تحدث الزعيم الليبي معمر القذافي عن قضيتي توزيع الثروة مباشرة على الليبيين ، وإعادة بناء سلطة الشعب بكيفية جديدة. وقال القذافي في كلمة أمام أمناء المؤتمرات الشعبية ومنسقي القيادات الشعبية الاجتماعية في وقت متأخر من مساء السبت إن هاتين القضيتين يعمل لهما منذ أربعين عاما من قيام ثورة الفاتح من سبتمبر. وقدر القذافي في الكلمة التي بثتها وكالة الأنباء الليبية يوم الأحد عائدات البترول التي ستوزع على الليبيين البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بنحو 32 مليار دولار سنويا. وطالب القذافي أمناء المؤتمرات الشعبية الأساسية بألا يخشوا أن يأخذوا بشكل مباشر أموال البترول , ومسئولية إنشاء الهياكل الحكومية الملائمة التي تعزز مصالح الشعب بشكل أكبر. يذكر أن المؤتمرات الشعبية الأساسية تمثل العمود الفقري لنظام الجماهيرية الليبية وهي بشكل فعلي الهيئات التنفيذية والتشريعية العليا في البلاد , وتشكل هذه المؤتمرات الشعب على مستوى المناطق والقرى في شتى أنحاء البلاد وتصوت على القوانين وسياسة الحكومة. وتجتمع المؤتمرات الشعبية الأساسية خلال الأيام القليلة المقبلة , وهذه أول مرة يدعو فيها القذافي المؤتمرات الشعبية إلى تأييد فكرته بشأن دخل البترول وإصلاح الحكومة. وقال القذافي إن : "الإدارة أخفقت كما أخفق اقتصاد الدولة وأن هذا يكفي , والحل أن يأخذ الليبيون أموال البترول مباشرة ويقرروا ما سيفعلونه بهذه الأموال". وحث القذافي على إجراء إصلاح شامل للبيروقراطية الحكومية قائلا إن : "نظام مجلس الوزراء بأكمله لابد وأن يتم تفكيكه لتخليص الليبيين من الفساد وسوء الإدارة". وقال : "على تلك اللجان الشعبية أن تسلم الناس المدارس والمصانع والمزارع وكل المشروعات الحكومية وأموال البترول قبل تفكيكها". وأوضح القذافي أن : "الفساد أصبح منتشرا في الحكومة , وأن مجرد تعديل مجلس الوزراء لن يخلص البلاد من الفساد وسوء الإدارة". وتابع : "لن يتم وقف الفساد مادامت الدولة تملك الثروة البترولية وتبرم العقود مع الشركات لتنفيذ المشروعات وتدير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى والمشروعات الاقتصادية". واتهم القذافي الحكومات المتعاقبة بالإخفاق في كل المجالات سواء التعليم أو الاقتصاد ، مستشهدا على ذلك بطالب ليبي لا يستطيع أن يكتب باللغة العربية بشكل سليم بعد أن أمضى تسعة أعوام في المدرسة. وقال إن هذا هو الحال في المجالات الأخرى وليس في التعليم فقط ، وحث الليبيين على تقبل نتائج التغييرات التي يقترحها دون خوف.