حسن المستكاوى يكتب حكايات من المونديال (17) فرنسا تتوج تحت قوس النصر.. ومرض غامض يصيب رونالدو.. وبلاتر رئيسًا

فوز إيران على الولايات المتحدة 2/1 كان انتصارًا لوطن.. هذا بعض ماتفعله كرة القدم
•• اختيرت فرنسا لتنظيم مونديال 1998 على حساب المغرب، فباتت ثالث دولة تحتضن النهائيات للمرة الثانية بعد ايطاليا 34 و90 والمكسيك 70 و86
واقيمت النهائيات بمشاركة 32 منتخبا وذلك للمرة الاولى فى تاريخ كأس العالم بعد ان كان العدد منذ عام 1982 يقتصر على 24 منتخبا فقط وانتخب على هامش البطولة السويسرى جوزف بلاتر رئيسا للاتحاد الدولى خلفا للبرازيلى جواو هافيلانج الموجود فى المنصب منذ عام 1974 وترك هافيلانج مليار دولار تمثل عقود الدعاية والاعلان لمدة عشر سنوات قادمة وكان قد تم انتخابه للمرة الأولى فى مدينة فرانكفورت الألمانية عام 74 وكان المونديال الفرنسى هو السابع له والأخير..
•• قررالفيفا فى هذه البطولة حظر الفاولات من الخلف وقرر الطرد عقابا لمرتكبيها مع اعلان الحكم الرابع عن الوقت المحتسب بدل الضائع عن طريق رفع لافتة قبل نهاية المباراة تحدد الدقائق المحسوبة وهو نظام كان معمولا به فى مسابقات الدورى والكأس الايطالى بالاضافة إلى تحديد 30 ثانية لاستبدال اللاعبين ودقيقة فى حالة الاصابة وتحديد 6 ثوان لحراس المرمى لبداية ضربات المرمى مع تخصيص 7 كرات لكل مباراة تحسبا لإضاعة الوقت
•• كانت مباراة الافتتاح بين البرازيل واسكتلندا وحضرها 80 ألف متفرج وانتهت بفوز البرازيل 2/1. وكان اللاعب الاسكتلندى أول لاعب يسجل فى مرماه بالخطأ فى افتتاح المونديال لكنه اللاعب رقم 17 الذى يحرز فى مرمى فريقه فى تاريخ البطولة. واقيمت 48 مباراة فى الدور الاول، ولم تكن هناك مفاجآت حقيقية. ربما اعتبرت نتيجة مباراة نيجيريا وإسبانيا مفاجأة حيث فاز النسور 3/2. كما كانت مباراة الولايات المتحدة وايران هى الأولى بين الفريقين فى تاريخ المونديال واللقاءات الودية، واعتبرت حدثا غير عادى، وانتهت بفوز ايران 2/1، وعمت الفرحة شوارع ومدن طهران.. فالفوز بدا أنه انتصار للوطن وليس الفريق.. وهذا بعض ماتفعله كرة القدم فى الشعوب.. إنها تمس الكبرياء..
•• تأهلت للدور الثانى منتخبات البرازيل وشيلى وايطاليا والنرويج والدنمارك ونيجيريا، وفرنسا وباراجواى وألمانيا والمكسيك وهولندا
ويوغسلافيا والارجنتين ونيجيريا ورومانيا وكرواتيا وفرنسا وايطاليا والبرازيل والدنمارك، وحققت البرازيل فوزا كبيرا على شيلى 4/1، وبنفس النتيجة فازت الدنمارك على نيجيريا، وكانت مباراة انجلترا والأرجنتين موقعة كالمعتاد، واعتبرت من أفضل مباريات البطولة على الاطلاق، وشهدت كفاحا من الفريقين، وهجمات متبادلة، وانتهى الوقتان الأصلى والإضافى بالتعادل 2/2 وفازت الأرجنتين بركلات الجزاء الترجيحية 4/3 وفى المقابل لم تكن مباراة فرنسا وايطاليا على نفس المستوى، وانتهت بالتعادل صفر /صفر، وتأهلت فرنسا بركلات الترجيح 4/3، وكانت تلك هلى المرة الثالثة على التوالى التى تخرج فيها ايطاليا من كأس العالم بضربات الجزاء. كما لعبت البرازيل والدنمارك مباراة قوية، وتقدم الفريق الدنماركى بهدف، وظهر ضعف دفاع البرازيل فى هذه المباراة برغم فوز الفريق 3/2. أما المفاجأة الحقيقة فهى فوز كرواتيا التى تشارك لأول مرة على ألمانيا 3/ صفر، وتأهلت إلى نصف النهائى.
•• فاز بالكأس البلد المنظم فرنسا على حساب البرازيل فى المباراة النهائية وكانت المرة السادسة فى تاريخ البطولة التى يفوز بها البلد المضيف ويتذكر ملايين المشاهدين فرحة رئيس الجمهورية الفرنسية جاك جيراك فى المباراة النهائية وكيف كاد يرقص فرحا بالمقصورة الرئيسية ضاربا كل قواعد البروتوكول تماما مثل الرئيس الإيطالى عام 1982 فى إسبانيا.
•• هكذا فازت فرنسا بكأس العالم لأول مرة فى تاريخها، بعد تغلبها فى المباراة النهائية على البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة سجلها زين
الدين زيدان ( هدفين ) وبيتى هدفا. وكان الحكم المغربى سعيد بلقولة أول عربى وأفريقى يدير المباراة النهائية، ودخل بذلك تاريخ كأس العالم. كما شارك الحكم المصرى جمال الغندور فى النهائيات لأول مرة، وأدار مباراة الدور قبل النهائى وكان أول حكم يطبق قاعدة الست ثوانى على حارس المرمى فى تاريخ المونديال.
•• جاءت المباراة النهائية فى مصلحة فرنسا تماما، ولم يقدم الفريق البرازيلى العرض المتوقع منه، لاسيما نجمه رونالدو اغلى لاعبى العالم فى ذلك الوقت، والذى كان انتقل إلى إيه. سى. ميلان الايطالى بمبلغ 32 مليون دولار. وقد تعرض رونالدو لمرض غامض قبل المباراة النهائية، وأغمى عليه، ولم يفهم احد سبب هذا المرض، ولم يجد له أحد أى تفسير، واستحق الفرنسيون الفوز عن جدارة ودخل الفريق التاريخ، وكذلك المدرب إيميه جاكيه الذى اعتزل التدريب وهو فى قمة انتصاره عقب البطولة وتفرغ للعمل مديرا فنيا بالاتحاد الفرنسى لكرة القدم.