يقدم حفلين فى 14 و17 مايو الجارى تقديرًا لموسيقى رسخت قيم التسامح والنضال ضد القهر يواصل فنان الجاز العالمى يحيى خليل جولاته الموسيقية داخل مصر بحفلين يومى 14 مايو بمركز ابداع الاسكندرية و17 مايو بمسرح قصر الثقافة بمدينة المنصورة، وتأتى حفلات يحيى فى اطار احتفالات العالم باليوم العالمى لموسيقى الجاز الذى وافق 30 ابريل الماضى. اكد خليل أن حفلاته طوال مايو الحالى ستكون فى اطار هذا الاحتفال فى محاولة منه لتقريب الناس لهذا الفن، ومن المقرر ان يقدم مقطوعات جديدة بهذه المناسبة. وقال ان الجاز يستحق ان نحتفل به طوال العام لأنه أسلوب حياة يعلّى من قيمة الحرية أكثر منه إيقاعات والحان وموسيقى، لأنه يقوم على عنصر الارتجال، والانفتاح من دون حدود على التراث الموسيقى فى العالم شرقه وغربه، بدون شعور بالتفوق أو الدونية. واضاف: لاشك ان الاحتفال باليوم الدولى لموسيقى الجاز هكذا فكرت هو «الاحتفال بالقيم» التى رسختها هذه الموسيقى منذ نشأتها فى التربة الامريكية منذ أكثر من مائة سنة وحتى الآن، ثم انتشارها فى ما بعد فى أنحاء العالم، فلا يجد تقريبا مدينة فى العالم الآن الا وفيها مهرجان لموسيقى الجاز، وأعنى بهذه القيم التى رسخها هذا النوع، من التسامح والتواصل والتقارب والتفاهم بين الشعوب والثقافات والأمم، والنضال ضد الظلم وقهر الانسان للانسان والتمييز العنصرى. علق خليل قائلا: لابد أن نتذكر الدور الكبير الذى لعبته هذه الموسيقى فى تشكيل ثقافة وحضارة العالم الجديد، صارت صوت الشعب الافرو امريكى الأسود الصاحى، ووعيا وسلاحا فى نضالاته، ضد المؤسسة الامريكية الحاكمة، من أجل نيل حريته وحصوله على حقوقه المدنية، وتحققت له كل انتصاراته بسلطة الجاز وحدها وقدرة هذه الموسيقى ليس فقط التعبير عن ذكريات المعاناة والاسى والالم كعبد مختطف عبر موسيقى البلوز الحزينة، بل بسلطة الجاز وقوته على أن يكون صرخة أو طلقة مدفع لشحذ واستنهاض الهمم والثورة على الذل والقهر والظلم والعبودية. وقال: اذا كنا نحتفل اليوم بموسيقى الجاز، فهو اعتراف منا بأن القيم التى ترسخت وتعززت عبر مسيرتها الطويلة، طرحت اخيرا ثمارها العظيمة، وعلينا الآن الا نقلل ابدا من قدرة هذه الموسيقى على أن تكون سلاحا ضد التمييز وقهر الانسان للانسان، واداة فعالة لتقارب وتفاهم أكبر وأعمق، بين كل ثقافات وشعوب العالم. واضاف: ان التطور المذهل الذى حققه هذا النوع فى العالم استطاع أن يكتسب يوما بعد يوم احترام وتقدير الشعوب، ومن هنا كان التفكير فى تكريس يوم 30 ابريل للاحتفال بموسيقى الجاز فى أنحاء المعمورة، فقد اصبحت بشتى انواعها من جازلاتينى وجاز شرقى وجاز بلقانى.. الخ، وبكل ما تحمله من رموز وتاريخ، من ذاكرة وتأثيرات.. ويختم يحيى قائلا:فى اليوم العالمى للاحتفال بموسيقى الجاز، دعونا ننحنى تحية لهذه الموسيقى التى قربتنا أكثر من انسانيتنا، وعمقت فينا من حس الانتماء إلى «انسانية جديدة»، إنسانية أكثر عدالة ومحبة وتسامحا، تحية إلى هذه الموسيقى «الضرورة» ورشة الابداع الموسيقى فى العالم عن جدارة، وممارسة للحرية فى أعلى صورها.