القبض على 5 متهمين لقيامهم بمحاولة شراء الأصوات الانتخابية    الرقابة المالية تلغي تراخيص 260 جمعية ومؤسسة أهلية للتمويل متناهي الصغر    «عبدالعاطي» لرئيسة البرلمان الألماني: يجب بدء خطوات إعادة إعمار غزة    كأس العرب| العراق يتقدم على البحرين بثنائية في الشوط الأول «شاهد»    توغل قوات إسرائيلية في عدة قرى بريف القنيطرة الجنوبي بسوريا    الحكومة الإندونيسية تعزز جهود مكافحة الفيضانات في أتشيه تاميانج    مباحثات مباشرة لأول مرة بين إسرائيل ولبنان.. ما الهدف؟    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    موعد مباراة مصر والإمارات في كأس العرب.. والقنوات الناقلة    مدرب تونس: طوينا صفحة الخسارة أمام سوريا ونستعد بقوة لمواجهة فلسطين    فيدريكو جاتي يغيب عن يوفنتوس بسبب إصابة الركبة    «التموين» تواصل حملاتها الرقابية على الأسواق    مشادة جيرة تنتهى بإطلاق نار فى الإسماعيلية.. والداخلية تضبط المتهم والسلاح المستخدم    الداخلية تضبط شخصا بحوزته بطاقات شخصية بمحيط لجان في قنا    معتزة عبد الصبور: خالد النبوي الابن البار لكل من سبقوه    أحمد المسلماني: شكرا لكل من تفاعل.. وملتزمون بالعمل من أجل إعلام وطنى قوى    افتتاح وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى كفر البطيخ المركزي    إبراهيم قاسم: قرارات الهيئة وتوجيهات رئيس الجمهورية رفعت ثقة الناخبين وقللت المخالفات    يروي قصة أرض الإمارات وشعبها.. افتتاح متحف زايد الوطني بأبوظبي.. صور    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    من الفئات المستحقة لإضافة المواليد على بطاقات التموين؟ .. اعرف التفاصيل    رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بالزراعة: لا توجد دواجن مريضة في الأسواق.. واتهامات السردة إشاعات    المفوضية الأوروبية تتقدم باقتراح بشأن قرض لتمويل تعويضات لكييف    رومانو: برشلونة سيجدد تعاقد جارسيا لمدة 5 مواسم    سكرتير عام المنوفية يشهد افتتاح معرض «ابتكار مستدام»    عاجل- الحكومة: 6.3 مليون مواطن استفادوا من خدمات هيئة الرعاية الصحية خلال 6 أشهر    زينة: "ماشوفتش رجالة في حياتي وبقرف منهم"    6 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    محافظ الجيزة يتفقد أعمال تطوير حديقتي الحيوان والأورمان (صور)    استراحة في كأس العرب - الجزائر (0)-(0) السودان.. نهاية الشوط الأول    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    7 ديسمبر.. الإدارية العليا تنظر الطعون على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    ضبط سيدتين بحوزتهما كروت دعاية انتخابية بمحيط لجنة في دمنهور قبل توزيعها على الناخبين    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    ضبط 1000 علبة تمرهندي مجهولة المصدر في حملة تموينية ببني سويف    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. انتصار السيسي: وجودكم يضيف قيمًا وإنسانية وجمالًا لا يُقدّر بثمن    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    على رأسها رونالدو.. صراع مشتعل على جائزة مميزة ب جلوب سوكر    الأمن يضبط قضايا إتجار فى العملات الأجنبية تتجاوز 3 ملايين جنيه    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    محافظ القاهرة يوجه بوضع خطة عاجلة لتطوير الحديقة اليابانية بحلوان    محافظ الإسكندرية يتفقد لجان الاقتراع بدائرة الرمل    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مولد الحسين ليلة فى حب آل البيت الحسين

قصيدة نسبت لسيد المنفلوطى، مكتوبة على الباب الأخضر لمسجد الامام الحسين بالقاهرة، تستقبل الوافدين القادمين المتيمين بعشق آل البيت.
توافد الآلاف الإثنين الماضى للاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد الامام الحسين بن على، فى صحبة الشيخ ياسين التهامى ونجله محمد، فى صورة تنم عن عشق المصريين لآل البيت، وهو الذى اعتاد عليه المصريون منذ ان حطت السيدة زينب رضى الله عنها، الرحال الى مصر.
