تولى محمد سلطان باشا رئاسة البرلمان فى الفترة من 18 ديسمبر 1881 26 مارس 1882 ومن 19 نوفمبر 1883 18أغسطس 1884، ولم يترك انطباعا تاريخيا إيجابيا، قدر ما تحدثت عنه الوثائق والمراجع باعتباره من معسكر «الموالاة» لقوات الاحتلال الانجليزى وقتها، لتكون المفارقة فى أنه والد نور الهدى محمد سلطان، المعروفة باسم هدى شعراوى من أبرز الناشطات المصريات فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. أوردت جريدة «الوقائع المصرية» أن الصراع بين السلطة وفئات الشعب تجلى وقتها فى تقديم سلطان باشا الهدايا لقادة جيش الاحتلال، وذلك «شكرا لهم على إنقاذ البلاد من غوائل الفئة العاصية» وقد أنعمت عليه ملكة بريطانيا فيكتوريا رتبة «سير» جزاء لخدماته لبلادها، وأنعم عليه الخديو بعشرة آلاف من الجنيهات الذهبية كمكافأة. ومن المفارقات أيضا أنه كان يحسب فى البداية على العرابيين، ولكنه على أرض الواقع كان يرافق جيش الاحتلال نائبا عن الخديو فى زحفه على العاصمة أثناء المعارك مع العرابيين، بغرض تقديم العون اللازم لتسهيل مهمته، وكان يدعو الأمة إلى استقبال هذا الجيش الغازى وعدم مقاومته، ويهيب بها إلى تقديم كل المساعدات المطلوبة له، وبالفعل اتصل برؤساء العربان وأحضر مرشدين ليدلوا الإنجليز على الطريق. وذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى»، أن المسيو سنكفكس قنصل فرنسا العام جعل سلطان وسيطا بينه وبين العرابيين، بهدف قبول مطالب انجلتراوفرنسا الخاصة بطلب استقالة وزارة البارودى التى شغل عرابى فيها منصب «وزير الجهادية» (الدفاع) وخروج عرابى من مصر مؤقتا مع احتفاظه برتبه وراتبه. وقدم سلطان باشا هذه المقترحات وكأنها من أفكاره، يضاف إليها عزل على باشا فهمى، وعبدالعال باشا حلمى وهما من زملاء عرابى وكبار قادة الجيش وتحديد إقامتهما فى الريف مع احتفاظهما برتبتيهما وراتبيهما، فرفضها العرابيون، بل وفقدوا من بعدها ثقتهم فى الرجل الذى انضم بدوره إلى صف الخديو توفيق. ويشير مؤرخو الفترة العرابية من تاريخ البلاد أن أخطر ما حققه رئيس مجلس النواب مع الخديو توفيق وقتها، يتمثل فى نجاحهم فى ضم عددٍ من ضباط جيش عرابى إليهم، ليسطر اسمه فى كتب التاريخ كأحد أهم العوامل التى أجهضت الثورة العرابية، وتجمع المراجع على أن «محمد سلطان باشا» كان من أهم العوامل فى إخفاق الثورة وخذلانها.