دمشق فوتت الموعد النهائى ولم تسلم سوى 5% من الكيميائى.. واتهامات لها بإخفاء جزء من ترسانتها فى 19 مارس 2013، نشر نشطاء معارضون صورا تظهر عشرات المدنيين يعانون حالات اختناق شديد، ولا تبدو عليهم آثار جروح، فضلا عن قتلى، فى حى خان العسل، قرب محافظة حلب، شمال غربى سوريا. فثارت اتهامات للقوات النظامية بشن هجوم بالغاز السام، ما أنكرته الحكومة، تماما كما أنكرت واقعة مماثلة الشهر التالى. لكن فى ال21 من أغسطس من العام نفسه حدث ما هز الرأى العام العالمى، إذ سقط حوالى 1300 قتيل، معظمهم أطفال ونساء، فى الغوطة الشرقية بريف دمشق، فضلا عن آلاف المصابين، فاتهمت المعارضة والولايات المتحدة القوات النظامية بشن هجوم كيميائى، ما نفته دمشق، متهمة واشنطن بمحاولة اختلاق ذريعة لتدخل عسكرى. وأوشك الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد، قبل أن يوافق الأسد، وتحت ضغط الحليف الروسى، على تسليم ترسانته الكيميائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها، تحت إشراف دولى. واتفقت دمشق مع المنظمة على جدول زمنى لنقل هذه الترسانة، إلا أن سوريا لم تف بالمواعيد المقررة، إذ فوتت الموعد النهائى لتسليم المواد الأكثر خطورة، فى 31 ديسمبر 2013، وموعدا ثانيا فى 5 فبراير الماضى، لتسليم دفعة ثانية تضم كل مخزونها من السلاح الكيميائى. فلم تغادر الأراضى السورية سوى شحنتين من العناصر الكيميائية يومى 7 و27 يناير الماضى، عبر ميناء اللاذقية، بينما تأخر تسليم شحنة جديدة مطلع مارس الجارى، بحسب موقع قناة «العربية». وبحسب مصادر مقربة من المنظمة لم تسلم سوريا إلا 5% من ترسانتها، وسط تهديدات غربية باستخدام القوة لتجريدها من تلك الترسانة. ووفقا للجدول الزمنى، فإن العناصر الكيميائية سيتم تدميرها فى المياه الدولية على متن السفينة «إم. إف كاب راي»، التابعة للبحرية الأمريكية، على أن تتمركز سفن دانماركية ونرويجية فى قبرص، لمواكبة سفينتى الشحن اللتين تحملان العناصر الكيميائية من اللاذقية. بعدها تنقل سفينتا الشحن العناصر الكيميائية إلى مرفأ إيطالى، ثم تحمل على متن السفينة الأمريكية، قبل أن تعود السفينتان إلى اللاذقية لنقل آخر العناصر الكيميائية الأقل خطورة. وجرى الاتفاق على أن تقدم فنلندا خبراء فى عملية إزالة التلوث، وتقدم روسيا سفنا لضمان أمن العمليات البحرية فى اللاذقية وفى المياه الإقليمية السورية. فيما توفر واشنطن ثلاثة آلاف حاوية لنقل أكثر من ألف طن من العناصر الكيميائية، بحسب المدير التنفيذى لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أحمد أوزوموتشو. ووفقا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية، جين ساكى، فإنه بعد «أسابيع من التراخى» وتجاوز مهلات مؤقتة، لم يتم نقل سوى أقل من ثلث مواد الأسلحة الكيماوية. وبحسب مصادر فى المنظمة، فإن سوريا ستتجاوز مهلة مؤقتة أخرى منتصف أبريل المقبل. وأمام الأسد حتى 30 يونيو المقبل للتخلص نهائيا من برنامجه للأسلحة الكيميائية. وتجاوزت الأموال المرصودة لدعم هذه الخطة الطموحة أكثر من 13 مليون دولار، بينما وعدت اليابان بتقديم 15 مليون دولار إضافية، بحسب وكالة رويترز. وتتراوح التقديرات للترسانة السورية بين ألف طن وثلاثة آلاف طن مخنة فيما بين ست و14 موقعا، وسط اتهامات لسوريا بإخفاء جزء من ترسانتها الكيميائية، وهو ما تنفيه دمشق.