ويعتبر الامام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الشخصيات التى يعشقها المصريون، ويحرص على الاحتفال به مرتين سنويا، الاول فى شهر فبراير بما يسمى مجازا «مولد سيدنا الحسين»، لكن هذا الاحتفال بمصر يأتى فى ذكرى نقل رأس الحسين بن على- رضى الله عنه- إلى مكانه الحالى فى منطقة «الحسين»، ويوافق الاحتفال يوم الخامس والعشرين من فبراير أو الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الثانى، والمرة الثانية فى شهر شعبان وهو التاريخ الذى يوافق ميلاد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
احتفالية خاصة فى المسجد
فى زوايا المسجد المتعددة وأسفل كل عمود، تراصت الاجساد وتلاحمت، هذا شيخ كهل، وهذا شاب، وهذا طفل صغير، كل ممسك بكتاب يردد منه الاوراد والادعية الخاصة بالطريقة الصوفية التابع لها، الخشوع والسكون، كأن على رءوسهم الطير، فى حب الامام وآل البيت تجمعت هذه الجماعات من كل حدب وصوب، لتحيى ذكرى ميلاد سيد شباب أهل الجنة.
بعد صلاة العشاء، وبعد الانتهاء من التلاوات والاوراد والادعية، شهدت جنبات المسجد زحاما شديدا حول حاملى الاطعمة «خبيز المولد البدوى»، والتى وصفها البعض بأنها بركة من الامام الشهيد.
الورد الأحمر والأبيض يزين المقام
مقام من الزجاج منتصب وسط قاعة كبيرة، لها العديد من الابواب، يقف عليها اشخاص لتسهيل مرور القادمين للتبرك بمقام سبط رسول الله، المقام تزين بالورد الاحمر والأبيض، كما قام البعض بوضع باقات من الورود الملونة على المقام.
صوت البكاء والنحيب يأتى من آخر قاعة المقام، سيدة فى الخمسينيات، يبدو من لهجتها انها تنتمى الى الجنوب، لون بشرتها المميز والذى يظهر جليا كلون طمى النيل، تصرخ: مدد يا إمام مدد.. نظرة ومدد يا آل البيت.
وفى باب ثان مخصص للخروج، تجد رجلا وسيما يرتدى بدلة أنيقة كاملة ويمسك بيده زجاجة عطر، ينثر منها على ضيوف الحسين، قائلا: بركة من صاحب المقام.
فى طريقك للخروج يقف شابان على ثلاجة صغيرة ممتلئة بالماء المثلج، ويمنح كل داخل زجاجة بلاستيكية، مكتفيا بالقول: زمزم، وبل ريقك يا زائر.
البيه والصعيدى والكاجوال فى ساحة الامام
فى ساحة الامام الحسين، والأماكن المحيطة بها، تجمع الآلاف من كل محافظات مصر، هذا رجل يرتدى البدلة الكاملة الانيقة، وهذا رجل صعيدى يرتدى جلبابا فضفاضا، ويضع عمامة كبيرة فوق رأسه، وهناك شاب يرتدى الملابس الكاجوال، هناك سيدات ترتدين النقاب الكامل، هناك بعض الشابات ترتدين البنطلونات الجينز و«الفيزون» مع تى شيرتات «نص كم» وبدى، وهو ما يجعل الميدان وساحة الامام مفتوحة لكل الشخصيات ولكل الثقافات.
طلاب: الجيران أولى بالزيارة
اربعة طلاب من جامعة الازهر، يزاحمون المتواجدين بالساحة، وفى صراع الدخول الى مكان قريب من المسرح المقام فى واجهة الميدان، يصرخ أحدهم: يا إخوانا احنا اولى بالزيارة، علشان احنا جيران الامام، وكل يوم احنا هنا علشان الجامعة بتاعتنا قدامه.
الطالب الأزهرى لم ير أى مشكلة فى التمايل والطرب مع كلمات الشيخ ياسين التهامى وابنه محمد الذى سبقه فى الغناء والمدح، مشيرا إلى انها عادة متعارف عليها، ويوجد عدد كبير من المنشدين والمتصوفين يقوم بأداء مثل هذه الحركات الراقصة.
