«إجابات على ملصق زجاجات المياه.. مخبرون يتسللون على أسوار المدارس لتقديم الإجابات للطلاب.. هواتف محمولة في كل اللجان.. تهديد للمشرفين على اللجان بالقتل».. كلها كواليس يشهدها مسرح عمليات لجان الثانوية العامة بجميع المحافظات وتنقلها شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد، تسببت جميعها في رعب لأولياء الأمور وطوارئ للجهات الحكومية المعنية بالأمر. «ارفع الحرج عني ولا يوجد لدي أية إجابات والمعني بالأمر هو الأستاذ محمد سعد، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة».. بهذه الكلمات رد جمال عبد العال، مسؤول غرفة عمليات الوزارة المختصة بامتحانات الثانوية العامة، عندما سألته «بوابة الشروق» عن سر لغز ظاهرة الغش الجماعي وتسريب الامتحانات والاعتداء على المعلمين بالتزامن مع إجراء الامتحانات. «بوابة الشروق» رصدت ردود أفعال المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، عن السبب الحقيقي وراء انتشار ظاهرة الغش في السنوت الأخيرة، ومدى تطابقها مع الاتهامات الموجهة لصعوبة الامتحانات، وكأن الطلاب لا يعلمون أن استخدام التكنولوجيا في الغش بمثابة تنظيم مخالف للقوانين. «الزجاجات موضة البرشام» استعرض أحد الطلاب أمام عدسة برنامج «أنت حر» على قناة سي بي سي، إحدى الوسائل الجديدة المبتكرة من أجل الغش في امتحانات الثانوية العامة وهي زجاجات المياه، قائلًا: «الطلبة تستخدم ملصقات الزجاجة لكتابة المعلومات عليها بالقلم الرصاص». وأضاف: «الأمر يعد غير واضح تمامًا بالنسبة لمراقب اللجنة وغير قادر على اكتشافه، وعندما يتعثر الطالب عن الإجابة على الأسئلة يقوم بتدوير الزجاجة ليقرأ ما عليها ويجيب عن الأسئلة على الفور». «آخر ربع ساعة.. غش في غش» أحد أولياء الأمور، قال: «لدي اثنان من الأبناء في الثانوية العامة في إحدى مدارس القاهرة وأخبروني أنه بعد مرور ثلث الوقت يسمح المراقبون للطلبة بالغش في اللجان».. الرجل رفض ذكر اسمه، تخوفًا على مستقبل نجليه. «عاجل: الأمن ينظم الغش» قال أحد المعلمين العاملين بمركز البداري بمحافظة أسيوط للإعلامي وائل الإبراشي: إن الأمن ينظم عملية الغش، مشيرًا إلى أنه رأى المخبرين وهم يتسللون عبر أسوار المدرسة لتقديم الإجابات لأولاد أبناء ضباط الشرطة. وأضاف أن أولياء الأمور يهددون الملاحظين والمراقبين على اللجان التابعين للتربية والتعليم، ومع ذلك الوزارة لا حول لها ولا قوة، موضحًا أن الأمر يحدث في مدرسة ممتاز نصار وهو أمر معروف للكل. «المحمول والبلوتوث وواتس آب تنتصر» «شريف - أحد معلمي الشرقية والمشرف على إحدى لجان الثانوية العامة بالمحافظة»، قال: «تم الاعتداء علي من طالب أعلنها صراحة داخل اللجنة، وقال نحن اعتدنا على الغش في الماضي، وسنكرر الأمر وعلى الفور أخرجته من اللجنة، وبعد دقائق عاد هذا الطالب من جديد ليقتحم اللجنة وضرب الباب بقوة ليتسبب في كسر أصابع يدي، وحررت محضر على الفور». أما «مريم - المشرفة على لجنة 13 بمدرسة فاقوس» ذكرت في إحدى الفضائيات أنها لاحظت قيام إحدى الطالبات باستخدام التليفون المحمول داخل اللجنة وتحصل على المعلومات من ولي أمرها من خارج اللجنة، مضيفة أنها منعتها من محاولة الغش وصادرت الهاتف المحمول الخاص بها. وقالت: «بعد انتهاء الامتحان وأثناء خروجي من المدرسة، فوجئت ب15 فردًا ومعهم ولي أمر الطالبة التي منعتها من الغش ليهددني بالقتل ويعتدي بالضرب على شخصي وصفعني على وجهي.. وقال لا يمكن أن أسمح لك كمراقبة بأن تضيعي مجهود عام كامل من المصاريف والأموال التي أنفقتها على ابنتي». أما «حمدي - أحد المعلمين بالشرقية» فلفت إلى أن الطلاب يستخدمون سماعات البلوتوث وواتس آب ويتواصلون مع أولياء أمورهم، حيث يكونون في انتظارهم خارج اللجان ليمدوهم بالمعلومات، مشيرًا إلى أن انتشار التكنولوجيا أفسدت العملية التعليمية والمنظومة برمتها. «الغش بالمحمول منذ 3 سنوات» محمد سعد، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة والمشرف على القطاع بوزارة التربية والتعليم، قال: إن ظواهر الغش التي حدثت كانت في الثانوية الأزهرية وليس لوزارة التربية والتعليم سلطان عليها. وأضاف، في تصريحات صحفية: «بالنسبة لواقعة البداري ومدرسة ممتاز نصار، كانت هناك واقعة غش لسيدة تملي على ابنتها أجوبة الامتحان والتسجيل الخاص بتلك الواقعة تم تفريغه وتمت إحالة الموضوع للشؤون القانونية، ولدينا صور لكل الولاد الموجودين في كل جمهورية مصر العربية». وذكر: «وكيل وزارة التربية والتعليم كان موجودًا، داخل اللجنة، أما الغش بالمحمول فموجود منذ ثلاث سنين ولدينا آليات نحاول بها القضاء على تلك الظاهرة، وسيتم إلغاء امتحانات الطلاب المتورطين باستخدام وسائل التكنولوجيا واستخدامها في الغش». نداء أخير لوزير التعليم «ندى – طالبة بالثانوية العامة» قالت لأحد البرامج الفضائية على قناة سي بي سي: «يا سيادة وزير التربية والتعليم، حاولوا أن تخففوا من المناهج وقدموا امتحانات تتناسب مع مستوى الطالب العادي حتى لا تنتشر ظاهرة الغش أكثر من ذلك».