يتزايد قلق منظمات حماية حقوق المستهلكين والمجتمع المدني في النمسا إزاء عدم شفافية مفاوضات الاتحاد الأوروبي الجارية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على طريق إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين. حذر المعنيون بحماية حقوق المستهلكين والبيئة من تراجع مستوى المعايير الأوروبية في عدد من القطاعات، أهمها قطاع المواد الغذائية والحفاظ على البيئة والأمن جراء توقيع الاتفاقية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لافتين إلى رفض قطاع عريض من المواطنين النمساويين للاتفاقية، فضلا عن اعتراضهم على التفاوض الذي يجري بشكل سري بين الجانبين. وفي المقابل أشار خبراء في القانون إلى وجود مخاوف حقيقية تتعلق بعدد من البنود المعنية بحماية الاستثمار, لافتين أن هذه البنود تسمح للشركات الأجنبية بمقاضاة الدول حال شعورها بتضرر مشاريعها الاستثمارية، خاصة الدول الأوروبية الصغيرة التي تطمح في تحسين بنود الاتفاقية في هذا الشأن. جدير بالذكر، أن رئيس حكومة النمسا، فيرنر فايمن، كان قد عقد اجتماعًا مع ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات النمساوية المعنية بحماية حقوق المستهلكين، لدراسة مخاوفهم إزاء توسيع حجم التجارة الأوروبية الأمريكية، وتوقيع أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ، حيث من المقرر أن تنطلق الجولة المقبلة من المفاوضات بعد أسبوعين.