«هذه الحلقة ليست لمناقشة المذهب الشيعى، ما يهمنا مشاهد ظهرت على قنوات شيعية تبث للأسف من مصر، ولها مراكز فى دول أوروربية، هدفها إشعال الفتنة». مقدمة بدأ بها وائل الإبراشى برنامجه على قناة دريم أمس الأول، الذين صدقوا جهوده ضد «إشعال الفتنة»، استمتعوا بحلقة من السباب المتبادل، والشتائم، واحتدام الفتنة الشيعية السنية على أشد ما يمكن، برعاية مذيع يستند إلى تاريخ طويل من إشعال الحرائق. جهز الإبراشى مشاهديه للمحرقة الطائفية بالتقديم لفيديو من قناة مجهولة، لمصريين يعتنقون المذهب الشيعى على الهواء. ووصل ضيفه الشيخ صبرى عبادة وكيل الأوقاف، إلى أقصى درجات الانفعال، وصرخ فينا بأن الشيعة أخطر على الدين من الصهيونية، فطلب منه الإبراشى تكرارها للتأكيد. احتدم النقاش حتى قال أحد الضيوف: لعنة الله عليك أنت ومعاوية. فى أبريل 2009 قدم الإبراشى حلقة تسخينية من هذا النوع ضد البهائيين فى مصر، انتهت وجيران البهائيين فى الشورانية بسوهاج، يحرقون عليهم بيوتهم، لأنهم مرتدون. وفى نوفمبر 2012 استضاف المذيع نفسه شيخا متشددا، وظل يكرر سؤالا واحدا: يعنى هل تهدمون أبا الهول إذا حكمتم؟. كررها حتى حصل على الجوهرة الخالدة، وقال الشيخ مرجان: نعم سنهدمه، فاستراح المذيع. الإبراشى مثل كل مقدمى برامج الصباح والسهرة على الفضائيات، يبحث عما يجعله مادة صحفية صباح اليوم التالى. المذيع فى هذا الزمن محرض وزعيم وطويل اللسان، لكنه ليس صحفيا، ولا إعلاميا، ولا يقدم الحد الادنى من الفائدة للملايين الذى جلسوا ليعرفوا حقائق ما يجرى فى بلدهم، وهذه نماذج من خدمات الإبراشى لمشاهديه. «الاخوان لا يملكون إلا الشتائم والوقاحة والبذاءات، ومظاهراتهم همجية وكلها شتائم». قالها بعد الاعتداء على يوسف الحسينى فى نيويورك. «وزارة قلة الأدب والجهل، مش التربية والتعليم». بعد تعرض زميله من البرنامج لاعتداء حرس الوزارة. البرنامج منصة أصحابه للقصاص من أى مسئول يتجاوز فى حقهم. «عاملة فيها نجمة»، يهاجم ممثلة شابة لعدم احترامها موعد الحضور له. البرنامج مساحة شخصية لتصفية الحسابات. «احنا مش قدام طلبة، احنا قدام أعضاء تنظيميين فى جماعة الإخوان». قالها مع مقطع لطالب يهاجم النظام السياسى والإعلام. المذيع يتحول إلى مرشد يقدم البلاغات. لكن ولا مرة يتحول فيها المذيع إلى مذيع. ها هو يتحدث عن لقاء محتمل بين السيسى وأوباما فى واشنطن، فيقول بالحرف: مصر لم تطلب من أوباما لقاء السيسى، لأن لما تطلب، وهو يرفض، تبقى فضيحة. المحيطون بأوباما متحمسون لهذا اللقاء، البنتاجون نفسه متحمس جدا. تحليل سياسى سطحى يصلح لقتل الوقت على مقهى بلدى. لا معلومة، ولا دقة، ولا مصدر يوحد الله. نحن فى عصر مذيع التوك الشو الذى يستعد لجمهوره وشغله بارتداء البدلة والكرافات، أما مضمون الكلام، «فربنا يسهل على الهوا». والنتيجة هى أن الجزاء يكون من جنس العمل. أحد خصوم الإبراشى رد عليه بنفس الطريقة. محمد الصغير على قناة رابعة قال: إليكم معلومة على مسئوليتى. أحد أصدقائى من المشايخ الأفاضل، قال لى فى دولة من الدول، دخلت معبد بهائى فوجدت لافتة مكتوبا عليها أشهر البهائيين فى العالم العربى، ووجدت فى المقدمة وائل الإبراشى. أحد أصدقائى، مشايخ أفاضل، دولة من الدول، دخل أحد المعابد.. أليست هذه لغة الإبراشى، ومصادره الغامضة، ومجوهراته الخالدة؟.محمد موس