تَصَدر العنف الذي تجدد في أوكرانيا مؤخرا بعد الاحتجاجات الكبيرة التي شهدتها العاصمة كييف العام الماضي، وسقوط الكثير من القتلى والمصابين الأنباء في وسائل الإعلام العالمية. تلقي «وول ستريت جورنال» الأمريكية، و«بي بي سي» البريطانية الضوء على الصراع الدائر هناك منذ بدايته وحتى اللحظة الحالية من خلال عدد من الأسئلة وإجاباتها: 1- لماذا انطلقت الاحتجاجات في أوكرانيا؟ وول ستريت جورنال: انطلقت الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي بعد أن ابتعد الرئيس الأوكراني فكيتور يانوكوفيتش بضغط من الكرملين الروسي عن اتمام اتفاق تجاري وسياسي أوروبي، وقرر الحصول على 15 مليار دولار من روسيا. في ذلك الوقت خرج مئات الآلاف من المواطنين للشوارع، وخلال أسابيع تحولت الاحتجاجات إلى احتجاج أوسع نطاقًا ضد الفساد الرسمي وعنف الشرطة، ونصب المحتجون خيامهم وسط كييف لنحو ثلاثة أشهر، مطالبين يانوكوفيتش بالتنحي. 2- ماهو الوضع الحالي في البلاد؟ وول ستريت جورنال: أثارت الحملة القمعية التي شنتها الحكومة على المحتجين وجمود المفاوضات مع المعارضة احتجاجات أوسع نطاقًا، وتحدى آلاف من الأوكرانيين الحواجز والمتاريس الأمنية للسفر إلى العاصمة كييف لدعم المتظاهرين. اندلع العنف مجددًا يوم الخميس الماضي في وسط كييف، مما أدى إلى توقف الهدنة التي تم التوصل إليها قبل ساعات بين الحكومة والمتظاهرين، حيث حطم المتظاهرون حواجز الشرطة في ميدان الاستقلال واندفعوا نحو شرطة مكافحة الشغب، وأدى إطلاق النار إلى سقوط القتلى، وفي المساء قال ممثل عن الرئيس يانوكوفيتش إنه من المقرر أن يجري محادثات مع زعماء المعارضة.. وبحسب ما نقلته قناة «سكاي نيوز» اليوم الجمعة، أعلن يانوكوفيتش عن انتخابات رئاسية مبكرة، والعودة إلى دستور 2004 مع تخفيض لصلاحياته. 3- كيف جاء رد الفعل العالمي على العنف في كييف؟ وول ستريت جورنال: أدانت العديد من الحكومات العنف في كييف، وهدد البعض بفرض عقوبات، حيث قال مسئولون من الاتحاد الأوروبي إنهم سيضغطون على يانوكوفيتش لإجراء انتخابات مبكرة، رغم أن روسيا قالت إن هذه الخطوة جزء من محاولة الغرب فرض نفوذه على أوكرانيا. كما وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على كييف، مشيرين إلى أن نطاقها سيتوقف على مدى استمرار العنف في البلاد. وطالبت الأممالمتحدة يوم الأربعاء بفتح تحقيق مستقل في الاشتباكات الدامية، وقال البيت الأبيض إنه يفكر في فرض عقوبات على المسؤولين الأوكرانيين، ربما بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين. في حين أدانت روسيا الاحتجاجات الدامية باعتبارها محاولة للانقلاب، وطالبت زعماء المعارضة بوضع حد فوري لجميع أعمال العنف. 4- من هم المحتجون؟ بي بي سي: كانت الاحتجاجات أقوى في منطقة كييف وأوكرانياالغربية، حيث يوجد تقارب أكبر تجاه الغرب مع أوروبا مقارنة بالمناطق الناطقة بالروسية في الشرق والجنوب، إلا انه كانت هناك احتجاجات في شرق أوكرانيا أيضًا. كان قادة أحزاب المعارضة الثلاثة في البرلمان فيتالي كليتشكو من حركة Udar، وارسيني ياتسينيوك من حزب فاثرلاند، وأوليه تيانيبو من حزب اليمين المتطرف «سفوبودا» في الميدان لمحاولة توجيه المتظاهرين وتكوين جبهة موحدة. ولكن يبدو أن هذه القيادات لا تتمتع بثقة كاملة لدى كثير من المتظاهرين، وخاصة حزب «فاثيرلاند» الذي تلطخت سمعته بسبب سنواته الأخيرة في الحكومة، حيث يعتبره البعض جزءًا من المؤسسة السياسية. 5- هل يمكن أن تنقسم أوكرانيا؟ بي بي سي: أحدثت الفجوة الثقافية اللغوية بين الشرق والغرب في أوكرانيا الكثير من الانقسامات- وانعكس هذا الانقسام على نماذج التصويت، حيث تنتشر اللغة الروسية على نطاق واسع في أجزاء من الشرق والجنوب، وهي اللغة الرسمية في بعض الأماكن، مثل شبه جزيرة القرم، ويرجع ذلك إلى حد كبير للهجرة الكثيفة من روسيا خلال الحقبة السوفياتية. ويتحدث المواطنون في مناطق أقصى الغرب- حيث كانت هناك الهيمنة لبولندا والنمسا منذ مئات السنين- اللغة الأوكرانية، ويسعون ليكونوا قوميين بدرجة أكبر، ومتطابقين مع أوروبا الوسطى. وتوضح الخرائط تلك المناطق التي يتحدث نسبة كبيرة من سكانها اللغة الروسية، مما يتطابق تقريبًا مع أولئك الذين صوتوا لصالح يانوكوفيتش عام 2010، ويقول معلقون إن هذا يوضح أن البلاد عرضة للانقسام بعنف عبر الوسط، بينما يقول آخرون إن هذا الاحتمال غير وارد، وإن العديد من سكان الشرق لا يزالون يعرفون أنفسهم كأوكرانيين، رغم تحدثهم الروسية.