«يحتفل الفرعون الجديد بيوم تتويجه تزامنا مع فيضان النيل، وفى هذه الأثناء يهتف الكهنة باسم كاهنهم الأعظم خانوم حتب، فتتصاعد المخاوف داخل الفرعون من أن ثورة يقودها الكهنة تُفتعل لإسقاطه عن العرش انتقاما منهم لتخفيضه مخصصاتهم المالية». مقطع مستوحى من رواية أديب مصر نجيب محفوظ «رادوبيس» التى لن تقرأها بقدر ما ستستمع إلى عوالمها الثورية فى موسيقى المصرى العالمى عمرو عقبة التى سيقوم بعزفها فى مهرجان «سالزبورج» بالنمسا. «العمل عبارة عن قصيد سيمفونى أطلق عليه «رادوبيس» Rhadopis، وكنت أتمنى أن أقدم هذا العمل ليصبح أوبرا، لكن هذا الأمر سيكون شديد التكلفة المادية»، يقول عمرو ل«الشروق»، استلهم الموسيقار عمرو عقبة رواية نجيب محفوظ باعتبارها رواية تاريخية ترتكز على قصة حب جمعت بين الفرعون والفاتنة رادوبيس آنذاك، ومن خلال هذه القصة تدور صراعات حول تأثير الكهنة على السلطة واستخدامهم للخطاب الدينى من أجل أغراض خاصة لا علاقة لها بالمصلحة العامة بالبلاد بقدر ما لها علاقة بمصالحهم الذاتية. يعتبر أن هذا الاستلهام له دلالاته على الوضع المعاصر فى مصر «أهدى هذه المقطوعة لأرواح ثوار مصر منذ ثورة 25 يناير»، يقول المؤلف الموسيقى الذى يعيش بين مصر والنمسا، وله حضور قوى فى العديد من المهرجانات العالمية على رأسها مهرجان «شتوتجارت» الألمانى الذى أختيرت أوبرا «الخروج إلى النهار» التى قام بتأليفها لافتتاح هذا المهرجان قبل عدة سنوات، وقدم مقطوعته «مرحلة» فى النمسا عقب ثورة يناير مصحوبة بتعريف للجمهور الدولى بأن ما يحدث فى مصر هو توابع ثورة و«مرحلة سيعقبها مراحل أخرى ثورية لم تنته بعد»، على حد تعبيره. المؤلف الموسيقى عمرو عقبة خريج معهد «الكونسرفاتوار» لا يخفى شجونا للحال الموسيقى فى مصر، رغم النجاحات العالمية التى حققها «لا يوجد اهتمام بالإبداع الموسيقى فى مصر وتحديدا بالمؤلفين الموسيقيين» ويضيف «قسم التأليف فى الكونسرفاتوار لا يلتحق به أحد تقريبا، ويفضل الطلبة الالتحاق بأقسام العزف حتى يلتحقوا بسوق العمل» ويعتبر أن الموسيقى المعاصرة التى يقدمها فى مؤلفاته تواجه كثيرا من العوائق فى مصر، أبرزها عدم تشجيع العازفين والتوعية اللازمة للجمهور، وهما الأمران اللذان يقتضيان تكلفة مادية عالية تحتاج دعما من الدولة، خاصة أن «هناك العديد من العازفين المصريين الذين درسوا فى الخارج الموسيقى المعاصرة، وأصبح لهم باع فى المهرجانات العالمية»، على حد تعبير عقبة.