موائد لزوار «أبو الأحرار»
شهدت جنبات ساحة مسجد الامام الحسين، المئات من الاسر التى حضرت من أنحاء مصر، من أجل المشاركة فى الاحتفال بمولد سبط رسول الله، وشهدت اقامة الموائد العامرة دائما بالفتة واللحم، حيث تجمع المئات حول الطعام، كما شهدت الساحة تواجد العديد من نصبات الشاى، وعدد من الباعة الجائلين لبيع الحمص، والحلوى وغيرها من السلع المرتبطة بالمولد.
الطرابيش العثمانية عادت اليكم من جديد
تواجدت كميات كبيرة من الطرابيش العثمانية، من اللون الأحمر بين الأحمر الفاتح والأحمر الغامق، حيث حرص البعض على شرائها بجانب الجمل المصنوع من القماش، لإهدائها للأطفال فى البيوت، كما تهافت الحضور على شراء السلاسل المصنوعة من «القشر الفلصو» أو الصينى، وغيرها من اكسسوارات النساء.
البداية مع التهامى الصغير
فى تمام الساعة العاشرة مساء، وبعد تجهيزات واعداد للآلات الموسيقية وأجهزة الصوت، جاء صوته نديا شجيا.
جد اللؤلؤين.. جد الحسنين.
حضرة النبى اليك دائما نتشوق.
الشمس يغرب من جبينك ضؤها.
يامن محاسنه كبدر مشرق.
محمد ياسين التهامى، ابن الشيخ ياسين التهامى، والذى افتتح الليلة الكبيرة بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ثم أطلق العنان لصوته العذب الندى ليهيم الحضور شوقا ولهفة ويتمايل الصغير قبل الكبير على انغامه وكلمات المديح.
الحضرة ليست قاصرة على الشيوخ
اقتحم بعض الشباب الصفوف الموجودة امام المسرح، لإفساح الطريق لإقامة الحضرة مع انطلاق واندماج المنشد محمد التهامى فى انشاده الممتع.
«يا جماعة، أفسحوا المكان لإقامة الحضرة، وبلاش نعمل زحمة علشان نشوف ونسمع الشيخ بيقول ايه». يصرخ درويش عجوز من المتواجدين دائما فى مثل هذه الاحتفاليات، بحسب احد المتواجدين.
الحضرة: مصطلح إسلامى صوفى يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتى يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، يتم فيها أداء أشكال مختلفة من الذكر، كالخطب وتلاوة القرآن والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الدينى، والمديح النبوى المتخصص بمدح رسول الإسلام والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعى بشكل إيقاعى، وتلاوة أسماء الله الحسنى. يستخدم المحافظون من الصوفية أحيانا الدف أثناء الحضرات، فى حين أن بعض الطرق تستخدم آلات أخرى.
واللافت للنظر أن الحضرة كان دائما ما تشهد تواجد الشيوخ الكبار فقط، إلا أن حضرة الامام الحسين مؤخرا بدأت تشهد تواجد الشباب، بالاضافة إلى قيام بعض السيدات بأداء نفس حركات الرجال فى الحضرة.
ومما يلفت الانظار ايضا أن ساحة الامام تحولت الى العديد من الحضرات، وقامت جماعة بإقامة حضرة خاصة بها، بعيدا عن الحضرة المتواجدة أمام المسرح.
الدرويش والصفارة على المسرح
مع انسجام المنشد فى انشاده، والراقص فى حضرته، فوجئ المتابعون بصعود أحد الدراويش الى المسرح، وأخذ يتمايل طربا بالانشاد، حاملا زجاجة عطر ملونة، قام برشها على الراقصين المتواجدين فى الحضرة المقام فى أسفل المسرح.
وحرص الدرويش على التواجد امام كاميرات القنوات الفضائية، وعدسات المصورين.
الكل فى انتظار كروان الصعيد
بمجرد الانتهاء من انشاد الشيخ محمد التهامى، القى الحاضرون نظرات سريعة الى ساعاتهم، انتظارا لوصول فارس الليلة أو الشيخ ياسين التهامى، وقام منظم الحفل، بطمأنة الحضور بشأن وصول الشيخ، مكتفيا بالقول إننا فى انتظار فضيلة الشيخ ياسين التهامى لإكمال فرحتنا بمولد الامام، وفى تمام الساعة الثانية عشرة والثلث مساء وصل الشيخ ياسين وصعد مباشرة الى المسرح، وقام بأعداد وضبط اجهزة الصوت والميكروفونات بنفسه، قبل البدء فى الانشاد فى تمام الساعة الواحدة الا الربع صباح الثلاثاء، مع اقبال كثيف من الحضور، وتجاوب شديد منهم مع الشيخ، حتى الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء.
