قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، اليوم الثلاثاء: إن أسعار الغاز والنفط شهدت ارتفاعًا في الأسواق العالمية، وسط مخاوف من إمكانية أن يكون للأزمة الأوكرانية تأثير مدمر على طرق الإمداد الرئيسية للطاقة إلى أوروبا. ولكن يقول محللون: إن مخزون الغاز الأوروبي المرتفع سوف يحد من اضطراب الأسواق. وأشارت بي بي سي إلى أن العقود الآجلة للغاز ارتفعت بنسبة تصل إلى 10٪ في التعاملات المبكرة، بينما ارتفع السعر المرجعي للنفط بأكثر من 2٪، وأوضحت أن التجار قلقون بشأن استقرار الإمدادات من روسيا التي توفر ربع الغاز الطبيعي الأوروبي، ويأتي نصفها عبر أوكرانيا. مع ذلك، قلل الشتاء المعتدل نسبيًّا من الطلب على وقود التدفئة، مع ارتفاع مستويات التخزين في مراكز الغاز الرئيسي بنحو 20٪ مقارنة بالعام الماضي. وفي ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز وأكبر عميل لروسيا في أوروبا، يزيد المخزون بنسبة 60٪ عن الاستهلاك، ويمكنه تلبية 60 يومًا من الطلب. الاعتماد الروسي؟ يذكر أن روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعي لأوروبا، إلا أن القارة عملت طوال العقد الماضي على التقليل من الاعتماد على جارتها، ولذلك فهي تستورد الآن أقل من 30% فقط من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، مقارنة ب45% في 2003، وفقًا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي. كما أصبحت أوروبا أقل اعتمادًا أيضًا على الرابط الأوكراني، ويعني تحسين البنية التحتية للغاز الآن أن الإمدادات يمكن أن تذهب عبر طرق بديلة في حال التعطيل. وأمام أوروبا حاليًّا خياران: إما خط أنابيب نورد ستريم الذي يمر عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، أو طريق آخر إلى ألمانيا عبر روسيا البيضاء وبولندا. وتخطط شركة «غازبروم» الروسية الحكومية أيضًا لبناء خط أنابيب تحت سطح البحر – ساوث ستريم – لتتفادى المرور عبر أوكرانيا بحلول عام 2016. وهناك أيضًا شكوك حول قدرة روسيا على تحمل تعطيل أو قطع جزء من إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، التي تقدر بحوالي 100 مليون دولار يوميًّا، ويقدر المحللون أنها تشكل حوالي 3٪ من الناتج الاقتصادي الروسي.