ميدان الجيزة.. لا تحاول تجربة سماع صوتك.. هنا لا صوت يعلو فوق صوت الضوضاء.. باعة جائلون لا يتوقفون عن النداء على بضاعتهم.. وسط الطريق تتعالى صافرة «السايس» وعبارته «رُد عجلك يا باشا».. هنا ميدان الجيزة، هذه البقعة التي لا تنطفئ ولا تهدأ أبدًا.. هذا المكان أيضًا الذي لابد أن تجد ضالتك به مهما كانت «من الإبرة للصاروخ». بعد قرار الحكومة الممثلة في الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، وتيسير عبد الفتاح، رئيس حي جنوبالجيزة، بحصر الباعة الجائلين المتواجدين بالميدان، تمهيدًا لنقلهم للأماكن التي خصصها لهم الحي بعيدًا عن الميدان، وإلا ستكون مصادرة بضائع البائع هي الرد في حال عدم الالتزام، بل ولن يستردها أو يُوقّع على مصالحة قانونية. حي جنوبالجيزة بدوره لفت إلى أنه تم تشغيل 10 كاميرات تم تركيبها بنفق الجيزة لضبط انتظام العمل داخل النفق، ورصد أي مخالفات من الباعة أو في حركة السيارات أو من جانب المشاة، بالإضافة إلى 5 كاميرات أخرى لتطوير شارع ربيع الجيزي بتكلفة 4 ملايين جنيه. «بوابة الشروق» قامت بجولة في ميدان الجيزة، صباح الأربعاء، حيث أول أيام تطبيق قرار المحافظة والحي، واتضح أن الأمر على ما كان عليه، ولم يتغير المشهد الممتلئ بالضوضاء والزحام والسيارات والمارة، وكلٌّ ينادي على بضاعته. وقال أحد بائعي الميدان- رفض ذكر اسمه- «سمعنا قرار الحكومة بقالنا كتير، لكن كله كلام كدب!.. قالوا هيدونا "أكشاك" بيع قدام وزارة الزراعة، لكن الوزارة رفعت قضية وإدوا الأكشاك لبتوع الورد». «إحنا غلابة نضيع نموت نولع بجاز مش مشكلة بالنسبة لهم» بهذه العبارة اشتكى أحد الباعة، الذي تحدث بمرارة عن مصير أبنائه الستة وزوجته، ثم أضاف: «إحنا ناس درجة عاشرة». وأكمل حديثه مضيفًا: «البلدية ورانا كل يوم ولسه دافع لهم غرامة، وآخر مرة اتسرقت نص البضاعة». وتمنى الرجل صاحب ال55 عامًا من المرشح المحتمل للرئاسة عبد الفتاح السيسي أن ينظر إلى حالهم، قائلا: «يا ريت السيسي يشوف حالنا علشان إحنا اتبهدلنا على الآخر.. في عرض النبي البضاعة دي جت بالموت وأنا بصرف على ولادي من عند ربنا».