أمام مرسى الأتوبيس النهري بكورنيش النيل في الجهة المقابلة لمبنى ماسبيرو، يقف العشرات من العائلات المصرية في صفوف متراصة، آملين أن يأتي عليهم الدور للحاق بالأتوبيس، وقضاء رحلة نيلية لبضعة دقائق، مقابل جنيه واحد للتذكرة. ومن جانبها، حرصت قوات الشرطة على التواجد بكثافة أمام كورنيش النيل، برفقة العديد من العاملين بمحافظة القاهرة، لتنظيم المرور وتسهيل على المواطنين استقلال الأتوبيس النهري والمراكب النيلية الأخرى، ولكن هذه الصورة الجميلة على بساطتها تلطخت بالمخالفات والانتهاكات، التي يرتكبها أصحاب المراكب في غيبة الرقابة. امتلأ الأتوبيس النهري بالركاب الذي لا يسع إلا 90 فردًا، بعضهم جلس على الأرض، ووصل عددهم إلى نحو 160 راكبًا، وهو ما يخالف شروط السلامة التي تحددها الهيئة العامة للنقل النهري، فضلا على عدم وجود أطواق النجاة، والزي الخاص بالحماية في حالة غرق الأتوبيس، كما تشترط الهيئة. أحد الموظفين التابعين لمحافظة القاهرة يقول ل«الشروق»: «هذا اليوم غير عادي، بالطبع لابد أن نجد تجاوزات من البعض، ولكن نحاول قدر الإمكان توفير السلامة لهم، أما عن أطواق النجاة، فمن المستحيل أن يتم توفير طوق لكل راكب خاصة فى هذا اليوم المزدحم». حال المراكب النيلية، لم يختلف كثيرًا عن الأتوبيس النهري، التي تضاعفت أعدادها من 120 مركبًا مرخصًا قبل الثورة إلى 400 فى محيط ماسبيرو والتحرير بوسط القاهرة، منها نحو 270 مركبًا غير مرخص، ورصدت «الشروق» وقوف فتاة على حواف أحد المراكب النيلية، تبدو دون العشرين من العمر، وقد ارتدت عباءة سوداء، حيث بدأت في الرقص، وخلال النزهة النيلية التي تتراوح مدتها ما بين 15 و20 دقيقة لا تنقطع الفتاة عن الرقص. صاحب أحد المراكب قال ل«الشروق»: «أجر الفتاة غير محدد إحداهن، قد تطلب 50 جنيهًا مقابل الرقص طوال اليوم، وقد تطلب أخرى 10 جنيهات مقابل دور واحد فقط».