وجوه منسية فى زحمة المولد
ارتبط المولد بعدد من الشخصيات، مثل بائع الحلوى، وصاحب المراجيح، والنشان، إلا أن ساحة مسجد الامام الحسين، واثناء الاحتفال بذكرى مولده، تشهد وجوها منسية فى زحمة المولد، مثل عامل النظافة الذى يقوم بكنس الميدان، كما تواجدت سيارتان واحدة للشرطة وأخرى للمطافئ لتوفير الشعور بالأمان لجميع المتواجدين.
تهنئة ودعاء للرئيس الجديد
قام منظم حفل الليلة الختامية لمولد الامام الحسين، قبل ظهور الشيخ ياسين التهامى، بتقديم التهنئة للمشير عبد الفتاح السيسى، قائلا: نؤيد ونبايع ونبارك ونهنئ المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، ونقدم التهنئة له كمسلمين ومسيحيين.
وأضاف أن الشرطة والجيش والقضاء والشعب ايد واحدة، مما دفع الحضور الى التصفيق الحاد، كتأييد لكلمات مقدم الحفل، والذى أسهب فى الحديث عن مكانة الامام الحسين. وقام بالدعاء: اللهم احفظ مصر «مسلمين ومسيحيين» واللهم اجعل رئيسنا الجديد يتقى الله ويصونه فينا واحفظه واحفظ زوار الامام الحسين.
المولد جزء من الشخصية المصرية
للموالد وظائف تمتد من مجرد طقوس واحتفالات شعبية لتشمل وظيفة دينية هى إقامة حفلات الذكر وتلاوة الأوراد والمدائح النبوية أثناء الليل وأطراف النهار، وأخرى اقتصادية لقيام البعض بعرض بضائعه للحاضرين فى المولد، مما يسبب رواجا لأصحاب المحال والباعة الجائلين بمنطقة اقامة الاحتفالية.
ويمكن تصنيف الاحتفالات الدينية الى فئتين:
الفئة الأولى: المناسبات الدينية العامة مثل «مولد النبى صلى الله عليه وسلم، وأول العام الهجرى، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان».
الفئة الثانية: ويقصد بها الاحتفال بموالد الأولياء مثل «مولد الحسين، السيدة زينب، أو موالد الأولياء مؤسسى الطرق الصوفية، موالد أولياء البدو».
وهناك ثلاثة عناصر رئيسية عند الاحتفال بالمولد وهى: زيارة الضريح، الذكر، الموكب.
وقد تستخدم الموسيقى فى الذكر لجذب اعداد كبيرة للحضور والمشاركة فى الذكر.
هؤلاء كتبوا عن الحسين
الامام الحسين بن على رضى الله عنه، والذى وقف وحيدا فوق ارض كربلاء ليدفع حياته ثمنا لايمانه بقضيته، استدعاه العديد من الكتاب ليكون ايقونة لهم.
ومن ابرز الكتب الموجودة فى المكتبة العربية والمصرية عن الإمام الشهيد، ما كتبه الراحل عباس محمود العقاد صاحب «الحسين أبوالشهداء»، وموضوعه الحديث عن سيرة وحياة سيد الشهداء، سبط النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم: الحسين بن على، ويعالج قضايا حيوية عديدة ترتبط بالإمام السبط والظروف التى كانت تحيط به، وبكربلاء وبعاشوراء ومن عدة زوايا، وهى نوع من القضايا المتجددة بطبيعتها، التى تلهم نخبة الأمة بالدروس والعبر، والتى لا تزال فى حاجة ملحّة إلى جهد من الباحثين والمحقّقين لأجل كشف المزيد من جوانبها أكاديميا وتطبيقيا.
وكتاب «الفتنة الكبرى.. على وبنوه» لعميد الادب العربى طه حسين، حيث يتابع الكتاب، أحداث الفتنة الكبرى والتى تتابعت آثارها السياسية، وسياسة معاوية فى العراق، الحسن ومعاوية والحسين، الشيعة وولاة معاوية... بعد مقتل الحسين، انتهاء الفتنة.
كما كتب المفكر الاسلامى الراحل خالد محمد خالد «أبناء الرسول فى كربلاء» ويشير إلى أنه من الصعب أن نجد فى تاريخ البشرية كله، يوما كذلك اليوم الفريد والمجيد، وأبطالا كأولئك الأبطال الشاهقين والباهرين! إذ لم يكن الأمر فى ذلك اليوم، أمر شهداء برزوا لمناياهم فى استبسال وغبطة، ولا أمر جيش خرج لجيش مثله، فأبلى وأحسن والبلاء!
