استيراد فاترينات عرض ضد الرصاص .. و100 ألف دولار من اليونسكو لترميم المتحف الإسلامى كشف تفجير مديرية أمن القاهرة الإرهابى الذى دمر متحف الفن الإسلامى عن أن مصر تترك آثارها النادرة بلا تأمين يغطى ما قد تتعرض له من تلف أو سرقة. ففى المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الآثار، الدكتور محمد ابراهيم، وقف الوزير ليدعو المصريين جميعا للاكتتاب فى تحمل تكاليف ترميم المتحف، خصوصا أن مئات القطع الأثرية النادرة، على رأسها محراب السيدة رقية، قد تعرضت للتلف والتدمير، وقال الوزير إن منظمة اليونسكو دعمت إعادة الترميم بمبلغ 100 ألف دولار لكنها لا تغطى سوى 10% من حجم المطلوب للترميم. الدكتور احمد رفعت، سفير مصر السابق فى اليونسكو، قال إن التأمين على القطع الأثرية ضد التلف والنهب والسرقة موجود فى معظم دول العالم، وليس بدعة، واعتبارى كنت ممثلا لمصر فى «اليونسكو»، أؤكد أن التأمين على الآثار، ضرورة قومية، فلا توجد دولة فى العالم تترك آثارها بدون تأمين، فتفجير مديرية الأمن طال معظم آثار متحف الفن الاسلامى المواجه لمبنى المديرية، ويحتاج إلى ملايين الجنيهات لترميمه، وهو ما تعجز الدولة عن توفيره، لكن إذا كانت القطع الأثرية مؤمنا عليها، تستطيع وزارة الآثار، الحصول على التكلفة الكاملة من شركات التأمين، بدلا من التسول من أحد من رجال الأعمال، أو انتظار الدعم الذى لا يكفى من «اليونسكو». وطالب رفعت الجهات المسئولة بتطبيق نموذج التأمين ضد السرقة والسطو والتلف على القطع الأثرية، وخلق منظمة تأمين قوية تستطيع ردع كل من تسول له نفسه التعدى على آثارنا المصرية، متسائلا: كيف لدولة تعتمد فى دخلها القومى على السياحة والآثار، وتملك أكثر من ثلث آثار العالم، من آثار فرعونية ورومانية ويونانية وإسلامية وقبطية، أن تتركها عرضة للارهاب والدمار؟. رد وزارة الآثار الرسمى جاء مرحبا بالفكرة على لسان أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف، عندما قال: «نرحب بالفكرة، ونتمنى تنفيذها، ولكن من المستحيل أن تنفذ فى مصر، لأن مصر بها ما يقرب من ثلث آثار العالم، أى مئات الآلاف من القطع الأثرية داخل المتاحف والأماكن الأثرية، وبالتالى تأمينها يحتاج إلى مليارات الجنيهات، وهو ما لا يمكن ان تتحمله شركة تأمين أو ميزانية دولة»، مضيفا: «مومياء توت عنخ آمون، تأمينها قد يحتاج إلى 800 مليون جنيه، فما بالك بمئات الآلاف من القطع الأثرية». واعتبر شرف أن الخطوة التى تسعى اليها الوزارة الآن، هى تأمين القطع الأثرية نفسها عن طريق استيراد فاترينات عرض ضد الرصاص، قائلا: «بدأنا فى نشر التجربة فى متاحف مختلفة، ولكن تعميمها على الدولة ككل، يتطلب ملايين الجنيهات، ولكن بمجرد عودة الاستقرار والامن والسياحة للبلاد، سنضع خطة زمنية لتأمين كافة المتاحف الأثرية فى مصر».