توقع أمين عام «حزب الله» اللبنانى حسن نصرالله أن تقدم إسرائيل على عمل عدوانى بين آخر السنة والربيع المقبل، قائلا: إن معادلة الصراع الجديدة ستكون «الضاحية الجنوبية مقابل تل أبيب» بدلا من «بيروت مقابل تل أبيب» الأمر الذى رأه محلل سياسى لبنانى علامة على موقف الحزب «المتأزم» فى ظل جو المصالحة العربية الذى ترعاه واشنطن. ونقل تليفزيون «الجديد» المحلى أمس الأول عن نصر الله دعوته فى جلسة خاصة أمام مجموعة من المغتربين «الناس الى صيف آمن دون ورع رافضا تخويفهم». وكشف نصرالله عن معادلة جديدة مع إسرائيل قوامها هذه المرة ضاحية بيروت الجنوبية» وهى أكبر معقل لحزب الله « مقابل تل أبيب بدل بيروت مقابل تل أبيب. وشرح نصرالله للمغتربين بحسب ما أكد التليفزيون مراحل الانتخابات فى لبنان قائلا: «ليست انتخابات التى يصرف فيها مليار و200 مليون دولار ولكننا تقبلنا النتيجة». وأضاف «نعم تهيبنا النصر الانتخابى حتى لا يتهموننا بأننا فزنا تحت ضغط السلاح»، مؤكدا أن حزب الله لا يمارس أى أعمال أمنية فى الخارج. وفى تصريح ل«الشروق»، قال المحلل السياسى اللبنانى رضوان السيد إن تصريحات نصرالله تعبر عن «الأزمة التى يعيشها الحزب بعد الانتخابات اللبنانية وفى ظل موجة التوافقات الإقليمية التى تقف وراءها الإدراة الامريكيةالجديدة التى تسعى الى حلحلة عملية السلام المعقدة بالمنطقة». وقال إن نصرالله قصد من تصريحاته أنه «هو الوحيد فى لبنان الذى يقف فى وجه إسرائيل» بعدما هدأت الصراعات فى المنطقة بين السعودية ولبنان من جهة وسوريا من جهة أخرى. وأوضح أن الطرفين المتضررين من الجو التصالحى هما إسرائيل وإيران «لذا فإن كلا الجانبين من مصلحتهما أن يظل التوتر قائما، فيما يخشى حزب الله فعليا من تهور عسكرى تقدم عليه الحكومة اليمينة فى إسرائيل، لذا أراد أن يوصل رسالة بأنه يستطيع الوقوف فى وجه أى عمل عدوانى جديد». وقال السيد إن لبنان أيضا يمر بأزمة حيث لم يتم التوافق حتى الآن حول استراتيجية دفاعية لمواجهة الأخطار الإسرائيلية، فى ظل تمسك حزب الله بفكرة إن سلاحه هو الوحيد القادر على حماية لبنان. وربط المحلل اللبنانى توقيت تصريحات نصرالله بتصريحات القائد العام لحرس الثورى الإيرانى، اللواء محمد على جعفرى الذى حذر من مغبة شن هجوم إسرائيلى على بلاده، مؤكدا أن صواريخ الجمهورية الإسلامية قادرة على استهداف جميع أنحاء إسرائيل، حال ارتكاب الدولة العبرية أى «حماقة»، وفق تقرير. وفى الوقت نفسه قالت مصادر دبلوماسية عربية إن وساطة رفيعة المستوى يجريها أحد أبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تهدف إلى حلحلة عقدة التواصل بين الأغلبية والأقلية النيابية فى لبنان من خلال استخدام ثقل المملكة السعودية على الأغلبية واستغلال ثقل سوريا على الأقلية اللبنانية. وقال مصدر مطلع رفض ذكر اسمه إن زيارات قام بها عبدالعزيز بن الملك عبدالله إلى كل من سوريا ولبنان فتحت آفاقا إيجابية، مشيرا إلى أن هناك توجها إلى أن تقبل الأقلية بالتنازل عن الثلث المعطل مقابل ضمانات سياسية من الأغلبية بعدم التحرك للمساس بسلاح حزب الله فى المرحلة القريبة المقبلة ومقابل تعهدات سعودية سورية متبادلة بضمان استمرار التوازن السياسى فى لبنان. وأضاف المصدر إن كلا من السعودية وسوريا توصلتا إلى توافق فى هذا الشأن وتجرى الآن الاتصالات اللازمة لاقناع الأطراف اللبنانية به. وقال إنه إذا تمكن اللبنانيين من رأب الصدع وتشكيل الحكومة فإن ذلك يمهد لعقد قمة «سعودية لبنانية سورية» والتى جرى بشأنها الحديث فى الآونة الأخيرة.