إنما الأمر الذى شغل الدنيا فى يوم كربلاء، هو أنه اليوم الذى تجلت فيه قداسة الحق، وشرف التضحية على نحو متميز وفريد.
بالإضافة الى ما كتبه الراحل عبدالرحمن الشرقاوى صاحب «الحسين ثائرا وشهيدا».
أسبوع آلام الإمام
«ما عاد فى هذا الزمان سوى رجال كالمسوخ الشائهات.. يمشون فى حلل النعيم وتحتها نتن القبور.. يتشامخون على العباد كأنهم ملكوا العباد.. وهم إذا لاقوا الأمير تضاءلوا مثل العبيد
صاروا على أمر البلاد فأكثروا فيها الفساد أعلامهم رفعت على قمم الحياة».
فى هذه الأيام، يحن المسيحيون إلى ذكرى الإمام الحسين؛ لأنه الأقرب إليهم فى التاريخ الإسلامي؛ طريق آلامه تتماهى مع أسبوع آلام السيد المسيح، استشهاده الأعظم يتوازى مع عذابات المسيح، الذى ذاق المر من أقرب الناس إليه. ولا يوجد فى التاريخ ما يجمع حياة المسيحيين والمسلمين أكثر من قصة الإمام الحسين، لدرجة أن كثيرا من الأدباء والكتّاب المسيحيين كتبوا «الحسين فى الفكر المسيحي»، مشيرين إلى أربعينية الحسين وآلام المسيح. ومن أهم هؤلاء جورج جرداق، وبولس سلامة، وأنطوان بارا الذى قال عن الحسين والمسيح، فى كتابه الشهير «الحسين فى الفكر المسيحى، الصادر عام 2005 عن مكتبة «قدك»: «هما رجلانِ إلهيّان؛ ولذا هما كانا فى طريق واحد، وهو طريق النور الربانى وهداية البشرية، وطريق الرحيل إلى الله عز وجل بالشهادة». وبارا هذا وصل إليه الحال فى الافتتان بالحسين إلى نقل بعض الأقوال: «لو كان الحسين منا لنشرنا له فى كل أرض راية، ولأقمنا له فى كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين».
وقد حاول بارا فى كتابه، الذى واجه الكثير من الانتقادات لجرأته فى الطرح والتفسير، التقريب بين المسيح والحسين، وأيضا حاول التقريب بين الحسين وغاندى الذى تأثر بشخصية، قائلا إن: «صحيح أن قصة الحسين (عليه السلام) دموية إلا أنها فى الوقت ذاته كانت سلمية لا عنيفة، ومن هنا انتهج غاندى منهجية اللاعنف فاستطاع توظيف المظلومية فى الانتصار على الاستعمار البريطانى. تماما كما فعل الحسين (عليه السلام) عندما وظف مظلوميته على مر التاريخ للحفاظ على العقيدة والدين والمبادئ».
وقد ألهمت قصة الحسين أيضا الكثيرين من الكتّاب الكبار، مثل عبد الرحمن الشرقاوى، الذى كتاب عام 1969 مسرحيته الشهيرة، التى نالها الكثير من الضيقات والرقابة والمنع، «الحسين ثائرا»، و«الحسين شهيدا». وكان الشرقاوى وقت كتابة المسرحية متأثرا بهزيمة 1967، وفى أحد أشعار المسرحية قال الشرقاوى، الذى رأى الجانب الذى يجمع الحسين والمسيح، وهو الاضطهاد وزرع السلام بين الأشواك: «أنا ذا أرحل مقهورا –ولا حيلة -/ عن أرض المدينة/ ملعبى عند الطفولة/ ومراحى فى الشباب/ ومنار العلم ومهد الغزوات/ حرم الله وحضن الذكريات/ ومثابات الخيال/ آه يا نبع الأمانى الشريفة/ أنا ذا أخرج منها هائما تحت الظلام/ أنا ذا أحمل آلامى وأحلام الجميع/ كالمسيح المضطهد/ تتلقاه حراب الظلم فى كل بلد/ وهو يمضى يغرس الأقدام فى شوك السلام/ ليزيح الشوك من كل الربوع».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.