«الفيلم العربي الأبيض والأسود.. الشيخ الشعراوي.. عالم الحيوان».. ثلاثية شهيرة كانت تُعرض على التليفزيون كل يوم جمعة.. لن تنساها أجيال الثمانينيات والتسعينيات مهما طرأ على طقوس حياتها المزيد من محتويات الإعلام وتلونت الشاشات مساء كل يوم ببرامج «التوك شو» وامتلأت كل صباح بتقارير إخبارية ومسلسلات عربية وإعلانات أفلام مواسم عيدي الفطر والأضحى.. والدراما الوافدة بين كوري وتركي وهندي مُدبلج. اكتمل صباح اليوم برحيل آخر أبناء هذا الجيل، الركن الأخير في هذه الثلاثية.. صاحب الصوت الإذاعي المُميز «محمود محمد عطا جاد سلطان»، الشهير ب«محمود سلطان» الذي ارتبط اسمه بواحد من أشهر البرامج وهو «عالم الحيوان». توفي سلطان اليوم بعد تدهور حالته الصحية، إثر إصابته بكسر في القدم نتيجة سقوطه على الأرض بمنزله، وإصابته بجلطات مختلفة، مما أدى إلى دخوله العناية المركزة بعد أن ساءت حالته الصحية. «كبير المذيعين» «محمود سلطان» الذي وُلد بالقناطر الخيرية في 15 نوفمبر 1940 وتخرّج في كلية الآداب قسم التاريخ عام 1965، بدأ رحلته الإعلامية بالبرنامج الإذاعي الموجه عام 1966، ثم انتقل إلى إذاعة صوت العرب وأصبح «كبير المذيعين». «الظهور على الشاشة» بالتوازي مع عمله الإذاعي، كان التليفزيون صاحب الشكل «الصندوقي» قد وجد صداه في البيوت المصرية وفي نفس سُلطان أيضًا، حيث قرر العمل بالمجال التليفزيوني والظهور على الشاشة لأول مرّة لقراءة موجز الأخبار أمام الكاميرا - مع الاحتفاظ بموقعه خلف الميكروفون - والمشاركة ببرنامجه الأشهر «عالم الحيوان». «قلب الحدث» سُرعان ما أصبح سلطان ضمن المُذيعين الأشهر والأقرب لدى مشاهدي التليفزيون، ليشارك في التغطيات من قلب الحدث وينقل على الهواء عددًا من أهم الأحداث، ومن بينها إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1975، بالتعاون مع الإعلامية همت مصطفى. «العمل السياسي» انضم سريعًا إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC ) ليسافر إلى لندن عام 1989، ثم عاد سلطان إلى مصر، وقرر خوض العمل السياسي والترشح في الانتخابات البرلمانية عام 1995 واستمر حتى نهاية عام 2000، حتى بلغ سن الستين والخروج من التدرج الوظيفي إلى «المعاش» عقب تقلده لمناصب كبير المذيعين ثم نائب رئيس قطاع الأخبار والمستشار من الدرجة الأولى. «كلية الإعلام» لم ينتهِ عمله الإعلامي، فقد دعته كليات الإعلام والمنتديات الإعلامية للاستفاده من خبراته ليُشارك بالتدريس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وكلية إعلام 6 أكتوبر، وكلية إعلام عين شمس، والإشراف على تدريب أجيال من الإذاعيين والصحفيين في العديد من المؤسسات الإعلامية ومن بينها «الشروق». «الإعلاميين الأحرار» حصل سُلطان على عدد من شهادات التقدير والدروع والأوسمة ومن بينها وسام سيناء؛ تقديرًا لعمله على جبهة القتال خلال حرب أكتوبر 1971، والدورة الخامسة عشرة لمهرجان الإعلام العربي في ديسمبر عام 2010. وكانت جماعة الإعلاميين الأحرار في ماسبيرو قد رشحته مع الإعلامي حمدي قنديل؛ لتسيير أعمال مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلال الفترة الأخيرة. وانتهت حياة محمود سُلطان عن عُمر يناهز 74 عامًا عقب حالة صحية حرجة أرقدته بمستشفى الأنجلو الأمريكية منذ ثلاثة أسابيع. شاهد بالفيديو: من أرشيف حلقات عالم الحيوان