أظهرت مشاكل البرتغال خلال تصفيات كأس العالم لكرة القدم أنها ستكون فى حاجة إلى ما هو أكثر من تألق كريستيانو رونالدو إذا كانت جادة فى سعيها نحو المنافسة على اللقب فى البرازيل. ورغم أنه بوسع البرتغال التفوق على أى فريق عندنا تكون فى حالتها الطبيعية فإنها تكون عرضة للتعثر بدون أسباب وتهدر العديد من الفرص. وبلغت البرتغال النهائيات بعدما خطف رونالدو الأضواء من الجميع وسجل أربعة أهداف لتفوز بلاده 4-2 على السويد فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب بالملحق الأوروبى. لكن هذا الأداء جاء بعد معاناة البرتغال فى التصفيات وتعادلها بشكل غير متوقع مع أيرلندا الشمالية وإسرائيل. واضطرت البرتغال لخوض غمار الملحق بعدما ذهبت بطاقة التأهل المباشر إلى روسيا متصدرة المجموعة. وبعد سنوات من اعتماد البرتغال بشكل كبير على صانع لعب بداية من روى كوستا ثم ديكو تغير شكل الفريق ويحاول الاستفادة إلى أقصى حد من وجود رونالدو أفضل لاعب فى العالم بين صفوفه. وبالنسبة لدولة صغيرة مثل البرتغال فإنها تملك سجلا رائعا فى البطولات الكبرى فى العقد الأخير إذ بلغت نهائى بطولة أوروبا 2004 والدور قبل النهائى فى كأس العالم 2006 وكذلك فى بطولة أوروبا 2012 كما ظهرت فى دور الثمانية لبطولة أوروبا 2008. ورغم ذلك فإن أداء البرتغال لم يكن كافيا لشعور كثيرين بالرضا فى بعض الأحيان. وسترغب البرتغال بكل تأكيد فى ذكرى بصمة أفضل مما حدث فى جنوب أفريقيا منذ أربع سنوات عندما تعادلت بدون أهداف أمام كوت ديفوار والبرازيل. لكن إذا استطاعت البرتغال أن تضع التاريخ جانبا وتستغل الفرص المتاحة أمامها فلا يوجد ما يمنع من مواصلة تقدمها نحو الأدوار النهائية. باولو بينتو بينتو .. فرصة لمحو الذكريات السيئة ستكون الفرصة سانحة أمام باولو بينتو لمحو الذكريات السيئة مع نهائيات كأس العالم لكرة القدم وذلك عندما يقود بلاده فى البرازيل. وكان بينتو لاعبا فى تشكلة البرتغال فى كأس العالم 2002 عندما خرجت من الدور الأول بعد عروض ضعيفة منها الخسارة 1 صفر أمام كوريا الجنوبية فى المباراة الدولية رقم 35 والأخيرة للمدرب الحالى. وبعد 12 عاما عاد بينتو إلى كأس العالم بعد أن قاد بلاده للوصول إلى النهائيات رغم مشوار متذبذب وصعب. وتولى المدرب السابق لسبورتنج لشبونة مسئولية منتخب البرتغال فى سبتمبر 2010 بعد بداية متعثرة فى تصفيات بطولة أوروبا وعقب رفض جوزيه مورينيو قيادة الفريق. ويشتهر بينتو بانضباطه الكبير رغم أن مشواره كلاعب شهد إيقافه ستة أشهر عن المباريات الدولية بسبب أسلوبه غير اللائق نحو حكم عقب خروج البرتغال من قبل نهائى بطولة أوروبا 2000. والمحبط بعض الشيء أن هذه العادة انتقلت إلى العديد من المدربين البرتغاليين الذين يهدرون وقتا فى إقرار الواقع الواضح. رونالدو .. أمل البرتغال تمكن كريستيانو رونالدو أخيرا فى 2013 من إنهاء سيطرة ليونيل ميسى على جائزة أفضل لاعب فى العالم فى آخر أربع سنوات وكان العنصر المؤثر فى وصول البرتغال إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد موسم آخر مذهل للمهاجم الخطير. وكانت نشأة رونالدو (29 عاما) متواضعة