تتأهب فرنسا لوضع خطة بمليارات الدولارات للمساعدة في تحديث القوات المسلحة اللبنانية في إطار مساع دولية لتحقيق الاستقرار للبلد الذي تأثر بعواقب الحرب الأهلية السورية الدائرة على أبوابه. وتجتمع المجموعة الدولية لدعم لبنان في باريس يوم الاربعاء لتدبير المزيد من المساعدات لنحو مليون لاجيء سوري في لبنان وإنشاء صندوق لتخفيف حدة التداعيات الاقتصادية للحرب السورية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هدف هذه المجموعة هو تحاشي امتداد خلافاتنا بشأن سوريا إلى لبنان. فهذا الاجتماع سيقدم الدعم للجيش والاقتصاد وأزمة اللاجئين." كان لبنان مازال يكافح للتغلب على آثار حربه الأهلية التي استمرت من 1975 إلى عام 1990 عندما تفجر صراع أكبر بكثير في سوريا عام 2011 ليجدد انقسامات مذهبية تتجاوز الحدود المشتركة بين البلدين. ومنذ مارس الماضي تدير حكومة تسيير أعمال لبنان الذي يشهد صراعا على السلطة بين أحزاب مؤيدة لحزب الله الشيعي وكتلة منافسة تتزعمها الطائفة السنية وفاقم هذا الصراع تأييد الجانبين لطرفي الحرب في سوريا. وفيما بدا أنه انفراجة الشهر الماضي استطاع رئيس الوزراء تمام سلام حشد ائتلاف من زعماء مختلف التيارات السياسية. لكن عرقل هذا الائتلاف خلافات حول إصدار بيان سياسي لابد من الاتفاق عليه قبل اقتراع بالثقة على الحكومة في البرلمان. لكن اجتماع باريس سيعقد بحضور وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين. ودعيت السعودية لحضور الاجتماع. وكانت الرياض تبرعت بمبلغ ثلاثة مليارات دولار في ديسمبر لتطوير القوات المسلحة وطلبت من فرنسا تزويد الجيش اللبناني بأسلحة بجزء كبير من هذا المبلغ. ولم تذكر أي دولة من الدول الكبرى في مجلس الامن ما هي على استعداد لتقديمه رغم أن واشنطن سبق أن قدمت مساعدات للجيش اللبناني.