طرح خراف وأبقار حية للأضاحي بأسعار تنافسية في الشوادر والمجمعات الاستهلاكية    وزيرة البيئة: نسعى لاتفاق عالمي عادل لمواجهة التلوث البلاستيكي يراعي خصوصية الدول النامية    ترامب يقيل العشرات من موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    مهندس صفقة شاليط: نتنياهو مدفوع باعتبارات سياسية ويمنع عمدا اتفاقا مع حماس    ماجد سامي: زيزو فقد لقب أسطورة الزمالك.. وإمام عاشور لا يُشبه الأهلي    بعد نشر "الفجر".. إحالة المتسبب في خطأ امتحان رياضيات الصف السادس للتحقيق    طقس السعودية اليوم.. موجة حارة مع استمرار الرياح النشطة    وصول المتهمين في واقعة انفجار خط غاز طريق الواحات لحضور أولى جلسات محاكمتهم.. ووالد أحد الضحايا: الإهمال لا يقل خطورة عن الإرهاب    ارتفاع سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات السبت 24-5-2025    أول رد من "ترانس جاس" بشأن حدوث تسرب غاز بكفر الشيخ    ضربات روسية غير مسبوقة على كييف: 14 صاروخًا باليستيًا و250 مسيّرة تُشعل سماء العاصم    الاتحاد الأوروبي مستعد للتوصل لاتفاق تجاري مع واشنطن يستند إلى الاحترام لا على التهديدات    الصين تؤكد دعمها لطلابها في الخارج وتحذر من الإجراءات الأمريكية ضد هارفارد    وزير الزراعة يبحث مع محافظ الوادي الجديد دعم مزارعي المحافظة وتعزيز المشروعات الإنتاجية    تشكيل بيراميدز المتوقع لمواجهة صن داونز في نهائي دوري أبطال أفريقيا    موسم تاريخي ل"رجال يد الأهلي" بعد التتويج ب6 بطولات والابطال يتحدثون    13 لاعبا ولاعبة يتأهلون لربع نهائي بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    وزير الري يلتقي عددا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لمناقشة طلبات المواطنين    المطاعم السياحية: 30 يونيو أخر موعد لتوفيق أوضاع العائمات النيلية    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    السيطرة على حريق بحوشين فى مركز طما شمال سوهاج دون إصابات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    محافظ أسيوط يتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية بجامعة بدر    نتيجة الصف الثاني الابتدائي بالجيزة 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام ومواعيد الامتحانات    السكة الحديد: تأخر القطارات على بعض الخطوط لإجراء أعمال تطوير في إطار المشروعات القومية    توافد طلاب الإعدادي بسوهاج على اللجان لأداء امتحاني الدراسات الاجتماعية و الرياضيات "فيديو"    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري الإيطالي والقنوات الناقلة    ضبط عاطل بتهمة الاعتداء على طفل جنسيا في الحوامدية    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    تامر حسني يدعم كزبرة بعد أول حفل يجمعهما: «كمل يا وحش.. أخوك في ضهرك»    أغرب حكايات اضطراب النوم من داخل معمل «السلطان»    122 ألفا و572 طالبا بالصف الثاني الإعدادي بالدقهلية يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية والهندسة    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عصبية الأطفال    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    ميلاد جديد ل«تاريخ لا يغيب».. العالم يترقب «سيمفونية الخلود» على أرض الأهرامات    تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    نجاح مركز طب وجراحة العيون بكفر الشيخ في إجراء جراحة دقيقة لزراعة طبقية قرنية    جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    قبول 648 مدرسًا جديدًا ببني سويف ضمن مسابقة 30 ألف معلم    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. جوتيريش يرفض أى خطة لا تحترم القانون الدولى بشأن قطاع غزة.. ترامب يتوعد "أبل" ب25% رسوم جمركية.. وإصابة 12 فى هجوم بسكين بمحطة قطارات هامبورج بألمانيا    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مولد الحسين ليلة فى حب آل البيت الحسين

قصيدة نسبت لسيد المنفلوطى، مكتوبة على الباب الأخضر لمسجد الامام الحسين بالقاهرة، تستقبل الوافدين القادمين المتيمين بعشق آل البيت.
توافد الآلاف الإثنين الماضى للاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد الامام الحسين بن على، فى صحبة الشيخ ياسين التهامى ونجله محمد، فى صورة تنم عن عشق المصريين لآل البيت، وهو الذى اعتاد عليه المصريون منذ ان حطت السيدة زينب رضى الله عنها، الرحال الى مصر.
