«لماذا أعطى المصريون أصواتهم للسيسى؟» بهذا السؤال افتتحت وكالة رويترز للأنباء مقالا للكاتبة سارة الطنطاوى أستاذ الدين المقارن المساعد بجامعة إيفرجرين ستيت. الكاتبة أجابت فى مقالها إن «قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسى فاز بالانتخابات الرئاسية التى أجريت فى مصر هذا الأسبوع بعد حوالى عام من استعادة الجيش المصرى سيطرته الرسمية على الأوضاع عقب تمرد واسع على محمد مرسى». واضافت «ورغم أن انتفاضة شعبية سبقت تدخل الجيش فى يونيو الماضى.. فإن الحملة الصارمة المضادة للثورة التى أعقبتها خلال الأشهر التسعة الماضية قلبت كثيرا من المصريين على النظام الحالى. فلماذا إذن سيصبح السيسى رئيس مصر القادم وما الذى يجعل المصريين الذين أطاحوا بحسنى مبارك هم أنفسهم الذين يطالبون بصخب الآن برجل عسكرى يطبق نظام حكم الفرد الواحد بدلا من أن يؤيدوا عملية ديمقراطية أكثر شمولا؟ هل تجرى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟ وتابعت: «لا يفهم كثير من المراقبين خارج مصر سبب شعبية السيسى التى تستند بدرجة كبيرة إلى الرغبة فى الأمان. فكثير من المصريين يشعرون أن البلد أصبح فوضويا: فإن هم اضطروا للاختيار بين الإخوان المسلمين والجيش فسيفضلون الجيش. وفى حين أن كليهما تنظيمان شموليان.. الا أن الجيش يتمتع بخبرة أكبر وبولاء وطنى واحترام لمصر كبلد لا كجزء من منطقة إسلامية أوسع. ورؤيته للإسلام أميل للاتجاه السائد بين الغالبية». ويرى كثير من المصريين أيضا أن الجيش لديه مؤهلات أفضل لتحسين اقتصاد البلد المتعثر. وذكرت الطنطاوى أن «العنف فى الجارتين سوريا وليبيا الذى تحول إلى تمرد إسلامى مسلح كان له تأثير على الناخبين. ولأن هذه الدول عانت من ثورات مسلحة على أنظمة عسكرية يرى كثير من المصريين أن النظام الحالى أفضل كثيرا من الأحداث التى وقعت على مقربة منهم. وهم يفضلون أن توفر لهم الدولة قدرا من الشبه بالنظام والوحدة حتى وإن كان وهما». وفيما يتعلق بجماعة الاخوان المسلمين، قالت «وجماعة الإخوان المسلمين التى كان ينظر إليها بعد الإطاحة بمبارك على أنها بديل مرغوب فيه أصبحت خيارا أقل جذبا لعدة أسباب. فقد مثلت خطرا على رؤية معتدلة للإسلام يقدرها المصريون. وحين تولت الجماعة السلطة فى يونيو 2012 عجزت عن علاج المشاكل الهيكلية العميقة فى مصر من فساد مسشتر وبطالة مزمنة وانقسامات دينية عميقة واختارت بدلا من ذلك أن تملأ مؤسسات البلد بأعضائها وأن تعقد صفقات مع الجيش. وفى الوقت ذاته وضعت «الدولة العميقة» متمثلة فى نظام مبارك القديم وحلفائه فى قطاع الأعمال ووسائل الإعلام والجيش والإخوان المسلمين فى وضع حرج عند كل منعطف». وأوضحت أن «المصريين الذين يعانون من ممارسات الأمن الداخلى فى البلاد والذين يلقى عليهم القبض باستمرار للاحتجاج أو نقل الأخبار أو تأييد معارضين سياسيين للسيسى أو الذين يظهر عليهم ما قد يدل على أنهم «إسلاميون» لا يؤيدون هذا الطرف أو ذاك. وذكرت انه «بالنسبة لهؤلاء المواطنين ومن بينهم صحفيون مسجونون وضحايا تعذيب فى مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة فإن الحياة تشبه أيام مبارك إن لم تكن أسوأ. ومعظمهم قاطع الانتخابات ووصفها بأنها مسرحية هزلية». أما بالنسبة للمصريين المؤيدين للسيسى فإن التصويت لمرشحهم تصويت ضد الفوضى إلى أن تقدم الجماعات الثورية المتطلعة للمستقبل والحلفاء فى المجتمع المدنى بديلا كما هو مأمول، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. عمرو موسى: المصريون مرتاحون لعملية التصويت قال رئيس لجنة الخمسين لصياغة الدستور عمرو موسى إن «المصريين مرتاحون لعملية التصويت التى جرت فى انتخابات الرئاسة وللنتائج الأولية التى تم إعلانها حتى الآن»، مؤكدا أن مصر تدخل عصر الجمهورية الثالثة ولديها دستور حر. وأشار موسى، خلال مشاركته عبر الهاتف فى ندوة أجراها مركز (وودرو ويلسون) الأمريكى حول الانتخابات الرئاسية فى مصر، إلى الشهادة التى أدلى بها رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لمتابعة الانتخابات الرئاسية والتى وصف فيها الانتخابات بأنها «نظيفة». وأكد موسى أن الدستور الجديد لم يدع إلى إقصاء أحد على عكس دستور 2012 الذى أقصى المئات من المصريين وحرمهم من حقوقهم السياسية. وقال إن «الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة فى العملية السياسية، لكن الإخوان هم الذين رفضوا المشاركة، كما رفضوا قبول فكرة وجود رئيس جديد». وعن العلاقات المصرية الأمريكية، قال موسى إن «هناك حاجة لصياغة إطار جديد يأخذ فى الاعتبار التطورات الزمنية ومجموعة العلاقات الدولية، كما يأخذ فى الاعتبار وضع نظام أمنى جديد للمنطقة كلها». وأضاف أن «العلاقات المصرية الأمريكية هى لمصلحة البلدين»، مشيرا إلى أن مصر لا تريد تغيير العلاقات وإنما ترغب فى تغيير قواعدها إلى الأفضل، وفقا لوكالة الشرق الأوسط.