حذر البابا فرانسيس من خطر «عولمة اللامبالاة» التي يتضاعف خطرها بالتعود واستئناس الشر والتعود عليه، مؤكدًا في إشارة إلى الأزمة السورية أن المستقبل لا يمكن بناؤه إلا بالسلام. وأطلق البابا نداء جديدًا لوضع حد للأزمة السورية التي «لم تحسم بعد بمناسبة القمة التي ينظمها المجلس كور أونوم البابوي، برئاسة الكاردينال روبرت سارة، لدراسة الوضع السوري مع مختلف الجمعيات الخيرية الكاثوليكية التي تقدم دعمًا إلى سورية وشعبها، وأن هناك خطر في التعود عليها». وذكّر البابا في رسالته المشاركين بالقمة أنه «قبل عام اجتمعنا لإعادة تأكيد التزام الكنيسة بهذه الأزمة وإطلاق نداء مشترك من أجل السلام في سوريا، وها نحن الآن نجتمع مرة أخرى، لإجراء تقييم للعمل المنجز حتى الآن وتجديد التزامنا بمواصلة السير على هذا الطريق بتعاون أكثر قربًا»، لكن «علينا مع الأسف الشديد أن نواجه حقيقة أن الأزمة السورية لم تحل بعد، بل إنها مستمرة في ظل خطر التعود عليها، ونسيان الضحايا الذين يسقطون يوميًّا، والمعاناة التي لا توصف، وآلاف اللاجئين، بمن فيهم كبار السن والأطفال، الذين يعانون، وأحيانًا يموتون من الجوع والأمراض الناجمة عن الحرب». وأشار البابا إلى أن «اللامبالاة مضرة جدًّا، وعلينا مرة أخرى تكرار اسم الشر الذي يلاحقنا في العالم اليوم، وهو عولمة اللامبالاة»، ولفت إلى أن «العمل من أجل السلام والدعم الإنساني الذي تقدمه المنظمات الخيرية الكاثوليكية في هذا السياق، هي خير تعبير عن محبة الله لأبنائه الذين يعيشون تحت القهر والحسرة»، فإن «الله يسمع صراخهم، لأنه خبير بمعاناتهم ويريد إنقاذهم، وها أنتم تقدمون له أيديكم وقدراتكم»، فمن «المهم أن تعملوا بالتواصل مع الرعاة والمجتمعات المحلية». واختتم البابا بيرجوليو بالإشارة إلى أن «هذا الاجتماع يمثل فرصة جيدة للتعرف على أشكال ملائمة من التعاون الثابت، من خلال الحوار بين مختلف الجهات الفاعلة، وبهدف التوصل إلى تنظيم أفضل لما تبذلونه من جهود لدعم الكنائس المحلية وجميع ضحايا الحرب، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو طبقتهم الاجتماعية».