ويعتبر الامام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الشخصيات التى يعشقها المصريون، ويحرص على الاحتفال به مرتين سنويا، الاول فى شهر فبراير بما يسمى مجازا «مولد سيدنا الحسين»، لكن هذا الاحتفال بمصر يأتى فى ذكرى نقل رأس الحسين بن على- رضى الله عنه- إلى مكانه الحالى فى منطقة «الحسين»، ويوافق الاحتفال يوم الخامس والعشرين من فبراير أو الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الثانى، والمرة الثانية فى شهر شعبان وهو التاريخ الذى يوافق ميلاد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
احتفالية خاصة فى المسجد
فى زوايا المسجد المتعددة وأسفل كل عمود، تراصت الاجساد وتلاحمت، هذا شيخ كهل، وهذا شاب، وهذا طفل صغير، كل ممسك بكتاب يردد منه الاوراد والادعية الخاصة بالطريقة الصوفية التابع لها، الخشوع والسكون، كأن على رءوسهم الطير، فى حب الامام وآل البيت تجمعت هذه الجماعات من كل حدب وصوب، لتحيى ذكرى ميلاد سيد شباب أهل الجنة.
بعد صلاة العشاء، وبعد الانتهاء من التلاوات والاوراد والادعية، شهدت جنبات المسجد زحاما شديدا حول حاملى الاطعمة «خبيز المولد البدوى»، والتى وصفها البعض بأنها بركة من الامام الشهيد.
الورد الأحمر والأبيض يزين المقام
مقام من الزجاج منتصب وسط قاعة كبيرة، لها العديد من الابواب، يقف عليها اشخاص لتسهيل مرور القادمين للتبرك بمقام سبط رسول الله، المقام تزين بالورد الاحمر والأبيض، كما قام البعض بوضع باقات من الورود الملونة على المقام.
صوت البكاء والنحيب يأتى من آخر قاعة المقام، سيدة فى الخمسينيات، يبدو من لهجتها انها تنتمى الى الجنوب، لون بشرتها المميز والذى يظهر جليا كلون طمى النيل، تصرخ: مدد يا إمام مدد.. نظرة ومدد يا آل البيت.
وفى باب ثان مخصص للخروج، تجد رجلا وسيما يرتدى بدلة أنيقة كاملة ويمسك بيده زجاجة عطر، ينثر منها على ضيوف الحسين، قائلا: بركة من صاحب المقام.
فى طريقك للخروج يقف شابان على ثلاجة صغيرة ممتلئة بالماء المثلج، ويمنح كل داخل زجاجة بلاستيكية، مكتفيا بالقول: زمزم، وبل ريقك يا زائر.
البيه والصعيدى والكاجوال فى ساحة الامام
فى ساحة الامام الحسين، والأماكن المحيطة بها، تجمع الآلاف من كل محافظات مصر، هذا رجل يرتدى البدلة الكاملة الانيقة، وهذا رجل صعيدى يرتدى جلبابا فضفاضا، ويضع عمامة كبيرة فوق رأسه، وهناك شاب يرتدى الملابس الكاجوال، هناك سيدات ترتدين النقاب الكامل، هناك بعض الشابات ترتدين البنطلونات الجينز و«الفيزون» مع تى شيرتات «نص كم» وبدى، وهو ما يجعل الميدان وساحة الامام مفتوحة لكل الشخصيات ولكل الثقافات.
طلاب: الجيران أولى بالزيارة
اربعة طلاب من جامعة الازهر، يزاحمون المتواجدين بالساحة، وفى صراع الدخول الى مكان قريب من المسرح المقام فى واجهة الميدان، يصرخ أحدهم: يا إخوانا احنا اولى بالزيارة، علشان احنا جيران الامام، وكل يوم احنا هنا علشان الجامعة بتاعتنا قدامه.
الطالب الأزهرى لم ير أى مشكلة فى التمايل والطرب مع كلمات الشيخ ياسين التهامى وابنه محمد الذى سبقه فى الغناء والمدح، مشيرا إلى انها عادة متعارف عليها، ويوجد عدد كبير من المنشدين والمتصوفين يقوم بأداء مثل هذه الحركات الراقصة.
