من شاهد منكم الفيلم الشهير السيارات أو «cars».. هل فكر كيف خرج الفيلم بهذا الشكل؟. وإذا دخل أحدكم مدينة ديزنى نفسها، هل فكر فى كيف يتم عمل كل هذه الخدع، أو التصميمات الهندسية المبتكرة التى تحول هذه الأشياء من ماكيتات على الورق إلى عالم بديع من السحر والخيال؟!. صباح يوم الأربعاء الماضى، زرت مدينة ديزنى العالمية فى أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية بدعوة من شركة سيمنس الألمانية. على مدخل المدينة لافتة كبيرة تقول: «مملكة السحر»، والعبارة دقيقة إلى حد كبير. وأنا صغير لم أعرف أو أختبر تأثير عالم ديزنى الساحر، فالكهرباء دخلت قريتى بأسيوط عندما بلغت الثانية عشرة من عمرى، لكنى عرفت ذلك عبر أولادى» وتعلقهم بكل شخصيات هذا العالم العجيب. داخل ديزنى أتيح لى أن أرى على الطبيعة كل ما كنت أراه على الشاشة، دخلت منزل الأقزام السبعة وركبت القطار المرعب، ثم تجولت فى بقية أرجاء المدينة مع آلاف الزوار،خصوصا فى المبنى الرئيسى الذى يشتعل بالألعاب النارية ليلا ليحول المنطقة إلى قطعة منيرة من السحر. فى منتصف المدينة المليئة بالزهور والورد ودمى الشخصيات الشهيرة هناك تمثال من النحاس بالحجم الطبيعى ل«والت ديزنى» مخترع ميكى ماوس جالسا بجوار «مينى». بعد هذه الجولة عرفت أن سيمنس هى التى صممت السيارات فى فيلم «كارز» وهى التى جعلتها تتحول إلى ما يشبة الشخصيات الحقيقية، وان هذه اللحظات الجميلة فى الفيلم كان يقف خلفها فى الظل مئات المهندسين والمبتكرين والمصميين والعاملين فى الشركة. نفس الأمر فى قصة «مينى والعملاق كاتشو»، وأعمال أخرى كثيرة نراها على الشاشة ولا نعرف الجهد البشرى الذى يقف وراءها. وبعد جولة فى منطقة ابكوت القريبة من ديزنى الموجود داخلها كرة بللورية ضخمة، استمعت إلى محاضرة قيمة لدارين سباركس مدير تحالف التسويق الاستراتيجى فى شركة سيمنس حيث تحدث عن الشراكة بين سيمنس وديزنى أو التحالف بين التكنولوجيا والتسويق من جهة والخيال من جهة أخرى. قال الرجل إن سيمنس هى التى وفرت حلول الطاقة والإضاءة والتصميم للكثير من أعمال ديزنى وكذلك الألعاب النارية والألعاب المانية، والقطار المتحرك، والبنية التحتية. لكن أكثر ما لفت نظرى قوله ان المستقبل سوف يشهد المزيد مما أسماه «أنسنة التكنولوجيا» خصوصا فيما يتعلق بالأعمال الفنية وبالأخص فى الشراكة مع ديزنى. سيمنس توفر لديزنى معدات وآلات آمنة وتم اختبارها وتخوض تنافسا كبيرا مع شركات أخرى لأنها ليست الوحيدة التى تعتمد عليها ديزنى والفيصل هو من يقدم الأجود والأكثر ابداعا. السينما وعالم الترفيه عموما لم تعد مجرد شخصية كرتونية أو بطل ونص سينمائى، صارت صناعة ضخمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رأسمالها بمليارات الدولارات وأرباحها كثيرة أيضا. ويكفى أن نعلم أن عوائد ديزنى وشركاتها المختلفة بلغت أكثر من 45 مليار دولار العام الماضى. البطل الحقيقى فى هذه الصناعة الآن هو الفكرة القابلة للتطبيق ثم التصميم أو الهندسة أو أعمال الكمبيوتر والجرافيك. التحالف بين الفكرة والصناعة بكل عناصرها هو الذى ينتج لنا هذه الأعمال البراقة التى يعيش بعضها طويلا. النصوص الأدبية أو الأفكار السينمائية صارت تحتاج ملايين الدولارات كى تتحول إلى أعمال فنية، وتلك بالضبط هى قصة التحالف بين التكنولوجيا والفن والذى نراه متجسدا فى سحر وخيال على الشاشة.