«أقف أمامكم الليلة للمرة الأخيرة بزي عسكري»، «بكل تواضع أعلن لكم اعتزامي للترشح لرئاسة الجمهورية» بهذه الكلمات أنهى المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق جدلاً دار على مدي تسعة أشهر حول ترشحه لرئاسة الجمهورية خلفاً للدكتور محمد مرسي الذي عزله الجيش في يوليو الماضي إثر احتجاجات شعبية ضد حكم الإخوان. بوابة الشروق ترصد محطات الفريق السيسي السياسية بداية من تعيينه وزيراً للدفاع في حكومة مرسي، مروراً بعزل رئيس الجمهورية، وما تبعه من أحداث وصولاً إلي إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية الليلة. 12 أغسطس: «ترحيب إخواني» بوزير دفاع الثورة عقب حادث مقتل الجنود في سيناء في أغسطس عام 2012، أحال الرئيس المعزول محمد مرسي المشير محمد طنطاوي، وقيادات المجلس العكسري إلي التقاعد، وعين الفريق عبد الفتاح السيسي حينها وزيراً للدفاع ورئيساً للمجلس الأعلي للقوات المسلحة. ورحب الإخوان بخطوة تعيين السيسي وزيراً للدفاع بشكل بشكل كبير، وأثار ترحيبهم البالغ بتعيينه الأقاويل حول انتمائه لجماعة الإخوان الملسمين، فقد نشر الموقع الرسمي للحرية والعدالة موضوعاً صحفياً بعنوان «عبدالفتاح السيسي وزير دفاع بنكهة الثورة» وامتدح الموضوع السيسي قائلاً إن "له مواقف تختلف عن باقي أعضاء المجلس الذي ظل ممسكاً بزمام السلطة في البلاد منذ 11 فبراير 2011 وحتى الآن. فكانت له تصريحاته التي هاجم فيها التعامل العنيف للأمن مع المتظاهرين بُعيد الثورة المصرية المجيدة، فقد صرح من قبل أن هناك حاجة ماسة لتغيير ثقافة قوات الأمن في تعاملها مع المواطنين وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة أو التعذيب" 15 أغسطس: مبارك لا يعين "إخوانيا" مديرا للمخابرات أمام انتشار الشائعة سارعت صفحة «أدمن صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة» بالنفي التام، وقالت الصفحة أن «وزير الدفاع قد تقلد كل مناصبه القيادية في عهد المجلس الأعلى السابق وحتى الوصول إلى منصب مدير المخابرات الحربية، وأنه تقلد منصب مدير المخابرات الحربية في عهد الرئيس السابق والذي لابد من موافقته حتى يتم تعيين مدير المخابرات الحربية، والجميع يعرف مدى عداء النظام السابق للإخوان المسلمين». الجمعة 1 مارس 2013: «الجيش المصري بتاعنا والسيسي بقى تبعنا» المئات يحتشدون أمام المنصة والنصب التذكاري بمدينة نصر مرددين هتافات "الجيش المصري بتاعنا والسيسي بقى تبعنا"، "يا سيسي خد قرارك الشعب المصري في انتظارك".. خرجت المظاهرات بدعوة من توفيق عكاشة والمستشارة تهاني الجبالي تحت اسم «دعم الجيش»، «لا لأخونة الجيش» رغم عدم وجود حديث رسمي او وقائع معلنة توضح طبيعة المقصود باخونة الجيش. وسط فاعليات المظاهرة بدأ بعض المتظاهرين بجمع توكيلات للسيسي بإدارة البلاد وطالبه البعض من على المنصة الرئيسية بضرورة التصدي لما أسموه ب«أخونة الدولة». الأحد 23 يونيو: «مهلة أسبوع» .. والجميع يعتبر السيسي في صفه قبل مظاهرات 30 يونيو بأسبوع.. في الندوة التثقيفية الخامسة، التي نظمتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء.. قال السيسي: "إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها".. "لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله".. "لن نسمح بترويع الشعب وسنتدخل لمنع الاقتتال الداخلي". الرسالة التي وجهها السيسي لكافة الأطراف أربكت المشهد السياسي. فهو لم يوضح الخطوات التي ستتخذها القوات المسلحة لمنع الاقتتال الداخلي أو في أي اتجاه أو توقيت ستكون. وحاول كل طرف تفسير التصريحات وفقا لما يتمناه من بقاء المؤسسة العسكرية في صفه. قال الدكتور جمال حشمت القيادي بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشورى، أنه لا يجب أن يلمح أحد أن هناك خلافا بين مؤسسة الرئاسة والجيش. وأضاف "حشمت" في مداخلة على قناة الحياة حول بيان الفريق السيسي، "اعتقد أن بيان السيسي لم يكن منفردا به، بل كان بالتنسيق مع القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الرئيس محمد مرسي". وقال الكتاتني، في تصريح على صفحته على فيس بوك مساء الأحد 23 يونيو : "تصريحات الفريق السيسي عبرت عن مدي انزعاج المؤسسات الوطنية جميعها ومن بينها المؤسسة العسكرية، من عمليات العنف التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي تحت دعاوى التظاهر" بينما قال مصطفى بكري: "المقصود بالمهلة أنها مهلة لرحيل النظام والرئيس محمد مرسي، لأن القوى السياسية كلها اجتمعت على ذلك وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة" 26 يونيو 2013: مرسي يخطب والسيسي يصفق بعد خطاب امتد لقرابة الثلاث ساعات للرئيس المعزول، ظل السيسي محور اهتمام المشاهدين.. "صفق لمرسي أم لم يصفق؟"