فى جزيرة ماديرا لكنه الآن من أكثر الأشخاص قيمة تسويقية فى العالم. ورغم أن البعض يحب رونالدو والبعض الآخر يكرهه فإنه تقريبا لا يوجد من يشكك فى أنه من أفضل لاعبى كرة القدم فى تاريخ اللعبة. وأظهر رونالدو ثباتا فى المستوى منذ انتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد فى 2009 فى صفقة قياسية عالمية آنذاك ولا يوجد على مستوى العالم من أحرز أهدافا أكثر منه فى آخر خمسة مواسم سوى ميسى مهاجم برشلونة ومنتخب الأرجنتين. وبات من المألوف مشاهدة رونالدو يركض بسرعة فى هجمة مرتدة لريال أو ينفذ الركلات الحرة ببراعة كما هو الحال عندما يشق ميسى طريقه بسهولة إلى مرمى المنافسين. ورغم قدرته الفائقة فى تسجيل الأهداف فإن رونالدو يتعرض لانتقادات أحيانا بعدم ظهوره بمستواه المعروف فى المباريات الكبيرة وأخفق اللاعب فى التسجيل فى مرمى إسبانيا فى دور الستة عشر بكأس العالم 2010 وكذلك فى الدور قبل النهائى لبطولة أوروبا 2012 أمام نفس الفريق. لكن الصورة تغيرت إلى حد كبير فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بعدما قاد تقريبا بمفرده بلاده للوصول إلى النهائيات بتسجيله الأهداف الأربعة للبرتغال عندما فازت 4 2 على السويد فى مجموع مباراتى الذهاب والإياب بالملحق الأوروبى فى نوفمبر تشرين الثانى الماضى. وأوقعت القرعة البرتغال فى المجموعة السابعة الصعبة التى تضم أيضا ألمانيا وغانا والولايات المتحدة وقال رونالدو إنه سيستمتع باللعب بنفس الضغط الذى يشعر به فى ريال مدريد. وحققت البرتغال أفضل نتيجة لها فى كأس العالم عندما احتلت المركز الثالث عام 1966 وبالنسبة لرونالدو الذى ينافس ناديه دائما على إحراز كل الألقاب يبدو الآمال المعقودة على هذا اللاعب كبيرة. وقال رونالدو «سنلعب فى مجموعة صعبة فى رأيى وسنخوض البطولة خطوة بخطوة ومباراة بمباراة. المباراة الأولى ستكون صعبة جدا أمام ألمانيا لكن أعتقد أننا سنقدم بطولة رائعة وبدون ضغوط». وإذا كرر رونالدو فى كأس العالم ما يفعله مع ريال فإن البرتغال قد تحقق أفضل نتيجة لها فى تاريخ مشاركاتها بالبطولة. طريقة اللعب: عادة ما تحب البرتغال الاستحواذ على الكرة لكن تحت قيادة بينتو أضافت لذلك إرسال تمريرات طويلة إلى رونالدو ونانى فى المساحات لاستغلال سرعة هذا الثنائى. وبعد رونالدو يأتى جواو موتينيو كثانى أكثر اللاعبين تأثيرا. ويشغل موتينيو لاعب موناكو مركزا فى مثلث هجومى وتتمثل مهمته فى السيطرة على ايقاع اللعب وإرسال تمريرات متقنة لزملائه. وتملك البرتغال ظهيرين لديهما نزعة هجومية كبيرة هما جواو بيريرا وفابيو كوينتراو بينما يعتمد عادة فى قلب الدفاع على الثنائى القوى المكون من بيبى وبرونو ألفيس. وربما يمثل مركز المهاجم المشكلة الأكبر للبرتغال فى ظل إهدار هيلدر بوستيجا وهوجو ألميدا الكثير من الفرص ورغم أن ريكاردو كواريسما يستطيع ترك بصمته فإنه من المستبعد دخوله التشكيلة الأساسية كما أنه سريع الغضب. وتضم التشكيلة أكثر من لاعب صاحب خبرة مثل راؤول ميريليش وألفيس وبوستيجا وبيبى وبيريرا وكلهم فوق 30 عاما. ويتعرض بينتو لانتقادات بداعى تحفظه وعدم منح الفرصة للوجوه الجديدة.