يشرح «أحمد» اسم مستعار الطالب في السنة الثالثة بإحدى كليات جامعة القاهرة، المشارك في حركة «طلاب ضد الانقلاب» كيف ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على نشر أساليب الاحتجاج من أوكرانيا إلى القاهرة، فيقول إن الأوكرانيين يعرفون كيفية صناعة قنابل «المولوتوف» الكبيرة، ثم يشاهد هو وأصدقاؤه المشاركون في المظاهرات ضد «الانقلاب العسكري» الذي عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، كيفية وفي أي مواقف يستخدم الأوكرانيون المولوتوف «لنتمكن من الدفاع عن أنفسنا بشكل أفضل ضد الشرطة»، حسب قوله. ينقل نيل كيتشلي، طالب الدكتوراة في كلية لندن للاقتصاد على مدونة «The Monkey Cage» التي تنشرها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن أحمد قوله «نبحث دائمًا عن طرق جديدة للرد على الهجمات. لدينا فرق من المتابعين يدخلون على موقع يوتيوب ويبحثون عن فيديوهات لاحتجاجات أخرى حول العالم، وعندما يصادفون أسلوبًا جديدًا يضعونه على الصفحة الموجودة على فيسبوك، وإذا وجدنا فيديو تعليميا جديدا نترجمه إلى اللغة العربية. لا ننتظر أن يأتي الأوكرانيون إلينا». ونشر أحمد وأصدقائه مؤخرًا فيديوهات على يوتيوب وصورًا للاحتجاجات في كييف على صفحات فيسبوك المختلفة الخاصة بالحركة التي تستخدم للدعاية للاحتجاجات. يقول نيل: إنه في غياب ورش العمل عن كيفية تنظيم الاحتجاجات وأساليبها، يتم استخدام لقطات الفيديو المصورة عبر هواتف المحمول في العاصمة الأوكرانية كييف أو في أي مكان آخر، كمخزن لأساليب الاحتجاجات التي يتم دراستها وتبنيها من قبل المتظاهرين «المناهضين للانقلاب» في مصر. ويضيف أن «الإعلام الاجتماعي» يسهل من نشر هذه الأساليب الجديدة، مما يسمح للمتظاهرين في القاهرة باتباع أنشطة رفاقهم في باقي المحافظات والعكس، وإذا كان هناك أسلوب جديد له فعالية خاصة يسافر المتظاهرون إلى المناطق الأخرى لمشاهدته على أرض الواقع. ويقول: إن تنسيق الاحتجاجات نفسها يحدث أيضا بطرق أخرى دون الحاجة للإنترنت، بعد تطور مهارات جهات الأمن في اختراق المجموعات على شبكة الإنترنت، حتى أصبحت المساجد وحرم الجامعات الآن أهم المساحات الترابطية لتنظيم الاحتجاجات. في العديد من الأحياء، فإن بعض المساجد لديها سمعة أنها تنظم الاحتجاجات بعد الصلاة، وهنا لا يحتاج المتظاهرون الدخول إلى شبكات الاحتجاجات، وإنما مجرد الذهاب إلى المسجد. وإذا بدأت الاحتجاجات في مكان آخر، توزع الأوقات والأماكن على قائمة موثوقة من رواد الاحتجاجات الدائمين الذين ينقلون المعلومات إلى أصدقائهم وأقاربهم. أما بشأن انزعاج بعض المراقبين للشأن المصري من ظهور عدة مجموعات مؤخرًا متخصصة في صناعة قنابل المولوتوف والأسلحة البدائية الأخرى، بما في ذلك الألعاب النارية لاستخدامها ضد الشرطة، وخوفًا من وصفهم بالمتطرفين، يصر أعضاء «طلاب ضد الانقلاب» على أن هذه الوسائل مجرد استجابة ملائمة للمواجهة مع نظام يستخدم بشكل روتيني «الذخيرة الحية» لتفريق المظاهرات.