موائد لزوار «أبو الأحرار»
شهدت جنبات ساحة مسجد الامام الحسين، المئات من الاسر التى حضرت من أنحاء مصر، من أجل المشاركة فى الاحتفال بمولد سبط رسول الله، وشهدت اقامة الموائد العامرة دائما بالفتة واللحم، حيث تجمع المئات حول الطعام، كما شهدت الساحة تواجد العديد من نصبات الشاى، وعدد من الباعة الجائلين لبيع الحمص، والحلوى وغيرها من السلع المرتبطة بالمولد.
الطرابيش العثمانية عادت اليكم من جديد
تواجدت كميات كبيرة من الطرابيش العثمانية، من اللون الأحمر بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق، حيث حرص البعض على شرائها بجانب الجمل المصنوع من القماش، لإهدائها للأطفال فى البيوت، كما تهافت الحضور على شراء السلاسل المصنوعة من «القشر الفلصو» أو الصينى، وغيرها من اكسسوارات النساء.
البداية مع التهامى الصغير
فى تمام الساعة العاشرة مساء، وبعد تجهيزات واعداد للآلات الموسيقية وأجهزة الصوت، جاء صوته نديا شجيا.
جد اللؤلؤين.. جد الحسنين.
حضرة النبى اليك دائما نتشوق.
الشمس يغرب من جبينك ضؤها.
يامن محاسنه كبدر مشرق.
محمد ياسين التهامى، ابن الشيخ ياسين التهامى، والذى افتتح الليلة الكبيرة بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ثم أطلق العنان لصوته العذب الندى ليهيم الحضور شوقا ولهفة ويتمايل الصغير قبل الكبير على انغامه وكلمات المديح.
الحضرة ليست قاصرة على الشيوخ
اقتحم بعض الشباب الصفوف الموجودة امام المسرح، لإفساح الطريق لإقامة الحضرة مع انطلاق واندماج المنشد محمد التهامى فى انشاده الممتع.
«يا جماعة، أفسحوا المكان لإقامة الحضرة، وبلاش نعمل زحمة علشان نشوف ونسمع الشيخ بيقول ايه». يصرخ درويش عجوز من المتواجدين دائما فى مثل هذه الاحتفاليات، بحسب احد المتواجدين.
الحضرة: مصطلح إسلامى صوفى يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتى يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، يتم فيها أداء أشكال مختلفة من الذكر، كالخطب وتلاوة القرآن والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الدينى، والمديح النبوى المتخصص بمدح رسول الإسلام والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعى بشكل إيقاعى، وتلاوة أسماء الله الحسنى. يستخدم المحافظون من الصوفية أحيانا الدف أثناء الحضرات، فى حين أن بعض الطرق تستخدم آلات أخرى.
واللافت للنظر أن الحضرة كان دائما ما تشهد تواجد الشيوخ الكبار فقط، إلا أن حضرة الامام الحسين مؤخرا بدأت تشهد تواجد الشباب، بالاضافة إلى قيام بعض السيدات بأداء نفس حركات الرجال فى الحضرة.
ومما يلفت الانظار ايضا أن ساحة الامام تحولت الى العديد من الحضرات، وقامت جماعة بإقامة حضرة خاصة بها، بعيدا عن الحضرة المتواجدة أمام المسرح.
الدرويش والصفارة على المسرح
مع انسجام المنشد فى انشاده، والراقص فى حضرته، فوجئ المتابعون بصعود أحد الدراويش الى المسرح، وأخذ يتمايل طربا بالانشاد، حاملا زجاجة عطر ملونة، قام برشها على الراقصين المتواجدين فى الحضرة المقام فى أسفل المسرح.
وحرص الدرويش على التواجد امام كاميرات القنوات الفضائية، وعدسات المصورين.
الكل فى انتظار كروان الصعيد
بمجرد الانتهاء من انشاد الشيخ محمد التهامى، القى الحاضرون نظرات سريعة الى ساعاتهم، انتظارا لوصول فارس الليلة أو الشيخ ياسين التهامى، وقام منظم الحفل، بطمأنة الحضور بشأن وصول الشيخ، مكتفيا بالقول إننا فى انتظار فضيلة الشيخ ياسين التهامى لإكمال فرحتنا بمولد الامام، وفى تمام الساعة الثانية عشرة والثلث مساء وصل الشيخ ياسين وصعد مباشرة الى المسرح، وقام بأعداد وضبط اجهزة الصوت والميكروفونات بنفسه، قبل البدء فى الانشاد فى تمام الساعة الواحدة الا الربع صباح الثلاثاء، مع اقبال كثيف من الحضور، وتجاوب شديد منهم مع الشيخ، حتى الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء.
