويل محطة الوليدية بأسيوط لتوليد الكهرباء بقيمة 30 مليون دينار كويتي بما يعادل حوالي 100 مليون دولار أمريكي. كما أصدر قرارًا جمهوريًا بالإعفاء عن باقي العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبتي الاحتفال بعيد الشرطة وثورة 25 يناير.