صدر حديثًا عن دار المصري رواية «ترانس كندا» للكاتبة والشاعرة سماح صادق، مزيج من أدب الرحلات وأدب المجتمع، طريق طويل لفتاة مصرية قطعته الكاتبة في 215 صفحة هي عدد صفحات الكتاب. في البداية تحدثت سماح صادق عن نشأتها ورحلتها في دروب الحياة التي لا تخلو من التخبط لتصل إلى ما هي عليه الآن قائلة: «أنا ابنة طبقة أقل من المتوسطة، ولكن الصدفة كانت سببًا في احتكاكي بطبقات أخرى مثل مثقفي وسط البلد، وأيضًا مجتمع الأغنياء والطبقة الراقية في مصر، وعادة ما أرى تعاليًا وتشويهًا متعمدًا للطبقات محدودة الدخل في مصر في الأعمال الفنية، فيتم إظهارهم على أنهم غوغاء أو بلطجية أو نساء مهمشات، لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا». وعن ميلاد الرواية قالت سماح صادق في حوار خاص ل«بوابة الشروق»: «بداية فكرة القصة كانت في الكتابة عن هؤلاء الأبطال الحقيقيين في مجتمعنا، بدون هتافات و"أكليشيهات" الثورة التي مللنا منها في السنوات الثلاث الماضية، عن ذلك الكفاح اليومي المقدس من أجل الحياة والحرية وتحقيق الأحلام». وأضافت صادق: «بطلة الرواية فتاة خرجت من حارة مصرية وكافحت كثيرًا لتصل إلى أن تكون مثل أي سيدة في مجتمعات العالم الأول، تختار حياتها وتقرر لنفسها وتسعى وراء أحلامها». وعن مشوارها الأدبي وسر اتجاهها للراوية بعد الشعر، قالت: «منذ وصلت إلى كندا في صيف 2010، وأنا أحاول كتابة عمل روائي طويل، ولكن مجهودي كان موزعًا بين محاولات التأقلم مع المجتمع الجديد وبين تأثري البالغ بأحداث الثورة في مصر، وكنت قد بدأت بالفعل في كتابة رواية أخرى لم تر النور، أسميتها «كرامات الفرس»، وقطعت بها شوطًا كبيرًا، ولكن في نوفمبر 2012، قررت أن أقطع رحلة برية بالأتوبيس لزيارة صديقة بأمريكا في عيد الشكر، وأثناء رحلتي على الطريق جاءتني فكرة هذه الرواية كاملة، وكأنها فيلم أرى أحداثه كاملة أمام عيني، وبمجرد عودتي بدأت في تدوينها، أخذت مني ما يقرب من العام بجانب انشغالي بدراسة اللغة الفرنسية والعمل، ولكني عندما أتممتها كنت أشعر برضا كبير عنها. واختتمت الكاتبة حديثها بتلخيص الفكرة الأساسية في روايتها: «الرواية تعكس الكثير من التجارب التي قد يتعرض لها المهاجر في بداية وصوله إلى الوطن الجديد، وتتعرض بقوة لإشكالية الحرية ووضع المرأة في كل من مصر وكندا». سماح صادق كاتبة شابة ومحررة صحفية، حصلت على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة وحصلت على دبلوم في مجال الصحافة الإلكترونية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحاليًّا تدرس اللغة الفرنسية وتصميم الجرافيك، «ترانس كندا» هي عملها الروائي الأول، قبلها نشرت ديوان شعر عامية تحت اسم «البنت البردانة في قلبي» في عام 2010، ولها مجموعة من القصص القصيرة، واستمرت في التدوين وكتابة المقالات واليوميات لموقع «بص وطل» لمدة طويلة جدًّا تمتد من 2005 وحتى 2012.