، "أسباب حضوره؟"، "هل للخطاب تأثير على المهلة التي قررها؟"، "تعبيرات وجهه؟".. ليبقى خطاب مرسي فصلا من الغموض الذي يحيط بعلاقة السيسي بمرسي والإخوان. أعاد حضور السيسي بهذه الصورة الشك في دعمه للمعزول ، الناشطة نوارة نجم كتبت على حسابها في «تويتر»: "السيسي مع مرسى، والجيش نازل بأوامر مرسى، والسيسي كان بيصفق لمرسى امبارح" مصطفى بكري كتب على حسابه بموقع «فيس بوك»: "لماذا حضر السيسي لقاء الرئيس مرسي وصفق لكلماته في وقت غاب فيه شيخ الازهر والبابا؟" 30 يونيو: أعلام وهدايا تختار المتظاهرين. حلقت طائرات القوات المسلحة فوق الملايين من المتظاهرين بالتحرير والاتحادية، وألقت أعلام مصر تحية لهم، في حين غابت تلك الأجواء عن اعتصام أنصار مرسي بمحيط مسجد رابعة العدوية وهو ما اعتبره معارضو مرسي رسالة طمأنة لهم. 1 يوليو: مهلة 48 ساعة "شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق"، "إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسؤولياتها".. كان هذا جزءا من البيان الذي ألقاه المتحدث العسكري تعليقا على أحداث 30 يونيو. "منصة رابعة" تجاهلت التعليق على البيان بأي شكل، وواصلت الهتاف : "اثبت يا مرسي"، بينما منصة التحرير تواصل هتافاتها ومن بينها: "الجيش والشعب.. إيد واحدة" 3 يوليو: آخر كلام.. السيسي مع من؟ مرت ال48 ساعة المعلن عنها ولم يصل أحد لاتفاق.. العد التنازلي انتهى وحان وقت تدخل المؤسسة العسكرية لحسم الصراع بين الرئاسة ومعارضيها. "منصة رابعة" تهتف: "اصحى يا سيسي.. مرسي رئيسي"، بعد توارد الأنباء عن عقد السيسي اجتماعا مع البرادعي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وممثل عن حركة تمرد وآخر عن حزب النور في غياب الرئاسة وبحضور ممثل عن حزب الحرية والعدالة، ثم تتوارد الأنباء عن رفض الكتاتني حضور الاجتماع. مرت الساعات لينتهي الاجتماع ويعلن عن مؤتمر صحفي بعد قليل، ليظهر المجتعمون ويعلنون عزل الرئيس محمد مرسي وتولي المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت واسقاط الدستور وحل مجلس الشورى، كما أعلن المؤتمر عن تفاصيل خارطة الطريق. 26 يوليو: التفويض الصراع لم ينته بعزل مرسي.. وأنصاره ما زالوا معتصمين برابعة العدوية والنهضة.. وفي 24 يوليو في حفل تخريج الدفعة 64 بحرية والدفعة 41 دفاع جوي بمقر كلية الدفاع الجوي بالاسكندرية، دعا السيسي الشعب المصري إلى النزول إلى الميادين يوم الجمعة 26 يوليو لتفويضه بمحاربة "الإرهاب"، والذي كان اعتصام رابعة جزءاً منه، بالنسبة للكثيرين. وفي 26 يوليو خرجت مسيرات حاشدة من جموع الشعب المصري إلى كافة ميادين مصر لإعلان تفويضهم للسيسي. 14 أغسطس: آخر كلام.. السيسي أم الداخلية؟ التفويض لم يفتح للقوات المسلحة طريقا لفض اعتصام رابعة، فقد انتقلت مهمة فض الاعتصام من كاهل الجيش إلى الحكومة، ومنها إلى الداخلية التي تم تكليفها باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لفض الاعتصام، وظهر أن القرار قادم من الوزارة التي ألقى وزيرها البيان الرسمي يومها وليس السيسي. 12 فبراير أول ظهور للسيسي ببدلة مدنية خلال زيارته لموسكو ظهر المشير السيسي ببدلة مدنية، وكان ذلك أول ظهور للفريق السيسي بالبدلة المدنية، الأمر الذي اعتبرته العديد من الصحف العربية خطوة تسبق خطو ترشحه إلي الرئاسة. زي «السيسي» المدني.. حديث الصحف العربية 17 فبراير: السيسي بصحبة زوجته في يوم 17 فبراير الماضي نشرت صفحة المتحدث العسكري صوراً تجمع الفريق السيسي مع زوجته المحجبة ف احتفالية تكريم القادة المحالين إلي سن التقاعد. زوجة السيسي تختطف أضواء «تويتر» ب«ايه اللي وداها هناك؟» في أول ظهور تلفزيوني لها 9 مارس: السيسي يطلق مشروع إسكان لمحدودي الدخل في يوم 9 مارس نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، أن المشير عبدا لفتاح السيسي أطلق مشروع لبناء مليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل، يشارك في المشروع شركة أرابتك الإمارتية التي تمول المشروع مع القوات المسلحة، خلال الخمس سنوات القادمة. واعتبر الكثيرون إطلاق هذا المشروع عبر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري بداية للدعاية الانتخابية لترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية. 26 مارس: استقالة وإعلان ترشح للرئاسة والليلة ظهر المشير عبد الفتاح السيسي في بيان رسمي ببدلته العسكرية للمرة الأخيرة، عبر التلفزيون المصري معلناً اعتزامه الترشح لرئاسة الجمهورية. أقرأ أيضاً: بالتواريخ: رحلة «السيسي» من «رجل الإخوان» في 2012 حتى «عدو الجماعة» في 2013