ظهرت أول كمامات عند مكتب تسجيل المسافرين في مطار الرياض قبل رحلة الصباح الباكر من العاصمة السعودية إلى جدة، حيث أثارت عودة مفاجئة للإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) مخاوف بين بعض السكان. وفي مطار جدة وضع معتمر متوجه إلى مكة كمامة على وجهه، وعلى مقعد قريب كانت امرأة تعدل كمامتي ولديها الصغيرين. كل ذلك علامة على المخاوف في هذه المدينة الواقعة على البحر الأحمر بعد حدوث زيادة نسبتها 47 في المئة الشهر الماضي في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الذي جرى اكتشافه في السعودية قبل عامين والذي قد يسبب سعالًا وحمى والتهابًا رئويًّا. ومن بين 91 حالة جديدة أعلنت في المملكة في أبريل كانت 73 حالة في جدة، وكثير من الحالات المصابة بين عاملين في مجال الرعاية الصحية. قالت لمياء القزاز وهي ممرضة سابقة تقيم في جدة منذ فترة طويلة عن الأيام الأولى لتفشي الفيروس عندما اجتاحت الشائعات المدينة "كل معارفي.. أصدقائي.. جيراني.. أقاربي.. تركنا بدون أي توعية.. كان هناك كثير من الارتباك. العائلات أبقت أبناءها في البيت. الناس كانت تخشى الذهاب للمستشفيات في المواعيد المحددة لإجراء كشف طبي". وقالت رولا (35 عامًا) وهي أيضًا من سكان جدة إن كثيرًا من صديقاتها خائفات، وقالت: "عم صديقتي توفي قبل يومين بعد الذهاب إلى مستشفى، لم أذهب إلى الجنازة؛ لأني أخشى أن يكونوا قد أصيبوا بالفيروس، كل من ذهبوا (إلى الجنازة) كانوا يضعون كمامات". وزاد الذعر العام بسبب انتشار شائعات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عن حالات لم يتم تشخيصها، وكذلك بسبب اتهامات للحكومة بالتستر وعدم كفاية إجراءات النظافة في بعض المستشفيات. ونفت وزارة الصحة هذه الاتهامات، لكن السلطات وجدت صعوبات في المراحل الأولى من تفشي الفيروس للسيطرة على الخطاب الموجه للجمهور بإصدار تحذيرات صارمة ضد انتشار الشائعات. تقول منظمة الصحة العالمية: إنها "تشعر بقلق" وعرضت المساعدة في تحري تفشي الفيروس في السعودية وفي الإمارات. ومنذ ظهور فيروس كورونا لأول مرة في أبريل عام 2012 تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بنحو 253 حالة أكدت الاختبارات المعملية إصابتها بالفيروس بينها 93 حالة وفاة، وبينما تتركز الغالبية العظمى للحالات في السعودية ظهرت حالات كذلك في الأردن والكويت وعمان وقطر وأوروبا وشمال أفريقيا وآسيا.