وجوه منسية فى زحمة المولد
ارتبط المولد بعدد من الشخصيات، مثل بائع الحلوى، وصاحب المراجيح، والنشان، إلا أن ساحة مسجد الامام الحسين، واثناء الاحتفال بذكرى مولده، تشهد وجوها منسية فى زحمة المولد، مثل عامل النظافة الذى يقوم بكنس الميدان، كما تواجدت سيارتان واحدة للشرطة وأخرى للمطافئ لتوفير الشعور بالأمان لجميع المتواجدين.
تهنئة ودعاء للرئيس الجديد
قام منظم حفل الليلة الختامية لمولد الامام الحسين، قبل ظهور الشيخ ياسين التهامى، بتقديم التهنئة للمشير عبد الفتاح السيسى، قائلا: نؤيد ونبايع ونبارك ونهنئ المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، ونقدم التهنئة له كمسلمين ومسيحيين.
وأضاف أن الشرطة والجيش والقضاء والشعب ايد واحدة، مما دفع الحضور الى التصفيق الحاد، كتأييد لكلمات مقدم الحفل، والذى أسهب فى الحديث عن مكانة الامام الحسين. وقام بالدعاء: اللهم احفظ مصر «مسلمين ومسيحيين» واللهم اجعل رئيسنا الجديد يتقى الله ويصونه فينا واحفظه واحفظ زوار الامام الحسين.
المولد جزء من الشخصية المصرية
للموالد وظائف تمتد من مجرد طقوس واحتفالات شعبية لتشمل وظيفة دينية هى إقامة حفلات الذكر وتلاوة الأوراد والمدائح النبوية أثناء الليل وأطراف النهار، وأخرى اقتصادية لقيام البعض بعرض بضائعه للحاضرين فى المولد، مما يسبب رواجا لأصحاب المحال والباعة الجائلين بمنطقة اقامة الاحتفالية.
ويمكن تصنيف الاحتفالات الدينية الى فئتين:
الفئة الأولى: المناسبات الدينية العامة مثل «مولد النبى صلى الله عليه وسلم، وأول العام الهجرى، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان».
الفئة الثانية: ويقصد بها الاحتفال بموالد الأولياء مثل «مولد الحسين، السيدة زينب، أو موالد الأولياء مؤسسى الطرق الصوفية، موالد أولياء البدو».
وهناك ثلاثة عناصر رئيسية عند الاحتفال بالمولد وهى: زيارة الضريح، الذكر، الموكب.
وقد تستخدم الموسيقى فى الذكر لجذب اعداد كبيرة للحضور والمشاركة فى الذكر.
هؤلاء كتبوا عن الحسين
الامام الحسين بن على رضى الله عنه، والذى وقف وحيدا فوق ارض كربلاء ليدفع حياته ثمنا لايمانه بقضيته، استدعاه العديد من الكتاب ليكون ايقونة لهم.
ومن ابرز الكتب الموجودة فى المكتبة العربية والمصرية عن الإمام الشهيد، ما كتبه الراحل عباس محمود العقاد صاحب «الحسين أبوالشهداء»، وموضوعه الحديث عن سيرة وحياة سيد الشهداء، سبط النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم: الحسين بن على، ويعالج قضايا حيوية عديدة ترتبط بالإمام السبط والظروف التى كانت تحيط به، وبكربلاء وبعاشوراء ومن عدة زوايا، وهى نوع من القضايا المتجددة بطبيعتها، التى تلهم نخبة الأمة بالدروس والعبر، والتى لا تزال فى حاجة ملحّة إلى جهد من الباحثين والمحقّقين لأجل كشف المزيد من جوانبها أكاديميا وتطبيقيا.
وكتاب «الفتنة الكبرى.. على وبنوه» لعميد الادب العربى طه حسين، حيث يتابع الكتاب، أحداث الفتنة الكبرى والتى تتابعت آثارها السياسية، وسياسة معاوية فى العراق، الحسن ومعاوية والحسين، الشيعة وولاة معاوية... بعد مقتل الحسين، انتهاء الفتنة.
