أجلت الجلسة الطارئة للبرلمان العراقي التي كان من المأمول أن يناقش خلالها طلب رئيس الوزراء نوري المالكي فرض قانون الطوارئ في البلاد بسبب ما تمر به من أوضاع أمنية متردية. وأفادت التقارير بأن سبب تأجيل الجلسة هو عدم اكتمال النصاب، إذ حضر الجلسة 128 نائبا، من أصل 328. ويتطلب إعلان حالة الطوارئ موافقة ثلثي أعضاء البرلمان. ويرى المراقبون أنه لم يكن محتملا - حتى لو عقدت الجلسة - حصول المالكي على التصويت الكافي بسبب انقسام البرلمان، الذي لم يصدر خلال أعوام أي تشريع مهم، ولا يحضر جلساته إلا قليل من الأعضاء. وعلى صعيد آخر أكد وزير النفط العراقي، عبد الكريم لعيبي، أن كبرى مصافي النفط العراقية في بيجي لاتزال تحت سيطرة الحكومة، بعد هجوم المتمردين من تنظيم داعش على شمال العراق. وأضاف أن البلاد لا تصدر أي وقود إضافي، وأن مخزونها من إمدادات الجازولين والديزل جيدة. ولا يزال تصدير النفط الخام من البصرة في الجنوب يتم بمعدل مليونين و700 ألف برميل يوميا، بحسب ما قاله. وقالت قوات البيشمركة الكردية الخميس إنها تسيطر تماماً على مدينة كركوك بعد أن تخلى الجيش الاتحادي عن مواقعه فيها. نجم الدين عمر كريم محافظ كركوك الكردي يتفقد القوات التي انتشرت في الطريق من كركوك إلى الموصل وبيجي. وقد تواردت أنباء تفيد بأن متشددين سيطروا على المدينة الغنية بالنفط. وقال جبار ياور، المتحدث باسم قوات البيشمركة الكردية، لوكالة رويترز للأنباء إن كركوك بأكملها تحت سيطرة قوات البيشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي فيها. تواصل الهجوم ويواصل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) شن هجومهم الذي بدأوه الاثنين، واستولوا خلاله على مدينتي الموصل وتكريت. ويتقدم المقاتلون الخميس في السيطرة على مناطق في محافظة صلاح الدين المجاورة للعاصمة بغداد، إذ أفاد شهود ومسؤولون بسيطرتهم على بلدة الضلوعية التي تبعد 90 كيلومترا عن العاصمة، مضيفين أن منطقة المعتصم سقطت هي الأخرى في أيديهم. ويقول الإسلاميون المتشددون إن الخطوة التالية هي نقل المعارك إلى العاصمة العراقيةبغداد. وكان تنظيم (داعش) قد أحكم الأربعاء قبضته على الموصل، وسيطر على تكريت، غير أن قوات الحكومة، التي ساندتها القواة الجوية، أوقفت زحفه نحو سامراء. وكان أبو محمد العدناني أحد أبرز قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتحدث باسمه، قد قال في كلمة نشرت على مواقع تعنى بأخبار الجهاديين "واصلوا زحفكم فإنه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا". البيت الأبيض وقال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى تعزيز القوات العراقية لمساعدتها في التعامل مع المسلحين بدلا من توجيه ضربات جوية أمريكية. وقال مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العراق أبدى في السابق رغبته في توجيه ضربات جوية باستخدام طائرات أمريكية بدون طيار أو القيام بعمليات قصف أمريكية للمساعدة في هزيمة هجوم المتشددين. لكن البيت الأبيض أشار إلى أن الضربات الجوية ليست على رأس أولوياته لأنه يبحث ما قد يفعله لمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة الهجوم الذي اكتسب قوة من الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. البيشمركة تقول إنها سيطرت على كركوك بعد انسحاب الجيش العراقي منها. فر من الموصل نحو نصف مليون شخص خشية المعارك. توجه معظم الفارين إلى المدن الكردية في الشمال. مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يقولون إنهم سيواصلون زحفهم نحو العاصمة. قوات الجيش العراقي انسحبت من مواقعها في الموصل عند دخول مسلحي داعش.