«أنا بكل تواضع أتقدم لكم معلنا اعتزامي الترشح لرئاسة الجمهورية» .. تلك هي الكلمات التي خرجت على لسان المشير عبد الفتاح السيسي واستقبلها ملايين المصريين والعالم بأسره في خطابه الخير على التليفزيون المصري والذي قرر فيه خلعه الزي العسكري بعد 45 عاما من الخدمة داخل صفوف القوات المسلحة تمهيدا لخوضه المعترك الرئاسي. خطاب القائد العام للقوات المسلحة السابق استقبله خبراء السياسة ومقدمو البرامج الحوارية برؤى تحليلية متباينة لم تقتصر فقط على اللغة الخطابية للمشير وإنما شملت زي المشير والخلفية التي تضمنت صورة للزرع والخضرة وكذلك تعبيرات وجهه منهم من قال «المشير يشعر بآلام الناس» ، ومنهم من قال «علامات الحزن على وجهه لتركه الجيش» وأخيرًا من قال «لغته مزيجا بين العامية والفصحى وهو أسلوبه من 30 يونيو» «الخطاب مليء بالصدق والصراحة والعمق والبساطة» «شعرت بالراحة والسعادة» هكذا قال اسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية عندما سأله الإعلامي عمرو عبد الحميد عن ردود أفعاله حلو خطاب المشير عبد الفتاح السيسي والذي أعلن فيه قراراه الأخير بالترشح للرئاسة واستقالته من منصبه كوزير للدفاع. وتابع حرب حديثه قائلا " الخطاب يعكس شخصية السيسي هذه الشخصية التي تعرف عليها المصريين منذ يوم 3 يوليو عقب اعلان خارطة الطريق كما تضمن الخطاب معاني الصدق والبساطة والعمق والرفق بالشعب المصري والإحساس بما عاناه المواطن على مدار السنوات الماضية". وختم رئيس حزب الجبهة الديمقراطية حديثه قائلا " هذا الخطاب غير تقليدي وحديث السيسي غير تقليدي ولا يحتوي على الجمل الانشائية والخطب العصماء التي تعودنا عليها من الرؤساء السابقين فضلا عن طابع عاطفي عالي للغاية يعكس نوع من الصراحة في التعامل مع المواقف والمصاعب التي تواجه مصر". «علامات الحزن على وجه المشير» قال ياسر رزق، رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم، والذي حل ضيفا على قناة «الحياة» عقب خطاب المشير السيسي، «انا ظني ان الخطاب كتب بيد عبد الفتاح السيسي وبعباراته المعتادة والتي كانت أقرب للعامية وهو بالضبط اللواء عبد الفتاح السيسي الذى قابلته من قبل عندما تحدث عن الطريق ل25 يناير ومنها لفبراير ثم تصوره للمستقبل وهو رجل منظم في أفكاره ومرتب». وختم حديثه قائلا، "في عباراته جمل «تليغرافية» ولا يسهب في الاوصاف ولا يختصر في المعاني وصريح وكانت هناك علامات حزن على وجهه لفراقه للقوات المسلحة وانه مستعد للموت والشهادة في سبيل القوات المسلحة التي قضى 45 عاما في خدمتها". «السيسي على كرسي متواضع وورائه خضرة» قال الدكتور عمار علي حسن، استاذ علم الاجتماع السياسي، الذي حل ضيفا على قناة «النهار» عقب خطاب المشير السيسي "كانت هناك حالة ترقب في الاعلام والأوساط السياسية لإعلان السيسي عن موقفه النهائي اما على مستوى البيان شكلا ومضمونا فالشكل والطريقة التي ظهر بها السيسي معدة بعناية وليست اعتباطية وربما اراد ان يوصل رسالة ما والشكل يعول عليه في التسويق والسياسي والدعاية حيث ظهر جالسا على كرسي ليس فخيما والى جانبه العلم المصري وورائه خضره وهذا يرمز للوطنية". وتابع حديثه قائلا، "ارتدى السيسي الزي العسكري الخاص بالميدان وليس البدلة العسكرية التي اعتاد ارتدائها في الحفلات وظهر حسر الرأس وتحدث باللغة العامية حتى يصل الى أقرب عدد من المواطنين البسطاء". «السيسي خنق دموعه في مشهد درامي» فيما قالت تهاني الجبالي، نائب المحكمة الدستورية السابقة، تعليقا منها على خطاب المشير عبر مدخلة هاتفية على قناة «أون تي في» "انا أشعر بالفخر بان مصر انجبت هذا القائد وعموما هذه حالة استثنائية في تاريخ الشعوب ويجب أن نقرا المشهد بعناية وهو لم يكن طالب سلطة". وتابعت حديثها قائلة، "الشعب المصري هو من استدعى المشير، وهناك حالة من الاحتشاد الوطني حوله، وشعرنا بأنه يخنق دموعه على تركه للزي الذي استمر فيه كثيرا وتبدوا لحظة درامية وفارقة، وأنا أشعر بالفخر لأن القائد استجاب لإرادة الشعب المصري، وأعلم جيدا بأنه تحدث بكلمات بليغة عن معالم رؤيته، ومهام المرحلة الوطنية القادمة، ومن الواضح أنه تحدث بشكل دقيق حول تحديات في الداخل والإقليم والمجال الدولي وتحدث عن استهداف مرتبط بمصر والأمة العربية وتحدث عن خطورة اللحظة". «خطابه خطوه مهمة في استعادة مصر» ومن جانبه، قال مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة «الوطن» ومقدم برنامج «لازم نفهم» على فضائية «سي بي سي»، "يجب أن نضع عنوانًا لخطاب المشير السيسي اليوم، ولم أجد أفضل من أن هذا البيان عنوانه كالتالي .. «خطوة مهمة.. استعادة مصر وبنائها». وتابع حديثه قائلا، "على عكس المتوقع، تضمن بيانه ملامح من برنامجه الانتخابي والذي ركز على نقاط أساسية تتعلق بهموم وأزمات الوطن السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبطالة الشباب". «خطابه مزيجا من العامية والفصحى» أما إبراهيم عيسى، مقدم برنامج «25/30»، على فضائية «أون تي في»، فقال، إن "اللغة التي تحدث بها المشير عبدالفتاح السيسي، في خطابه، كانت مزيجًا بين الفصحى والعامية مثل خطاباته السابقة لجيشه وشعبه، وهذه هي طريقته في الحياة، وهي تعبر عن تلقائية حالته اليومية، سواء في جلساته المغلقة والمفتوحة". ووصف إعلان السيسي الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية ب«الطيب» موضحًا أن "هناك صياغات أكثر قدرة تلائم جلالة الموقف، وواضح جدا أنها صياغة وضعها السيسي لنفسه، وأعتقد ان الناس تلقت الخطاب بانشراح".