كان مجرد الاعتداء على سيدة بمثابة عار يلاحق الرجال فى الصعيد قبل أن يتطور إلى جرائم قتل عديدة منها الأخذ بالثأر أو بسبب خلافات أسرية تتعلق بالميراث أو مشاكل مالية فى ظاهرة غير مألوفة وتجافى العادات والتقاليد فى الوجه القبلى الذى لم يكن يعرف قتل النساء إلا فى جرائم الشرف. وكشف العديد من الإخطارات عن جرائم القتل الأخيرة التى استقبلها اللواء إبراهيم صابر مدير امن سوهاج أن المرأة كانت الضحية الأبرز.. القصة الأولى لسيدة عثر على جثتها فى جوال بالترعة وعقب انتشالها ونقلها إلى مشرحة البلينا تم التعرف على صاحبتها وتبين أنها فاطمة ج. م 39 عاما ربة منزل ومتزوجة من محمد. ع وان زوجها متوفى وبدأت تحركات رجال البحث لكشف غموض الواقعة وتبين أن السيدة على خلاف بسبب الميراث مع شقيق زوجها. وتوصلت التحريات إلى أن وراء الواقعة محروس. ع شقيق زوجها. أما الواقعة التى حولت الثأر لشكل آخر إذ صارت المرأة إحدى عناصره كانت إصابة ربة منزل بطلقين ناريين أثناء تواجدها أمام منزلها بناحية الشوكا بمركز طما. ودلت تحريات رئيس مباحث المركز إصابة كامليا. ع 35 عاما ربة منزل، بطلقتين، الأولى بمنطقة البطن والثانية أسفل الضلوع من الناحية اليمنى، وحالتها العامة خطيرة للغاية، وتم تحويلها إلى مستشفى أسيوط الجامعى. وبسؤالها اتهمت محمد ع. والمنتمى لعائلة حمد؛ لخصومة ثأرية بينهما وأنه أطلق عليها العيارين من سلاح كان بحيازته. وتحرر المحضر رقم 1847 إدارى المركز، وجارٍ العرض على النيابة. بينما قضت محكمة الجنايات بسوهاج بالمؤبد على شخص قتل فتاة وشرع فى قتل أخرى من البلينا. كان عبد الله. ع 22 عاما من ناحية الحرجة بالبلينا حكم عليه بالسجن المؤبد لقتله نجلاء.ح طالبة 15 عاما وشرع فى قتل وئام ح. م 15 عاما وذلك بعد أن ترصد لهما أمام المدرسة وانهال على الأولى بعدة طعنات فى الرأس مستخدما ساطورا وطعن الأخرى بالرأس والساقين لوجود خلافات مع المتهم والمجنى عليها الثانية منذ عام 2013 عندما تقدم لخطبتها. من جهته أكد الدكتور خالد أبو دوح أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج أن الثأر فى صعيد مصر لا يسقط مع الزمن ولا يمحوه السنون، لأنه من أقوى التقاليد ولكن ما يجرى فى الآونة الأخيرة بالثأر من النساء ظاهرة جديدة لأنه لا يؤخذ إلا من الرجل فقط القادر على حمل السلاح والدفاع عن نفسه، كما يقضى بعدم التعرض للنساء والأطفال بالأذى، وأن إيذاء المرأة كفيل بوصم الرجل بالعار ويعرض مركزه الاجتماعى للخطر، كما أنه يضر بسمعته داخل وخارج قبيلته، مؤكدا أنه من تقاليد الثأر وقوانينه المتعارف عليها أن المرأة تلعب الدور الرئيسى فى التحريض على الثأر وبث الكراهية فى نفوس الأطفال منذ الصغر وتسميم أفكارهم وإرغامهم على حمل السلاح للأخذ بالثأر، ولكن لا أحد يفكر بأخذ الثأر من المرأة وذلك يرجع إلى تغير ثقافة المجتمع حيث خرجت السيدات للتظاهر فى الشوارع كما ان كل أدوات العنف أو الأخذ بالثأر باتت حاليا فى يد الجميع وخاصة العائلات المتخاصمة لاسيما بعد ثورة 25 يناير وانتشار الأسلحة بصورة كبيرة إضافة إلى أن أجهزة الدولة كانت ضعيفة فى مواجهة العنف بجميع أنواعه سواء للرجل أو المراة أو التصدى للأشكال الثأر بالصعيد إذ إن مواجهة العنف لا يتطلب الجهاز الأمنى فقط بل يتطلب حلولا أخرى كرفع المستوى المعيشى للفرد وتوفير الأمن والأمان وجهاز إعلامى يكون على قدر من المسئولية لوعى المواطنين. وأضاف أبودوح أنه بعد انتشار تلك الحوادث الجديدة من نوعها علينا فلابد أن نكون على يقين بأننا حاليا نعيش فى مجتمع غير سوى وغير سليم فأهالى الصعيد مقتنعون تماما بأن الأخذ بثأرهم أكثر شرفا مثلا من حوادث الاغتصاب للأطفال التى تجرى بالوجه البحرى، مؤكدا ان الجمعيات الأهلية لا تقوم بعملها التى أنشئت عليها فهى مشروع مرتبط بأجندة معينة ولا تقوم بدورها كما ينبغى.