كما كتب المفكر الاسلامى الراحل خالد محمد خالد «أبناء الرسول فى كربلاء» ويشير إلى أنه من الصعب أن نجد فى تاريخ البشرية كله، يوما كذلك اليوم الفريد والمجيد، وأبطالا كأولئك الأبطال الشاهقين والباهرين! إذ لم يكن الأمر فى ذلك اليوم، أمر شهداء برزوا لمناياهم فى استبسال وغبطة، ولا أمر جيش خرج لجيش مثله، فأبلى وأحسن والبلاء!
إنما الأمر الذى شغل الدنيا فى يوم كربلاء، هو أنه اليوم الذى تجلت فيه قداسة الحق، وشرف التضحية على نحو متميز وفريد.
بالإضافة الى ما كتبه الراحل عبدالرحمن الشرقاوى صاحب «الحسين ثائرا وشهيدا».
أسبوع آلام الإمام
«ما عاد فى هذا الزمان سوى رجال كالمسوخ الشائهات.. يمشون فى حلل النعيم وتحتها نتن القبور.. يتشامخون على العباد كأنهم ملكوا العباد.. وهم إذا لاقوا الأمير تضاءلوا مثل العبيد
صاروا على أمر البلاد فأكثروا فيها الفساد أعلامهم رفعت على قمم الحياة».
فى هذه الأيام، يحن المسيحيون إلى ذكرى الإمام الحسين؛ لأنه الأقرب إليهم فى التاريخ الإسلامي؛ طريق آلامه تتماهى مع أسبوع آلام السيد المسيح، استشهاده الأعظم يتوازى مع عذابات المسيح، الذى ذاق المر من أقرب الناس إليه. ولا يوجد فى التاريخ ما يجمع حياة المسيحيين والمسلمين أكثر من قصة الإمام الحسين، لدرجة أن كثيرا من الأدباء والكتّاب المسيحيين كتبوا «الحسين فى الفكر المسيحي»، مشيرين إلى أربعينية الحسين وآلام المسيح. ومن أهم هؤلاء جورج جرداق، وبولس سلامة، وأنطوان بارا الذى قال عن الحسين والمسيح، فى كتابه الشهير «الحسين فى الفكر المسيحى، الصادر عام 2005 عن مكتبة «قدك»: «هما رجلانِ إلهيّان؛ ولذا هما كانا فى طريق واحد، وهو طريق النور الربانى وهداية البشرية، وطريق الرحيل إلى الله عز وجل بالشهادة». وبارا هذا وصل إليه الحال فى الافتتان بالحسين إلى نقل بعض الأقوال: «لو كان الحسين منا لنشرنا له فى كل أرض راية، ولأقمنا له فى كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين».
وقد حاول بارا فى كتابه، الذى واجه الكثير من الانتقادات لجرأته فى الطرح والتفسير، التقريب بين المسيح والحسين، وأيضا حاول التقريب بين الحسين وغاندى الذى تأثر بشخصية، قائلا إن: «صحيح أن قصة الحسين (عليه السلام) دموية إلا أنها فى الوقت ذاته كانت سلمية لا عنيفة، ومن هنا انتهج غاندى منهجية اللاعنف فاستطاع توظيف المظلومية فى الانتصار على الاستعمار البريطانى. تماما كما فعل الحسين (عليه السلام) عندما وظف مظلوميته على مر التاريخ للحفاظ على العقيدة والدين والمبادئ».
وقد ألهمت قصة الحسين أيضا الكثيرين من الكتّاب الكبار، مثل عبد الرحمن الشرقاوى، الذى كتاب عام 1969 مسرحيته الشهيرة، التى نالها الكثير من الضيقات والرقابة والمنع، «الحسين ثائرا»، و«الحسين شهيدا». وكان الشرقاوى وقت كتابة المسرحية متأثرا بهزيمة 1967، وفى أحد أشعار المسرحية قال الشرقاوى، الذى رأى الجانب الذى يجمع الحسين والمسيح، وهو الاضطهاد وزرع السلام بين الأشواك: «أنا ذا أرحل مقهورا –ولا حيلة -/ عن أرض المدينة/ ملعبى عند الطفولة/ ومراحى فى الشباب/ ومنار العلم ومهد الغزوات/ حرم الله وحضن الذكريات/ ومثابات الخيال/ آه يا نبع الأمانى الشريفة/ أنا ذا أخرج منها هائما تحت الظلام/ أنا ذا أحمل آلامى وأحلام الجميع/ كالمسيح المضطهد/ تتلقاه حراب الظلم فى كل بلد/ وهو يمضى يغرس الأقدام فى شوك السلام/ ليزيح الشوك من كل الربوع».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.