قال مصدر قضائى إن المستشار زكريا شلش، الرئيس بمحكمة جنايات الجيزة، تقدم ببلاغ لمجلس الأعلى للقضاء، يتهم فيه المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، ب«العمل فى السياسية»، بالمخالفة لقرار مجلس القضاء، الخاص بمنع ظهور القضاة على الفضائيات، وأرفق شلش مع بلاغه 2900 مقطع تليفزيونى للزند، ما بين لقاءات ومداخلات هاتفية مع القنوات الفضائية. وأضاف المصدر، فضل عدم نشر اسمه، أن مجموع تلك اللقاءات والمداخلات نحو 16 ساعة، منذ ثورة 30 يونيو، بعضها تحدث فيه الزند عن ضرورة شن الجيش المصرى هجوما على دولة عربية داعمة للإخوان، والبعض الآخر أكد فيه أن مجلس القضاء الأعلى لم ينصف القضاة، بالإضافة إلى لقاءات ومداخلات أخرى يتحدث فيها عن قضايا سياسية ليس للقضاة شأن بها. وقال المصدر إن هناك محاولة لإرهاب قضاة «تيار الاستقلال»، وأعضاء «حركة قضاة من أجل مصر» وتشويههم، متعجبا من «السرعة التى يتعامل بها قضاة التحقيق ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى مع البلاغات المقدمة ضدهم، فى حين يتم التعامل مع البلاغات المقدمة ضد الزند ببطء شديد دون اتخاذ قرار بشأنها، رغم مخالفاته لقانون السلطة القضائية الذى يحظر على القضاة العمل بالسياسة». من جهته قال المستشار رواد حما، المتحدث الرسمى باسم اللجنة القانونية الدائمة للدفاع عن القضاة، إنه لا وجه للمقارنة بين موقف من يطلقون على أنفسهم قضاة تيار الاستقلال وقضاة من أجل مصر، وموقف الزند لأن الفارق شاسع، بين من كان يعمل لصالح جماعة بعينها، وبين من يعمل لصالح مصر. وأكد حما أن المستشار الزند قاد القضاة خلال الفترة المظلمة من حكم جماعة الإخوان، وحارب خلال العام الذى حكم فيه مرسى البلاد، للدفاع عن استقلال السلطة القضائية، ووقف ضد هيمنة السلطة التنفيذية على القضاة «وإذلالهم كخدم للإخوان». وأشار إلى أن البلاغات التى قدمها الزند ضد قضاة «تيار الاستقلال»، كانت للدفاع عن القضاة، موضحا أن البلاغ الذى قدم فى 23 أغسطس الماضى ضد الزند، تمت إحالته لقاضى التحقيق، أما البلاغات التى قدمت بعد ذلك ما زالت منظورة أمام مجلس القضاء، برئاسة المستشار حامد عبد الله، رئيس محكمة النقض.