احتلت الأحداث الساخنة التى يشهدها العراق صدر الصفحات الأولى للكثير من الصحف فى أرجاء العالم، واعتبر بعضها أن ما تشهده بلاد الرافدين من تقدم لمقاتلى «داعش» يمثل نهاية للحلم الأمريكى، فى إشارة إلى حديث واشنطن، المحتل السابق، عن عراق يتمتع فيه الجميع بالحرية والديمقراطية. فقد حذرت «ديلى تليجراف» البريطانية من خطر نشوب حرب اهلية بالعراق وذلك «بعد اقتراب الانتفاضة التى تقودها القاعدة من بغداد»، معتبرة أن الجهاديين يهددون بانهيار الدولة، ما يثير الجدل فى بريطانيا بشأن «جدوى التضحيات التى قدمتها لإسقاط نظام صدام حسين»، مشيرة إلى أن الحرب العراقية كلفت لندن مقتل 179 جنديا ونحو 14 مليار دولار. الصحيفة نقلت عن الاستاذ بمركز الشرق الاوسط فى لندن، توبى دودج، قوله إنه لا يوجد طريق مباشر لإنهاء الازمة، لاسيما أن «الحكومة العراقية فى حالة فوضى واستعادتها للموصل ستكون صعبة، خاصة أنها لم تتمكن من استعادة الفلوجة ولا الرمادى حتى الآن». وتحت عنوان «أصوات من الموصل: المدن تتساقط فى ايديهم»، أفردت «جارديان» لروايات شهود عيان فى المدينة التى احتلتها قوات «داعش»، قبل ثلاثة أيام. وتباينت ردود الأفعال بين مرحب بسيطرة «داعش» وبين آخرين فى الشرطة يتحدثون عن حدوث «خيانة» فى صفوف الجيش والشرطة. بدوره، رأى الكاتب الكاتب باتريك كوبيرن ان «انتفاضة العرب السنة» فى العراق، والذين شعروا بتجريدهم من السلطة منذ (الغزو الأنجلو أمريكى) 2003، ستؤدى إلى انهيار النظام الذى تدعمه الولاياتالمتحدة. كوبيرن مضى قائلا، فى مقال بعنوان «العراق: نهاية الحلم الأمريكى»، فى صحيفة «إنبدبندنت»، إن المسلحين سيطروا على منطقة بيجى على نهر دجلة، والتى تضم منشآت نفطية كبيرة ومحطة للطاقة الكهربائية تمد بغداد باحتياجاتها من الكهرباء. واعتبر أن تلك التطورات تبنئ بأن المسلحين بصدد تشكيل نواة «دولة الخلافة الإسلامية» بشمال العراق وسوريا. على الجانب الآخر من الأطلنطى، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن التقدم المذهل الذى حققه «المتمردين» يلقى بظلال من الشك حول امكانيات قوات الأمن العراقية، التى دربتها الولاياتالمتحدة، كما انها تشعل المخاوف من مدى سيطرة الحكومة على العاصمة نفسها. الصحيفة أضافت أن المليشيات السنية تواجه مقاومة أشد فى الجنوب، الذى يشهد تواجدا شيعيا كبيرا. ونقلت عن خبراء لم تسمهم أنه سيكون من الخطأ افتراض أن مدينة بغداد ستتمكن من صد هجوم «داعش» بسهولة، على الرغم من تحصيناتها القوية وتمركز قوات النخبة العراقية بها، بالإضافة إلى التواجد الشيعى الكبير فى المدينة.