المؤلفات الموسيقية القائمة علي العلم مظهر من مظاهر الحضارة والنهضة والتأليف الموسيقي أسمي أنواع الإبداع ولهذا عندما نجد أحد أبنائنا المؤلفين الموسيقيين يتم تكليفة من المؤسسات والمهرجانات العالمية ليكتب موسيقي فهذا إنجاز كبير يدعو للفخر وقد تحقق هذا مع بعض المؤلفين المصريين وخاصة الأجيال التي أتيح لها الدراسة الموسيقية العميقة. من هؤلاء المؤلف الموسيقي المصري عمرو عقبة الأستاذ بقسم التأليف بالكونسرفتوار والذي يطير غدا إلي ألمانيا لتقديم احدي مؤلفاته المميزة في المهرجان الموسيقي اكلات "eclat" بمدينة شتوتجارت.. وعمرو عقبة خريج الكونسر فتوار تتلمذ علي يد كل من د. عواطف عبدالكريم والمايسترو أحمد الصعيدي تخرج عام 1999 بعدها سافر إلي روما في إطار جائزة الإبداع ثم سافر عام 2002 إلي النمسا ليكمل دراساته الموسيقية في أكاديمية موتسارت بمدينة سالزبورج ليدرس تأليف وقيادة ويتخرج فيها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بالإجماع وذلك عام 2009 ليطير بعدها لمدة عام إلي إنجلترا في دراسة تعميقية. يعد د. عمرو أول مصري يتعمق في الموسيقي المعاصرة الحديثة وله العديد من الأعمال التي عرفت عالميا من أهمها "بلوتو واحد" وهو عمل عزف منفرد ل76 آلة والذي فاز به في مسابقة عالمية وعزف عدة مرات كان آخرها بواسطة اوركسترا بي بي سي عام 2011 بقيادة المايسترو العالمي توماس راسيل دافيد. وعمرو عقبة تعرف عليه الجمهور المصري في بدايات القرن الواحد وعشرين حين عزف له السيمفوني مقطوعة صور من النوبة ورابسودية للتشيللو والاوركسترا. في تصريحات ل "المساء" يقول د. عقبة: يعرض لي يوم 9 فبراير عمل ذات رؤية فلسفية بعنوان "مصر أرض الأديان" ويقوم علي فكرة أن الله واحد وأن الرسائل السماوية الثلاثة تحمل أهداف واحدة والبشر هم الذين يضعون بذور الخلاف.. العمل للأصوات البشرية فقط وفيه الأصوات النسائية تمثل السماء والأصوات الرجالي تمثل الأديان الثلاثة علي الأرض والعمل يقوم بالكامل علي الصوت البشري بدون مصاحبة موسيقية ولكن من خلال ايقاعات بشكل مبتكر قائم علي التحريف بالنغمة وقد استعنت فيه بالترانيم اليهودية المصرية وترانيم الكنيسة القبطية المصرية أما التعبير عن الدين الاسلامي استخدمت فيه مقام الحجاز وهناك نغمات الآذان وترديد لكلمة الله بأسلوب الصوفية المصرية العمل سوف يؤديه أنسامبل الموسيقي المعاصرة وسوف يقدم من خلال رؤية مسرحية وديكورية.. وسوف يعاد تقديمه في مصر في الموسم القادم. ويضيف د. عمرو: هذا ليس أول عروضي الموسيقية في ألمانيا وفي مدينة شتوتجارت بالتحديد حيث شاركت في المهرجان الدولي للموسيقي المعاصرة عام 2006 بأوبرا "الخروج إلي النهار" المأخوذ عن كتاب الموتي في مصر القديمة وقادها المايسترو الهولندي المعروف "لوكاس فيس". وعن إبداعاته القادمة يقول د. عمرو عقبة بتكليف من مهرجان سالزبورج الصيفي: أعكف حالياً علي كتابة عمل بعنوان "رادوبيس" مأخوذ من رواية نجيب محفوظ والتي تحمل هذا الأسم وسوف تعرض يوم 31 يوليو القادم.. والسؤال الذي فرض نفسه: لماذا لا يقدم هذه الأعمال في مصر بعناصر مصري؟ قال: اسلوب التناول الموسيقي لهذه الأعمال يحتاج درجة عالية من التدريب والتخصص في الموسيقي المعاصرة لم يتعود عليه العازف المصري حاليا وعن عزوفه عن القيادة رغم حصوله علي أعلي مؤهل به قال منتظر أثبت نفسي كمؤلف وسط العالم المتحضر ثم اتجه للقيادة أيضا عالميا لأنه في مصر للأسف هناك مشاكل والقيادة بالتحديد افتقدت هنا للمعايير العلمية. وعن التطور بموسيقانا يقول: لن يحدث إلا من خلال انتشار الثقافة الموسيقية وتطور نظم التدريس وتضافر الجهود الأهلية والحكومية لنواكب العالم وأعتقد أننا بموروثنا الحضاري ربما نتفوق علي العالم لكن لابد للنظر للموسيقي كأحد فروع الثقافة الهامة.