قال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن حزب النور لم يخن الرئيس السابق محمد مرسي، بل انطلق من منهج أهل السنة والجماعة الذي يرتكز على قاعدة «الإصلاح»، التي بنى عليها مبادراته للإصلاح التدريجي لمؤسسات الدولة وتحقيق أكبر قدر من التوافق مع القوى السياسية والشعبية وأجهزة الدولة. وأوضح خلال حواره لصحيفة «الشرق الأوسط» أنه عقب نجاح مرسي، رفض حزب النور المشاركة الهامشية في الوزارة التي عرضت عليه، وإن جماعة الإخوان أقدمت على الانفراد بجميع المناصب الوزارية. وأضاف برهامي "لم يخن حزب النور الدكتور مرسي ولا جماعة الإخوان، فقد التزمنا بجميع بنود الاتفاق الذي كان قبل تأييده. وقبل الاشتراك في الحملة التي قام حزب النور بها على أكمل وجه، وكان النور هو المتحمل عبء المسؤولية على الأرض باتفاق الطرفين لدعوة الشعب لانتخاب الدكتور مرسي، واستمر الدعم حتى جرى وضع دستور 2012، وقمنا أيضا بالدعوة في الأرض ل«نعم للدستور»، وكنا الوحيدين الذين نقوم بالمهمة الكبرى، بنسبة كبيرة جدا". وتابع قائلا: "حاولنا في لقاء بين مجلس إدارة الدعوة السلفية بمقرها في الإسكندرية مع وفد من مكتب الإرشاد، برئاسة الدكتور محمود عزت، بتاريخ 16 يونيو 2013، أن ننبه إلى الأخطار المقبلة والأخطاء الموجودة، التي كان أهمها الخطاب التكفيري العنيف المستخدم في الفعاليات المختلفة والفضائيات وغيرها وضرورة تغيير هذا الخطاب". وعلى الرغم من اعترافهم بذلك، فإنهم تنصلوا من هذا بقولهم إن هذا الخطاب لا يمثلنا، فقلنا لهم إن من يستخدمونه بعضهم من الجماعة الإسلامية والبعض الآخر من سلفية القاهرة التي تتبنى فكرة أن «الإخوان» هم رجال المرحلة، بالإضافة إلى رموز محسوبة على «الإخوان»، فقالوا إنهم لا يمثلوننا ولسنا أصحاب هذا الخطاب في حين أنهم هم من يصدرونهم في المشهد. وحول مطالبة النور ل«مرسي» باستفتاء شعبي أو انتخابات رئاسية مبكرة، أكد برهامي أنهم طالبوا بذلك في بيان مباشر في الأول من يوليو، مشيرا إلى أن آخر حوار مع مرسي كان قبل 30 يونيو، بحضور المهندس جلال مرة، وقال فيه إنه توجد مبادرة مقدمة من القوات المسلحة تدعو إلى تغيير النائب العام. وكل المحاولات كانت تهدف إلى الإصلاح، مع بقاء الدكتور مرسي، وقال "أقسم لي المشير السيسي على ذلك"، مؤكدا أنه لم يكن يريد ذلك، لكن البلد كان مقبلا على منعطف خطير جدا وانهيار اقتصادي تام، ومن دون أي معاونة من أي جهة أخرى والعالم كله يتربص ويوجد شكل حرب أهلية فعلا. وأوضح برهامي أننا في مرحلة خطيرة لابد أن تتجاوزها مصر، وما زال أحد أخطر التحديات على الساحة السياسية هو الصدام والعنف ونمو التوجهات التكفيرية، والتنظيمات التي تسمي نفسها «الجهادية». كما أن هناك أيضا تجاوزات في ممارسات وزارة الداخلية على الأرض، وهذه التجاوزات قد تؤدي إلى تفاعل الشباب بطريقة خطرة، خصوصا أبناء التيار الإسلامي، وهذا هو أبرز ملامح المشهد اليوم.