لم يمر سوى بضعة أسابيع على الانقلاب العسكرى فى تايلاند ضد حكومة رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا، حتى أطلق الحكام العسكريون حملة «علاقات عامة» لتحسين صورتهم فى المجتمع وكسب بعض الشعبية، فيما ابتكر المعارضون إشارة الأصابع الثلاثة كرمز لتحدى السلطة العسكرية. ونشرت مجلة تايم الأمريكية تقريراً حول الحملة التى أطلقها الجيش، والتى اعتمد فيها على الموسيقى والرقص، إضافة إلى فتيات حسناوات بزى عسكرى. وأشارت المجلة إلى أن الحملة التى أطلق عليها «إعادة السعادة للشعب» تستهدف كسب العقول والقلوب بين المواطنين، حيث نظم الجيش احتفالاً فى ميدان قوس النصر، فى العاصمة بانكوك، الذى كان مركز الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، استخدمت فيه وصلات غنائية وموسيقية من فتيات يلبس زى القوات الخاصة. وفى الاحتفال التقط الحاضرون صوراً ل«فتيات الصاعقة»، فيما كانت شاشاتا العرض العملاقتان تبث أفلاماً عن عمليات الجيش وأسلحته الجوية والبحرية والبرية. وتأتى هذه الحملة ضمن محاولات الانقلاب العسكرى ال12 منذ نهاية الحكم الملكى المطلق فى 1932، لتثبيت دعائمه فى مواجهة قوى اجتماعية ريفية تهدد امتيازات النخبة من العائلة الحاكمة والنبلاء وأعلى الطبقة الوسطى. وادعى بيان قائد الجيش الجنرال برايوث تشان أوتشا أنه أقدم على انقلابه بهدف استعادة النظام عقب ستة أشهر من الاحتجاجات راح ضحيتها 28 قتيلا، و700 جريح. فى المقابل، يستخدم المعارضون إشارة الاصابع الثلاثة، المقتبسة من فيلم «مباريات الجوع»، للتعبير عن رفضهم للانقلاب. وحظرت أمس السلطات الجديدة استخدام تلك الاشارة التى تعد رمزا للتحدى فى البلاد، فيما يصر المعارضون للانقلاب على استخدامها. وقال المجلس الوطنى للسلام والنظام الذى يحكم البلاد ان قوات الامن اعتقلت سبعة أشخاص على الاقل انضموا الى احتجاجات مطلع الأسبوع ورفعوا ثلاثة أصابع تعبيرا عن الاحتجاج على الحكومة العسكرية. وتهكمت جماعات مؤيدة للحكومة العسكرية على الإشارة على وسائل التواصل الاجتماعى برسم توضيحى جاء فيه أن الأصابع تمثل برنامج الحكومة الفاسدة لشراء الأرز وعدم احترام النظام الملكى وتدمير البلاد ونسبت كل هذه الأمور للحكومة المعزولة.