«الفيل الأزرق» يبحث عن جائزة دولية بعد نجاح جماهيرى كبير تنطلق مساء الجمعة الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، الذى يقام تحت رعاية الملك محمد الخامس، وسط احتفاء كبير بتكريم مجموعة من نجوم الفن السابع فى العالم، فى مقدمتهم النجم عادل إمام الذى وصفته إدارة المهرجان بأنه أحد أكبر النجوم المصريين، وقد اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية التى مزجت فى كثير من الأفلام بالرومانسية والسياسة المتعلقة بالدين، وكذلك الممثل البريطانى الشهير جيريمى آيرونز والممثل والمخرج الأميركى فيكو مورتنسن. وألقى المهرجان الضوء على تاريخ عادل إمام الطويل بداية من معرفة الجمهور به على خشبة المسرح من خلال مسرحية «مدرسة المشاغبين»، مشيرة إلى أنه بدأ مشواره الفنى فى سن مبكرة جدا، حيث عمل إلى جانب مشاهير الساحة الفنية فى ذلك الوقت أمثال إسماعيل ياسين، وبدأت أعماله السينمائية، التى تزيد علي مائة فيلم، منذ عقد الستينيات، ومازال عطاؤه مستمرا إلى اليوم، ليعكس عمق موهبة خلاقة من خلال أفلام شخص فيها أدوار ضحايا الظلم والفقر، ومزج فيها بين الفكاهة والدراما. وسرد المهرجان أبرز أفلام الزعيم وهى «إحنا بتوع الأتوبيس» لحسين كمال (1979)، «حب فى الزنزانة» لمحمد فاضل (1983)، «حتى لا يطير الدخان» لأحمد يحيى (1984)، «كركون فى الشارع» لنفس المخرج (1986)، «الإرهاب والكباب» (1993) لشريف عرفة، الذى عمل معه فى «طيور الظلام» (1995)، و«عمارة يعقوبيان» لمروان حامد (2006)، و«حسن ومرقص» لرامى إمام (2008) و«زهايمر» لعمرو عرفة (2010). ومن بين المكرمين أيضا جيريمى أيرونز صاحب مسيرة فنية تمتد على مدى 30 عاما، وهو أحد الوجوه الأكثر حظوة لدى عشاق السينما فى جميع أنحاء العالم، فموازاة مع حضور رائع على خشبة المسرح، استطاع أن يزاوج فى نجاحاته بين أفلام الإنتاجات الضخمة وأفلام سينما المؤلف. وعمل بصحبة كبار المخرجين العالميين، فهو كاهن يسوعى فى «المهمة» لرولاند جوفى، وطبيب يغوص فى حالة من الجنون فى «المشابهان» لديفيد كروننبرك، وزوج متهم بقتل زوجته فى «انعكاس الحظ» لباربيت شرودر (الذى نال عنه باستحقاق جائزة أوسكار أفضلممثل سنة 1990). وهناك أيضا فيجو مورتنسن، أحد نجوم الشاشة الكبرة، تعرف الجمهور على الممثل والمخرج مورتنسن من خلال أدائه فى فيلم «الشاهد» لبيتر وير، ونال الاعتراف الدولى كأحد نجوم الشاشة الكبرى بفضل شخصية أراكورن فى ثلاثية «سيد الخواتم» لبيتر جاكسون. وأعلنت إدارة المهرجان عن مشاركة 13 فيلما ضمن المسابقة الرسمية، وقال بيان لإدارة المهرجان إنه خلال هذه الدورة سيتم عرض 87 فيلما، تمثل 22 دولة، ضمنها 8 أفلام جديدة ستعرض لأول مرة. وسيشارك المغرب فى المسابقة الرسمية بفيلم «أوركسترا العميان»، للمخرج محمد مفتكر، ومن العالم العربى، سيحضر المخرج المصرى مروان حامد بفيلمه «الفيل الأزرق»، الذى ينافس على الجائزة الكبرى فى أول مشاركة للفيلم بمسابقة دولية فى مهرجان دولى، بعد أن حقق نجاحا جماهيريا واسعا فى مصر. ومن المتوقع ان يشارك فى المهرجان نجوم الفيلم كريم عبدالعزيز، وخالد الصاوى، ونيللى كريم إلى جانب مخرجه مروان حامد. أما باقى أفلام المسابقة الرسمية، فستتمثل فى الدول الآتية: اليابان وروسيا ونيوزيلاندا والولايات المتحدة والهند وفرنسا وأذربيدجان وصربيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى فيلم من إنتاج هنغارى سلوفينى، وآخر من إنتاج فرنسى ألمانى إيرانى. وستفتتح الدورة 14 من المهرجان بالفيلم البريطانى The Theory of لمخرجه دجيمس مارش، ومن بطولة إيدى ريدماين وفليسيتى دجونز وشارلى كوكس. وستختتم فاعليات الدورة بعرض الفيلم الأمريكى A Most Violent Year للمخرج دجى سى شاندور، وبطولة أوسكار ازاك وجسيكا شاستاين واشلى ويليامس. وتترأس لجنة تحكيم الدورة 14 للمهرجان الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، إلى جانب رايتش باترا وهو مخرج ومنتج هندى، وسوزان بيير وهى مخرجة وكاتبة من الدنمارك، وبيرترانبونيلو وهو مخرج ومنتج ومؤلف موسيقى من فرنسا، وميلانى لوران وهى فنانة كوميدية ومخرجة وكاتبة فرنسية، وآلان ريكمان وهو ممثل ومخرج بريطانى، وماريو مارتونى وهو مخرج مسرحى وسينمائى إيطالى، ومؤمن السميحى وهو مخرج مغربى. ونقلت إدارة المهرجان عن إيزابيل قولها: «أنا جد سعيدة للاستجابة لدعوة مهرجان مراكش للفيلم وترأس الدورة 14 منه، وسأتشرف للذهاب للقاء الجمهور المغربى ومشاركته غيرته وحماسته وتعطشه لاكتشاف السينمائيين من العالم أجمع». وتعتبر إيزابيل هوبير الوجه النسائى الثالث الذى ترأس لجنة تحكيم مهرجان مراكش، بعد كل من شارلوت رومبلين سنة 2001، وجون مورو سنة 2002. وترأست إيزابيل أوبير مهرجان كان سنة 2009. وسبق أن عملت مع عدد من كبار المخرجين الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين فى أصناف مختلفة وبتميز فى جميع أعمالها. وحازت إيزابيل على جائزة أحسن أداء فى مهرجان كان عن دورها فى فيلم «فيلويتنوزيير» لكلود شابرول، ومنذ ذلك الحين وهى تعمل مع أبرز السينمائيين الفرنسيين (جان لوك غودار وموريس بيالا وبونوا جاكو) ومع سينمائيين أجانب (ميشال سيميووأندرجيز وجدة وماركو فيريرى وجوزيف لوزى). كما يترأس المخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فى المهرجان، ويرأس سيساكو لجنة تحكيم مكونة من المخرجة والكاتبة الأمريكية زوى كاسافيتس، والممثل والمخرج المغربى إدريس الروخ، والممثلة والمخرجة الفرنسية إليزا سيدناوى، والممثل الفرنسى أولييل. واستجاب الكاتب والمنتج عبدالرحمن سيساكو لدعوة المهرجان لرئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بسبب حرصه على التفاعل مع الشباب الذين يتخرجون فى المعاهد السينمائية، والاطلاع على الأفلام القصيرة المعروضة فى المهرجان والتى تعكس عفوية منتجيها الشباب، حسب تعبيره. ويسعى مهرجان مراكش السينمائى إلى الاحتفاء بالشباب من خلال تحفيزهم وإتاحة فرص التنافس بينهم، والاهتمام بالمواهب الصاعدة، وتخصيص جائزة مالية مهمة للفائز، ليكون المهرجان محطة لإقلاع السينمائيين الشباب. وتهدف جائزة الفيلم القصير «سينما المدارس» إلى الكشف عن موهبة جديدة فى مجال الفن السابع من بين طلبة المعاهد ومدارس السينما بالمغرب. وتبلغ قيمتها 300 ألف درهم، تمنح لمخرج الفيلم الفائز، من أجل إنجاز فيلمه الثانى، ففيما تدعم مؤسسة المهرجان إخراج هذا الفيلم من خلال التتبع والمساهمة فى مختلف مراحل إنجازه من كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج. ويحتفى المهرجان بالسينما اليابانية من خلال سلسلة أفلام مشاركة فى المنافسة وتكريم أبرز ممثليها.