فشل البرلمان اللبناني، الأربعاء، في انتخاب رئيس جديد للبلاد في الجولة الأولى للتصويت إذ لم يحصل المرشح الأبرز الزعيم المسيحي سمير جعجع على النسبة المطلوبة وهي ثلثا الأصوات. وينبغي أن يختار البرلمان خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي ينهي في 25 مايو فترة حكم استمرت ست سنوات، ولكن الانقسامات العميقة بشأن الحرب في سوريا المجاورة، أعاقت الاتفاق على الرئيس الجديد الذي يجب أن يكون مسيحيا مارونيا. وفاز جعجع وبدعم من كتلة 14، التي تعارض الرئيس السوري بشار الأسد بثمانية وأربعين صوتا في جلسة حضرها 124 نائبا من جملة أعضاء المجلس البالغ عددهم 128. أما نواب قوى الثامن من وفي طليعتهم حزب الله الشيعي الذي يقاتل في سوريا دعما للأسد في مواجهة المسلحين المتشددين السنة والمقاتلين الأجانب فاقترعوا بأوراق بيضاء بلغ عددها 52. وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ختام إحصاء الأصوات: "إن عدد المقترعين 124 والأوراق البيضاء 52 والدكتور سمير جعجع 48 وهنري حلو 16 وأمين الجميل واحد وسبعة ملغاة." وأعلن بري أن جلسة الانتخاب الثانية ستكون يوم الأربعاء المقبل (30 ابريل)". وبعد جلسة مجلس النواب تحدثت ستريدا جعجع زوجة سمير جعجع، وهي عضو في مجلس النواب للصحفيين خارج المجلس، قائلة: "برأيي اللي صار جوه هو عرس ديمقراطي وإنما كنت بأفضل أنه بدل ما يحطوا أوراق بيض يسموا مين المرشح تبعهم. برأيي كان بيكون القصة أهم وأحسن وما ينسحبوا من الدورة الثانية، لأن كان الرئيس بري عم بيفتش على بعض الزملاء أن وين هم. بدنا نرجع نحدد الجلسة التانية هلا ونروح على التصويت وانما اختفوا عن الساحة." وأضافت، "طبعا نحن معركة بلشناها مكملينها.. ما راح نوقف فيها. وأنا برأيي كبداية 48 صوت جيدين جدا." وغادر كثير من أعضاء مجلس النواب غالبيتهم من قوى 8 جلسة المجلس قبل أن تنتهي لذلك لم يستطع رئيس المجلس بري تحقيق النصاب القانوني لإعلان الجلسة الثانية مباشرة. وقال النائب أحمد فتفت من تيار المستقبل المنضوي تحت عباءة كتلة 14 آذار للصحفيين بعد الجلسة: "بالنسبة لنا ما جرى كان بمثابة ديمقراطية حقيقية. أنقذنا وحدة كتلة 14 آذار في حين رفض الآخرون مواصلة الانتخابات وخرجوا. لذلك لم نستطع المتابعة دون اكتمال ثلثي النواب في البرلمان. الخروج من مجلس النواب ليس عملا ديمقراطيا من جانب قوى 8 آذار ومن حزب الله ومن ميشال عون والزعماء. والآن ستذهب 14 آذار وتبحث النتائج لتقرر كيف تتابع تلك المعركة. برأيي ان الأمر جيد كخطوة أولى." وتبين أثناء الفرز وجود بطاقات باطلة ترشح رئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامي والزعيم المسيحي داني شمعون وأطفاله وعددا من القتلى الذين اتهم جعجع باغتيالهم إبان الحرب الأهلية. وحُكم عليه بالإعدام وخفضت عقوبته إلى المؤبد قضى منها 11 عاما في السجن. وجعجع هو القيادي السياسي الوحيد الذي سجن لدوره في الجرائم التي ارتكبت إبان الحرب. وأفرج عنه بعد أن أقر البرلمان اللبناني الذي كان يضم في عام 2005 الأغلبية المعارضة لسوريا قانون العفو. ومع فشل جعجع في الحصول على الأصوات المطلوبة بات الباب مفتوحا أمام مرشحين آخرين في مقدمتهم الزعيم المسيحي ميشال عون قائد الجيش السابق والطامح للوصول إلى سدة الرئاسة منذ سنوات وقائد الجيش الحالي جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة كمرشحي توافق في حالة فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد في الجولة الثانية.